18 ديسمبر، 2024 7:49 م

ياخراب بيتك ياتفيده

ياخراب بيتك ياتفيده

السؤال ممكن جدا في مثل هذه الظروف في عراق تتنازعه المشاكل والتحديات، وتقوده نخبة لاتفقه من السياسة شيئا، ولامن الإقتصاد، ولاتصلح لإدارة ملف ما يعتني بحقوق الناس وتطلعاتهم، وينهي معاناتهم التي تراكمت بفعل الفشل والحرمان حتى وصلنا الى حال غريب، تنعدم فيه بسيطات الحقوق المعروفة في العالم واعني الخدمات العامة التي نلوك مسمياتها على مدار الساعة ولانفقه شيئا عنها، ولاعن المليارات التي أنفقت دون أن نرى لها من أثر على الأرض. فلاماء، ولاكهرباء، ولاصحة، ولاتعليم، ولامدارس، ولامستشفيات، ولاطرق، ولاحاجة تغني النفس، وتريح البال.

سياسيونا الذين جاءت بهم الصدفة الأمريكية الى حكم العراق بعد سقوط نظام صدام حسين لم يحسنوا التصرف، ومنهم الصالح والطالح.فالطالح هو ومن معه من الطالحين فعلوا الأفاعيل، واساءوا للوطن وللشعب، وحرموه الحقوق، وسرقوا المال دون ضمير.بينما الصالح فقد أضاع الخيط، وترك الحبل على الغارب لمن معه من حواش وأقارب وعقارب، فضيعوا الطريق، وتركوا المجال واسعا للفاسدين المفسدين ليخربوا البناء، ويعطلوا مشروع الدولة بجهلهم وفسادهم ورعونتهم، وحولوا أحلامنا الى كوابيس قاتلة، وأحزان وتيه لاينتهي.

كنت أجهل الطريق الى بيت أحد شيوخ العشائر الذي دعاني الى وليمة، وكنت أقود سيارتي فيما يشبه المتاهة حين إستوقفني شاب فلاح بسيط يتكلم بلهجة عراقية متواضعة، جلس الى جواري، وأخذ يشرح لي مشاكل القرية التي يسكنها، وسألته عن االطريق الوعر الذي تمت إزالته بحجة تعبيده ثانية، وعبرنا سوية عن حزننا للحال الذي نحن فيه، وليس لنا فيه عزاء، وفساد وضعف الساسة الذين ضيعونا، فقال: هولاء ياسيدي كشخص إستأجر منزلا، وعاش فيه، وبقيت تتملكه عقدة أن المنزل ليس له، وكلما حدثته نفسه بإصلاح ماعطب فيه راوده شعور باللامبالاة، وقال في سره: مافائدة ذلك وأنا مستأجر أدفع مبلغا لصاحب النزل نهاية كل شهر، وربما طلب مني صاحبه أن أحمل اغراضي واغادر.وهكذا تمضي الأمور فلايصلح شيئا أبدا، ويتركه لحاله، ويتجاهل كل مظهر جديد وتغيير وتبديل، وهكذا هم السياسيون فالعراق ليس وطنهم، وقد عاشوا لعقود في الخارج، وحين عادوا لم يلتفتوا سوى لجوعهم وطمعهم وجشعهم الذي تملك نفوسهم وحولهم الى وحوش تريد إفتراس كل شيء من حولهم.