17 نوفمبر، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

ياسياسيو الصدفة .. كفوّا عن التلاعب بمصير الشعب العراقي !!

ياسياسيو الصدفة .. كفوّا عن التلاعب بمصير الشعب العراقي !!

 أن هذه التوترات والتجاذبات بين الكتل السياسية ،وتفرد وإستئثار بعض المكونات والقوى بالقرار الوطني ومصادرة آراء ومشاركة الأخرين   وأرتباط بعض الجهات السياسية بإجندات خارجية ليس لها علاقة بالمصلحة الوطنية العليا للعراق ، هذه الأمور مجتمعة أدت إلى أن ينعكس هذا الخراب وهذا التوتر السياسي الحاصل على الحياة الأمنية،فأصبحنا مهددين في كل لحظة بإنهيار أمني جديد نتيجة لهذه الصراعات السياسية ، والتي يتمكن من خلالها الأرهابيون من فتح ثغرة مستفيدين من هذه التوترات والتجاذبات ، ومستغلين لهشاشة العلاقات السياسية بين القوى الوطنية المشاركة في العملية السياسية ، فهم يدخلون من خلال هذه الثغرات لتنفيذ أجنداتهم الخبيثة  والقيام بإعمال أرهابية كبيرة كما حصل في الأيام الأخيرة ..!
وبكل تأكيد إن الرابط جداً قوي بين المشهد السياسي والحياة السياسية والعلاقات السياسية وبين الوضع الأمني ، وقد حذر بعض المسؤولين من تصرفات وسلوكيات بعض القيادات السياسية من القيام بأمور غير منضبطة وغير مسؤولة في المشهد السياسي، حيث أنهم وفي ظروف أستثنائية قد مّر بها البلد أستطاعوا الوصول إلى مناصب ومواقع مهمة في الدولة ما كانوا يحلمون بها يوماً من الأيام !! وأن الواجب عليهم أن يلتفتوا ولو بقدر قليل من المسؤولية إلى مصلحة البلاد وإلى مصلحة المواطن العراقي وأن يكّفوا عن التلاعب بمصائر الناس ، لكي لاينعكس الحال على الوضع الأمني وبالتالي تنعكس هذه الأمور على حياة الناس وعلى إستقرارهم ومستقبلهم وعلى مستقبل العراق ككل .
وهناك من يرى بأن هذا الأنعكاس ربما سيكون مظهر من مظاهر التوتر الطائفي بين أبناء المجتمع العراقي ، وليس مجرد صراع نخبوي على السلطة أو الأمتيازات ،ولكن الشعب العراقي يعي اليوم مايجري على المشهد السياسي ، وهو يرفض كل هذه المحاولات التي يحاول إستغلالها أوالإستفادة منها أو اللجوء إليها الكثير من القادة السياسيين ، ونرى ذلك – واضحاً- عندما يتحدثون عن الجهة التي أنتخبتهم أو المكون الفلاني الذي أيدهم  فيقومون بدفع هذا المكون – عندما تضيق بهم الأمور –  وإستعدائه على المكون المنافس الذي ينتمي إليه الطرف السياسي الآخر ، وهذا هو السبب الرئيس بأعتقاد الكثيريين الذي ساءت بهم العلاقات السياسية .!
إلا أن هذا المنطق الأجوف أصبح منطقاً مكشوفاً من قبل الشعب العراقي ، لأن الشعب العراقي أصبح يعي جيداً من هي الجهات السياسية التي تريد له الخير – سواء كانت شيعية أو سنية – ومن هي الجهات والقوى الوطنية التي تستحق أن تمثله في قيادة البلاد ، ولهذا فإن منطق الصراع النخبوي هو منطق صحيح ولكن في نفس الوقت فأنه من سوء الحظ أن هؤلاء الناس والكثير منهم قد جاؤا بالصدفة وهم اليوم يُسمون بالنخبة..! فالذي لايخدم الشعب بعيداً عن الأنتماءات الطائفية والعرقية والدينية لايمكن أن نطلق عليه بإنه سياسي ، أو هو من النخبة ، أو هو من رجال الدولة،  أومن قادة الشعب العراقي ، لأن خدمة الشعب العراقي هي الميزان وهي المقياس للوطنية الحقة، وللقيادة المحنكة ، وللسياسة الناجحة !!
فعلينا جميعاً تحت هذه الظروف أن ننتقل إلى الحلول الجذرية ، وأن ينتقل كل الذين يتصارعون اليوم على قيادة البلاد والذين يطلبون المشاركة السياسية في الحكم ، عليهم أن ينتقلوا إلى المعارضة داخل البرلمان  ، وأن تتشكل حكومة أغلبية سياسية ، رغم أن بعض القوى السياسية قد أعلنت بإنها غير مرتاحة لهذه الحل ، ولكنهم يرونه اليوم الحل الأفضل ، الذي يقود البلاد إلى مرحلة الإنتخابات القادمة ..

أحدث المقالات