10 أبريل، 2024 5:01 ص
Search
Close this search box.

يابه مو كلناها هيجي .. علج  المخبل ترس حلكه

Facebook
Twitter
LinkedIn

لنبتعد قليلا عن قرف السياسة والسياسيين  فقد مللنا تفاهاتهم وتكالبهم للحصول على المناصب وتحقيق المكاسب  ولنتناول جانبا مهما  من الحياة طالما  شغل  بال العائلة العراقية  وهو مسألة عزوف  ابنائها عن الزواج  او تأخر سن  الزواج  او ما يعرف بالعنوسة ..  
وهي مشكلة تهدد مجتمعنا بالضياع والتمرد   .. فمجتمعنا ينظر الى الشخص الذي مضى به العمر ولم يتزوج نظرة شك وريبة  في سلوكه  الاجتماعي وقد يتهم  الشخص الذي فاته العمر ولم يتزوج باتهامات قاسية  ومن الحكايات التي تروى عن العقيد فاضل عباس 
المهداوي وكان يشغل رئيس محكمة الشعب في عهد نظام الزعيم عبد الكريم قاسم بعد سقوط النظام الملكي عام 1958 انه تصادف امامه  في المحكمة ضابط تجاوز الأربعين من عمره  متهم بقضايا  تمس أمن الدولة ..وفي اثناء السجال معه سأله المهداوي ” هل انت 
متزوج”  .فأجاب المتهم بالنفي.. وهنا صرخ رئيس المحكمة  المهداوي وقال ” ما من ضابط تجاوزالأربعين ولم يتزوج ألا وعنده شذوذ جنسي ” وفي الحال همـس المساعد الأول بأذن المهداوي وقال ” الزعيم عبدالكريم غير متزوج”. وفي الحال قال المهداوي ”  الا الزعيم عبدالكريم” هكذا كان ينظر المجتمع للشخص غير المتزوج  نظرة شك وريبة  ويعتبر التأخر في سن الزواج خروج على التعاليم الاسلامية  .. 
فديننا الحنيف يحث الشباب على التعجيل بالزواج من اجل تماسك المجتمع وحياته .. ورغم ان المجتمعات الاسلامية استطاعت وعلى مدى قرون الحفاظ على  القيم الا ان ذلك لم يمنع من وجود اختراقات للمجتمع  حدثت نتيجة الغزو الفكري الذي تعرض له مجتمعنا 
والذي ترك اثاره على الاوضاع الاجتماعية وافرز عوامل نفسية وثقافية واقتصادية خاصة بالشباب .. فالشباب لديه اوهامه واحلامه ومثالياته التي قد تذهب به الى الشطط في الاخلاق والسلوك  ومن الحكايات الطريفة التي  تذكر عن الرئيس عبد الرحمن محمد عارف  
يقول مواطن ذي صلة بالرئيس عارف كان يعمل في ديوان رئاسة الجمهورية  ” خلال هذه الفترة كنت مثل كثير من الشباب في ذلك الوقت نشرب ونسهر في مكانات مختلفة وكان عندنا ” جرداغ ”  قرب نهر دجلة نسهر فيه ..  والجرداغ  مكان  للمتعه  يقام على ضفاف 
النهر ..كانت العوائل المحافظة القريبة من “الجرداغ ”  تتضايق من تصرفاتنا ولم نكن نهتم لذلك لاننا مستمدون قوتنا المزيفة والباطلة من كوننا موظفين في ديوان الرئاسة..وصل خبر شكوى الاهالي بدون علمنا الى السيد الرئيس المرحوم عبد الرحمن محمد عارف وفي 
يوم من الايام تبلغنا جميع الموظفين ” الرجال فقط ” بحضور اجتماع مع الرئيس في الساعة الثانية بعد الظهر ..دخلنا الى قاعة الاجتماعات وفي الموعد حضر الرئيس وجلس في المكان المخصص له  ثم أبتدأ الكلام .. وقال  المتزجون يجلسون على اليمين في القاعة 
والعزاب على اليسار..جلسنا نحن العزاب على اليسار وكان عددنا ثمانية ثم سألني .. فلان كم عمرك  قلت له سيدي 28 سنة .. سكت قليلا ثم قال .. انتم العزاب مجازين اعتبارا من يوم غد براتب تام وبدون ان تستقطع هذه المدة من رصيد اجازاتكم ..  ثم سكت قليلا ثم 
قال .. هذا اولا اما ثانيا فبعد انتهاء الاجازة تأتون الى الدوام وانتم متزوجون والذي لا ينفذ يعتبر نفسه مفصولاً .. وثالثا خلال اسبوع من الان كل واحد منكم يزودنا بأسم البنت التي سوف يتزوجها لكي نزودكم بالموافقات الاصولية للزواج .. اما مسألة الجرداغ والمسائل 
المكسرة فسيكون الحساب حساباً عسيرا اذا تكررمنكم ذلك .. طبعا وقع الخبر علينا وقع الصاعقة  كيف وصل الخبر الى الرئيس  كيف سيتم الزواج خلال شهر .. ذهبت الى البيت وانا في دوامة  مما حصل وحكيت الموضوع الى الوالد والوالدة…. الوالدة طارت من الفرح 
اما الوالد فقال ..  انا اليوم اشوف الرئيس في صلاة العشاء في جامع المأمون وسوف اتكلم معه لغرض تأجيل الموضوع قليلا..  وشاهد والدي الرئيس عبد الرحمن في صلاة العشاء في جامع المأمون وتكلم معه ..  فقال له الرئيس ..  يتزوج خلال شهر ترة مصخوها .. 
قام الاهل بخطبة بنت الحلال من الاقارب وقمت بتدوين وابلاغ البيانات عنها في الموعد المحدد وجاءت الموافقة بنفس اليوم ..وبعد اكتمال الشهر باشرت بالوظيفة وانا متزوج وخارج من خانة العزوبية مع جماعتي السبعة الاخرين وبعد يومين من المباشرة قدم لنا السيد 
الرئيس مكافئة لكل واحد منا مبلغ مقداره تسعون ديناراً علما بان سعر مثقال الذهب في ذلك الوقت كان  اقل من دينارين ونصف وان سعر غرفة النوم بين مائة وثمانون و مائتي دينار”
  وتختلف سن الزواج بين المجتمعات الشرقية  والغربية  اختلافا واضحا  كما تختلتلف اعداد الزوجات بين مجتمع واخر وفق التوجهات  الدينية  لكل طائفة  فالدين الاسلامي اجاز الزواج باكثر من واحدة  على ان لايتجاوز عدد الزوجات اربعة  فيما  جعلت مجتمعات  
اخرى  وخاصة في الهند العدد مفتوحا حيث  تخطى زعيم احدى القبائل ويبلغ من العمر  66  عاما   كل القواعد المعمول بها وتزوج 39  امرأة  رزق من خلال هذه الزيجات 127  ابنا وحفيدا  يسكنون دارا  كبيرة ووضع لزوجاته جدولا لكي تزوره  كل ليلة واحدة   .. 
وبهذا العدد من الزيجات  تخطى  الزعيم الهندي  الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء  ودخل من حيث يدري او لايدري  عالم جهنم  .. وختاما نقول لهذا  الهندي  “يابا  مو كلناها هيجي  .. تره مصخته  او خليتنه علج ابحلك الوادم  او صار ينطبك عليك المثل ” علج 
المخبل ترس حلكه ” 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب