18 ديسمبر، 2024 10:46 م

ياساسة .. متى تعيدون للسياسة اعتبارها ؟

ياساسة .. متى تعيدون للسياسة اعتبارها ؟

يمــر العراق والكثير من الدول العربية بمشكلة التخبط في الحياة السياسية ، بحيث باتت مجتمعات هذه الدول وكأنها المريض الذي أصابه فيروس كوفيد 19ويفـتـقـر إلى المناعة .. فالرشح الخفيف قد يقضي على حياته . وتعبيرا عن هذا المعنى .. فمن البديهي والمعروف للعامة ان الصراع على السلطة والتنافس على الحكم هو من صلب الحياة السياسية في أي دولة من دول العالم ، وبالتالي اختيار الأفضل والأجدر بالقيادة وتحمل التبعات والمسؤوليات العامة . أما في معظم الأقطار العربية فليس هناك من ضمانة في إن يحقق الصراع على السلطة مثل هذه النتائج .. انه في اغلب الأحيان يكون الوصول إلى السلطة لمن هو أقـوى ..وليس الأكفأ بالضرورة .. لمـاذا ؟! لان العنف في بعض الاحيان اصبح الوسيلة الوحيدة للعمل السياسي .! هنا نتكلم عن الدول العربية عموما والكثير من دول العالم الثالث . !
ان خريطة الحكم في الدول العربية تؤكد استفحال هذه الظاهرة وتفاقمها .. ولو رجعنا الى التاريخ الحديث .. فمنذ انتهاء الحرب العالمية الاولى وظهور الدول العربية الى الوجود .. تناوب على الحكم في شتى الاقطار العربية العشرات من الحكام .. والكثير منهم ذهبوا اغتيـالاً او اعداماً أو عزلاً نتيجة انقلابات عسكرية او نفـياً خارج دولهم . ! .. انها لصورة مفجعة .. فعملية التنافس في بعض اقطارنا العربية .. ومع الاسف …تجري بإسم الديمقراطية .. ولكن !! والعراق هو احد هذه النماذج التي تهمنا … فمن الطبيعي ان يعم الضرر على الشعب وبشكل واضح .. ومن هذه الاضرار .. ادرج مثال عن تأخر ميزانية دولة العراق … تأخـر انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبعدها يأتي تأليف الوزارة .. وبالتالي تأخر اقرار الميزانية العامة للدولة وكما هو معروف تحتاج الميزانية الى نقاشات ومناوشات تحت قبة البرلمان وبعدالانتهاء من الاجراءات الاخرى كالمصادقة عليها من رئيس الجمهورية ونشرها في الجريدة الرسمية .. كل هذا.. يؤدي الى تأخرانجاز المشاريع وزيادة البطالة … الخ وكل هذا يؤثر على المجتمع بأسره . هذا كمثال ليس الا ..
فمن هنا نقول .. من الضروري اذن ان ينهض من يهتم بالعراق امثال ( اهـل السياسة ) واهل العلم والخبرة والتجربة وسائر المهتمين بمصير الشعب ان ينهضوا لمعالجة هذا الواقع للوقوف بجدية ، لدراسة الوسائل الكفيلة بايقاف التدهور في الحياة السياسية بالعراق .. ولا بد ان ينطلق هؤلاء من الحاجة الى مباديء واسس تنظم هذه المسألة المهمة .
فموضوعنا موجه لاهل السياسة .. لانهم يتحملون مسؤولية في هذا المضمار .. ويظهر لنا ان تجربة الحكم في العراق بعد عام 2003 لم يستفد منها الساسة ، كما لم يستفيدوا من الاحداث التي مروا بها سابقاً، ولم تتبلور ختى الان مباديء محددة للحياة العامة ..ففي حالة غياب المباديء يتحول المجتمع الى مستودع للمآسي .