بعد احتلال العراق لأوّل مرّة عرفت أنّ للفتنة أذرع وأرجل وشفاه تسير وتؤشّر بيديها وبإصبعها وتتكلّم ؟ .. تلك حقيقة وليست من نفيس الخيال .. وبينما “الدين سياسي” يتنصّب على رقاب العراقيين سنوات طوال , فلا غرابة إذا ما قلنا أنّ من العراق انطلقت شرارة هذا النوع من الدين لتشيع البهجة والسرور والمحبّة والحبور أرجاء الشرق الجديد ؛ كثرت المناوشات الكلاميّة واشتدّت بعدما أطلق العنان لها سفلة السياسة العالميّة لتمتدّ إلى جميع مكامن إشعال فتن دينيّة وطائفيّة وعرقيّة عن طريق مختلف وسائل المخاطبة المتاحة أشدّها خطراً تلك الّتي طبيعتها متّجهة إلينا نحن المعنيّون بالشرق “الجديد” ومنها تسلّلت عبر الشريحة “ألأكمن” خطراً والأكثر تخلّفاً وتحجّراً “الشيعة والسنّة” وإلاّ فليقلّ لي جميع من يظنّه “أنّها” أتت هكذا دون راع ؛ كيف للسنّة وللشيعة أن يجتمعوا على قلب رجل واحد “في قمّ” وبشهادة “الملّا گريگار” في لقاء تلفزيوني أمام الجميع بعد إطلاق سراحه من معتقله بالنرويج في مقابلة له مع إحدى الفضائيّات , وكان الاجتماع يهدف للإطاحة بصدّام حسين في حين أنّ من المعروف أنّ كلتا الطائفتين لم يجتمعا طيلة تاريخهما الممتدّ ولو لأربع دقائق فقط على أمل حلّ الخلاف المستحكم بينهما منذ “السقيفة” اللعينة ويومها المشؤم ولغاية اليوم , لم يستطع جمعهما لا الإله المعروف لدى الجميع ولا رسوله المعصوم لولا رغبة الإله الأميركي هي فقط وحدها من جمعتهما ! ؛ وعبرهما “السنّة والشيعة” الإطلالة المرجوّة للمغرضين ومن على شرفتيهما مباشرةً إلى حيث أروقة ودهاليز بيت “النبوّة” لتحيي منها الفتنة , العظام الرميم , ولتعلي معها أغبرة “الدبچات” بأنواعها على إيقاع “الخلافة” وعلى من هو أحقّ بها يعني < من هو> من بين هذه الأكوام والنتف والشظايا من بقايا رميم عظام في حفر خربة استحقّها وبقيت عالقة الإجابة عنها إلى اليوم , وكأنّ الاحتلال أتى ليفكّ لنا شفرة الخلافة ويعيدها إلى مستحقّيها بعد أن تحوّل الاحتلال من البحث عن أسلحة الدمار الشامل ففشل وانقلب إلى تخليص العراقيين من حكم الطاغية ثمّ ليتحوّل بعد فشله أيضاً إلى تحقيق الديمقراطيّة ففشل فادّعى أنّه قدم العراق لإعادة الخلافة “لمستحقّيها” ! .. ومن هم .. “أتباعه” يعني ؟ .. ومن هم خيرة أتباعه .. المالكي ! .. نعم ؛ وغصباً على الشيعة والسنّة .. فالرجل “المالكي” شيعي وأغلب حياته قضاها بين جدران الحسينيّات وهاجر من مكّة إلى يثرب قصدي من بغداد الى دمشق حافي القدمين دخلها من دون جواز سفر عن طريق المنطقة الغربيّة “ليس فقط السنّة لديهم أيّام طويلة محطّتها دمشق القدوم إليها يجب أن يكون من الغربيّة الشيعة أيضاً” وكان حجّي جواد عند وصوله “إمملّخ” الثياب وقيل كان “محصّب” وقتها وما بجيبه فقط خمسة وعشرون فلساً خردة ودينارين وربع الدينار وكان الربع “حديد” وعندما وصل السيّدة زينب بصق على قدميه الجعفري لكي تشفى من الجروح .. المهم أنّ اللغو في آل البيت والصحابة وصلت حدّ الذبح والخطف والتشريد والتهجير بعد الاحتلال وليس مسبّة فقط كما كان الأمر عليه في الأيّام الخوالي أيّام ما كان يؤمن السيّد المالكي أنّ المسبّة الّتي يتلقّاها فيها أجر له عظيم ! ..
