23 ديسمبر، 2024 5:41 م

ياسُنة العراق وشيعته … من منكم سينتصر ؟

ياسُنة العراق وشيعته … من منكم سينتصر ؟

منذ سقوط النظام السابق وكل اطياف ومذاهب وقوميات الشعب العراقي  ينادون باسترجاع الحقوق التي سلبت منهم إبان حكم النظام السابق لكن الجميع اما انه لا يعلم ماهي حقوقه وأما إنه مولع بالمطالبة بحقوقه على حساب حقوق المكونات الاخرى . وبعض الاحيان  تحرك هذه المطالبات دوافع اقليمية او دولية او حتى بسبب حالة عدم الثقة  بين الكتل السياسية… حيث ظهرت ثلاث قوى كبيرة مطالبة بتلك الحقوق تجاهلت وسحقت بين اقدامها حقوق الكثير من الاقليات الدينية والعرقية الصغيرة كالمسيحيين والشبك والايزيديين والصابئة  والتركمان .

لكن الاخطر والأدهى في ذلك حين بدأ الجميع بالمطالبة بالحقوق والتهديد بحمل السلاح لاسترجاعها وكل منهم امسك بسكينه وبدأ بتقطيع اوصال الوطن ورسم خرائط جديدة للعراق الموحد منذ ألاف السنين دافعهم الحقيقي في ذلك هو السيطرة على الثروات الطبيعية وتوسيع النفوذ ليزداد الاغنياء غناً ويزداد الفقراء فقراً , وبدأ المطالبون بوضع الحدود وبناء الجدران والأسوار ورفعها بوجه الاخر وازداد الجميع تقوقعاً داخل تلك المساحة التي رسمها لنفسه في مخيلته ثم زاد الطين بله ظهور بعض المصطلحات السياسية التقسيمية كالمثلث السني وإقليم الوسط والجنوب وإقليم كردستان …الخ التي ساعدت بدورها على رواج ثقافة وواقع جديد بدأ يقنع الكثيرين من بسطاء الناس إن الحل لكل مشاكلهم يكمن في تقسيم العراق الى اقاليم  ستتحول  الى دويلات ضعيفة متناحرة فيما بينها على مجرى نهر او بئراً نفطية ممكن أن تتقسم مجدداً الى إمارات او قبليات عشائرية من المؤكد أن تتناحر حتى على مرعى للأغنام .!!

ماذا دهاكم ايها العراقيون ..إنكم وكما تعلمون مولعون بقراءة التاريخ ..الم تقرأوا كيف تحطمت وتشرذمت الدولة الاسلامية العظيمة التي وضع اساساتها النبي محمد (ص) وتحولت بفضل امراء التقسيم انذاك الى دويلات لا تكاد تذكر على هامش التاريخ .

 اغرتكم الشياطين وأقنعتكم بأنكم ستعيشوا بسلام حين تتفرقوا  .. وإنكم ستنعمون  بحياة رغيدة بعيداً عن الاخر … الاخر الذي كان في يوم اخاً لكم في الوطن تتقاسمون معه الحقوق والواجبات , تبصروا جيداً لما يدور حولكم ..الم تكونوا بوئام فيما بينكم  قبل دخول القوات الامريكية للعراق  ,اخرجوا من التاريخ فالنظام السابق ذهب الى غير رجعه فكروا  بالحاضر والمستقبل .

وتأكدوا ان جميع من حولكم  لا يعتبركم  سوى مسرحاً لعملياته الحربية فالكل لايرغب بمقاتلة  غريمه  على اراضيه فهي مقدسة بنظرهم ولا يجب تدنيسها .! الا انتم بأيديكم دنستم ارضكم وسفكتم دمائكم وهتكتم اعراضكم … فتوقفوا عن قتل بعضكم البعض فلن ينتصر منكم احداً  .