20 مايو، 2024 2:00 ص
Search
Close this search box.

ياسراق المال العام اتحدوا

Facebook
Twitter
LinkedIn

قديما قالوا ( لكل زمان دولة ورجال ) فلقد مر على حكم العراق كما يذكر التاريخ رجال كثر , كان من بينهم الوطني الشريف والحرامي الكبير , ولكن التاريخ يذكر لنا ان الوطني الشريف كان يتفوق على الحرامي الكبير في العدد وربما ان الحرامية وسراق المال العام هم من حكموا العراق حديثا . كان هم الحاكم الحقيقي هو اسعاد الشعب وبناء البلد وتوزيع الثروة بشكل عادل بين ابناء البلد الواحد لان رغبة الروح الوطنية كانت تتفوق على الرغبات الاخرى فتتاجج وتتوهج رغبة الوطنية وتخبو وتندثر رغبات النرجسية والانانية .

لو تتبعنا الحكام الذين توافدوا على سدة الحكم في العراق لوجدنا ان اكثرهم كان من الوطنيين الشرفاء الحقيقيين , ولا اريد ان اتحدث عمن حكم العراق في فترات الاحتلال المختلفة قبل العام 1920 اقول لم نسمع عن سرقات للاموال العامة من قبل السياسيين المشاركين في حكم العراق منذ العام 1921 حتى العام 1958 رغم ان الذين حكموا العراق في اثناء هذه الفترة لم يكونوا عراقيين بل كانوا من اشراف الحجاز وان افترضنا وجود سرقة للمال العام فهي لا تكاد تذكر ازاء ما يحصل من سرقات منظمة من بعض السياسيين بعد العام 2003 حتى الان .

اما في زمن الزعيم الوطني الشريف نصير الفقراء عبد الكريم قاسم لم يكن المال العام سائبا بل كان الزعيم حريصا عليه اشد الحرص ولم يصرف فلسا واحدا منه على نفسه لانه لم يكن سارقا او انانيا او محبا للسلطة لاجل التباهي بالحكم بل كان خادما للعراقيين وتاريخه شاهد على ما نقول بدليل انه ليس له او لاحد اقاربه قصر او بيت بل كانت اخته تسكن في بيت تابع للبلدية وتدفع عنه بدل ايجار وهو يسكن في مكتبه داخل وزارة الدفاع وفيه ياكل وينام على الارض وياتيه الطعام ب ( صفر طاس ) من بيت اخته ناهيك عن اهتمامه بطبقة الفقراء وتوزيع البيوت والاراضي السكنية والزراعية بينهم فأحبه الشعب باقصى درجات الحب والعشق ولم نسمع عن وجود سراق للمال العام في زمنه رحمه الله . ولا في حكم من حكم العراق بعده كعبدالسلام عارف واخيه عبد الرحمن عارف ولكننا شاهدنا ولمسنا سرقات المال العام في زمن المقبور صدام حسين ولكنها لم تكن بالمستوى

الذي نراه ولا بالطريقة التي يسرق بها الان المؤتمنون على العراق وشعبه وماله فراحوا يتفننون في طرق السرقة حتى امتلات خزائنهم وفاضت فتفوقوا ملايين المرات على من سرق في زمن المقبور صدام بل ان ما سرقه صدام وعائلته ما هو الا قطرة في بحر ازاء ما يسرق اليوم من المال العام حتى وصل الحد الى سرقة موازنة دولة بالكامل في العام 2014

وازداد عدد سراق المال العام في الوقت الحالي لفقدان القانون الحقيقي وضعف القضاء والقضاة .

وراح بعض السياسيين يرسم لنفسه صورة المدافع عن حقوق الشعب وامواله فراح يلوح بملفات الفساد من على شاشات القنوات الفضائية وراح الطرف الثاني يلوح بملفات بالمقابل اذا ما فتحت ملفات فسادهم فسكتت الافواه المنادية بفضح الفساد من الطرفين وادركت شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح . ونقول لكل السارقين حتى لا يفضح احدهم الاخر ( يا سراق المال العام اتحدوا ) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب