“ياجبال كردستان يامحبوبه ” ..

“ياجبال كردستان يامحبوبه ” ..

في أواخر سبعينيات القرن المنصرم ومع اشتداد حملة نظام صدام على كل القوى الوطنية وتحديداً الحزب الشيوعي العراقي ، التجأ المعارضون والملاحقون من قبل اجهزة الامن الى كردستان العراق كملاذ آمن من ملاحقات التعذيب والموت ، وعلى ما اذكر كتب الشاعر العراقي الراحل كريم العراقي اغنية يقول مطلعها :

يجبال كردستان يامحبوبة

لمن رجفتي من البرد

غطّاج أبونه بثوبه ”

للأسف لاأذكر بقية مقاطعها الاكثر جمالاً ، والتي كنّا نغنيها في الاحتفالات الخاصة بعيدا عن أعين وآذان العسس، إلا انها كانت تعبّر عن التلاحم المصيري ومشتركات نضال القوى الوطنية العراقية ضد الدكتاتورية والعسف ، وفي النهاية انتصرت اغنية الحب والنضال من قمم جبال كردستان على القوى السوداء التي تحاول الآن ان تجرب حظّها بإختلاف الاشكال والألوان والاسماء لتنال من تجربة الشعب الكردي بغباء سياسي لايجيد قراءة التأريخ ولا معطيات الجغرافيا ..

المسيّرات فصل جديد واسود من فصول ليس معاداة الشعب الكردي والنيل من تجربته فقط بل من تجربة النضال المشترك للشعب العراقي باختلاف مكوناته ..

اليوم تذّكر قمم جبال كردستان أولئك الاغبياء باحلام ابليس في الجنة ، فتتصدى لمسيّرات الخباثة والاجرام ، من جبل “تكيه” في جمجمال تصدت قمة من قمم كردستان لاحدى المسيرات واسقطتها دون أن تلحق أي خسائر بشريةأو طبيعية بالمكان في دلالة رمزية على ان هذا التصدي لقمم جبال كردستان هو تصدي السلام والحياة ..

في تأريخ شعب كردستان العراق ملاحم بطولية مازالت شاخصة بالذاكرة العراقية لايتناساها الا ناكري الجميل الذين كانت تلاحقهم آلة الموت الصدامية فما كان لهم ملاذا آمناً الا جبال كردستان المحبوبه واهل كردستان الذين قاسموهم لقمة العيش على قمم وسفوح جبال كردستان ..

المسيّرات اياً كان مصدرها ولونها وصناعتها وتوجهاتها واهدافها ستجد نفسها خردة ونفايات حين تتصدى لها قمم الجبال في رمزية دلالية على بؤس مايفعلونويريدون ويخططون ، فتأريخ نضال الشعب الكردي مدرسة من مدارس الشعوب التي تتصدى لأمراء الموت والقتل والتفرقة وصناعة الحروب ..

نعم لن تتوقف المسيرات فهي اليوم بديل الكيمياوي والانفال باختلاف شكل المواجهة وعنوانها ولكنها بمضمون واحد هو اخضاع الشعب الكردي واجهاض تجربته الناجحة في التنمية والبناء ..

نقول رغم المسيّرات ..

ستبقى كردستان ملاذا للأحرار الحالمين بعراق ديمقراطي حقيقي ..

وسيبقى هؤلاء الاحرار يرددون اغنية ” ياجبال كردستان يامحبوبه ” ..

وستقوم قمم جبال كردستان بواجبها باسقاط المسيّرات وافكارها وحملة لوائها ..

وسيسقط الذين يقرأون التاريخ بالمقلوب ، ليس التأريخ الكردي فقط بل تأريخ نضال الشعب العراقي  من اجل حياة كريمة تصنعها قمم الجبال على ايقاعات اغنية الراحل احمد الخليل :

من تهب انسام كاكه من الشمال

على الربابة يجاوبه راعي الجنوب “    

أحدث المقالات

أحدث المقالات