18 ديسمبر، 2024 8:13 م

2017 سنة سوخة بكل المقاييس، فهي إمتداد طبيعي للسنوات التي مرت محملة بغيوم سوداء ورمادية تلونت بلون الدماء وتضمخت بها وتنوعت وتعددت ورمت ببلاءاتها على شعوب الشرق الأوسط العربي في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن ومصر وليبيا وتونس والبحرين، عدا عن تفجيرات وإرهاب ممتد شمل قارات العالم الخمس، وحصد أرواح الآلاف من البشر، وشرد الملايين، وهدم ودمر ملايين البيوت والحارات والمساجد والكنائس والمدارس والأسواق والجامعات ومؤسسات رسمية وممتلكات عامة وخاصة، ولم يترك مجالا للشك في أن العالم ليس أسيرا للدكتاتوريات والحكومات المستبدة فقط، بل هو ضحية إرهاب أعمى يتشكل وفق مصالح شريرة لدول ومنظومات سرية تقود العالم الى الهاوية، وليس مستبعدا أن تكون من أجل تمضية عقائد دينية متطرفة لاتخدم البشر، بل تأخذ بهم الى التهلكة.
السنة التي بدأ عداد أيامها وشهورها يدور تحمل المزيد من العنف وعدم الثقة والحقد، وتستعد لتلقين البشر دروسا قاسية في الضياع والتشرد والموت والدمار بسبب تصارع القوى الكبرى على المنطقة، ووجود دول فيها متآمرة مع الغرب وأمريكا وإسرائيل لتدميرها، ونشر الفوضى فيها، ودفع المزيد من الدينيين المتطرفين لإحداث أكبر تدمير ممكن في البنية المجتمعية، وتحويل الناس الى أدوات للقتل، وليكونوا ضحايا أيضا، بينما يتم نهب الثروات وإستنزافها في حروب، ولشراء الأسلحة والمعدات الحربية التي لاتنفع بل تضر وتدمر وتخرب وبسببها تعم الفوضى، وينتشر الخراب ويسود القتلة والمجرمين والإنتهازيين وأصحاب المصالح الضيقة.
يحضر البعض لسوريا المزيد من الدمار والتهجير، بينما يراد لمصر أن تكون ساحة لتصفية الحسابات ودفع المجموعات الإرهابية الى داخلها لتعيش نوعا من الفوضى وهي قادرة بشعبها على التحدي ومنع تلك الفوضى ومن يروج لها أن ينشر فوضاه في هذه البلاد الطيبة التي طالما إتسم ناسها بالطيبة والتسامح وحسن الخلق والإعتدال ورفض التطرف، وتستمر حرب اليمن ليقع المزيد من الضحايا وترمل النساء ويموت الأطفال جوعا، بينما يتربع القتلة على كراس السيادة والهيمنة والمصالح ويشربون نخب النصر تلو النصر على عدو لاوجود له، بل هي الأطماع التي تقودهم ليقتلوا، ويدمروا هذه البلاد التي كانت لقرون هادئة وهانئة، وكل المؤشرات توحي بأن العراق لن يكون بمنأى عن الفوضى السياسية والدمار والحروب والنزاعات بين القوى السياسية الفعلة التي قدمت مصالحها على مصالح الشعب.
بقية الدول العربية كتونس والجزائر والبحرين، وحتى دول الخليج لن تكون بمنأى عن الصراع والفوضى والإنهيارات في الإقتصاد، وتفكك في المجتمع.. لذلك هي سنة سوخة كسابقاتها وربنا الستار.