صادف أنّ مجموعة من “السنّة” مجتمعون فيما بينهم موتوري الاعصاب من بينهم من هو بأمسّ الحاجة إلى من سيصبّ “ضيم الله” به ؛ مجرّد يكون شيعي .. التقطت أذني أحدهم هائج متوتّر ولكنّ هيأته تدلّ على أنّه يريد صبّ الزيت على النار لغرض يخدم جهات معيّنة قائلاً بحماس < هؤلاء , ويعني الشيعة , يسبّون عائشة > ! أنا على الفور بادرته كي أهوّن سعير العراق على الجالسين في المجموعة وكان من بينهم قادمون من بلدان عربيّة مختلفة محاولاً تضييع هدف الساعي بالفتنة , أو هكذا كان يبدو لي , على الأقلّ على ما عرفته عنه كثرة ترديده سابقاً أنّه وعائلته كانوا “شيعة” أصبحوا “ألله هداهم كما كان يردّد دوماً” وصاروا “سنّة” ! فقلت له < وشنو يعني ؟! .. ميسبّوهه العائشة .. إنتو شعليكم .. خللي يسبّوهه ! بالقليل ستحصل هي من هذه المسبّات على أجر عظيم ومن هو اليوم سيكون صاحب الحظّ السعيد ويحظى بعد مرور قرون طويلة بمثل هذه الأجور العظيمة ! هي فرصة ذهبيّة للسيّدة عائشة وأتتها ليست هي وحدها بل جميع من ماتوا وتحوّلت أجسادهم إلى خامات مختلفة آل أو من غيرهم محسن أو عمر حسين عباس طلحة أو الجميع عندما يسبّون سيحصلون على أجور عظيمة ترفع من درجاتهم علاوات وترقيات ومخصّصات وهم في مكانهم جلوس في الجنّة زيادة على ما هم عليه .. إنتوا مو تگولون إلّلي يُسبّ ويُشتم سيحصّل على أجر عظيم من الله > ! .. في الحقيقة صدم صاحبنا من هذه الإجابة الغير متوقّعه من “سنّي” وارتبك وكأنّ “بلوكة سمنت” حطّت على رأسه من مسافة شاهقة كما صدم بعض القرّاء الكرام حين قرأ هذه “الطروحات” الّمؤيدة من الكتاب ومن السنّة , لكنّه بادر فوراً < يعني انته تقبل أحد يسب أمّك ! .. عائشة أمّنا وانسبّت وإحنه مراح نسكت > فبادرته على الفور < لا أسمح لأحد يسبّ أمّي لأنّها على قيد الحياة والحمد لله , بينما عائشة توفّت من زمان صارت تراب أو فوسفات منذ 1400 سنة إلاّ قليللاً كما هي ليست أمّي ولن تكون هي فقط أمّ للمسلمين الأحياء في زمانها وليس لمؤمنين هذا الزمان ! > ! ..
هنا نخاطب الضعفاء الّذين لا يصمدون أمام مسبّة وينهارون لأتفه الأسباب ويعلنون إضرابهم عن الشوكولاتة وعن التشريب : يجب عليكم تقبّل المسبّة وافرحوا لها لأنّ ورائها أجور عظيمة وببلاش سينالونها رموزكم من كلا الجانبين والّذين ماتوا وشبعوا موتاً , وعليكم إذا ما سبّ أحد ما رمزاً لكم مهما علا شأنه أن تقبّلوه وتحضنوه , هكذا أمر دينكم أعزّائي أنتم من كلا الجانبين “كرخ ورصافة” يقول لكم << وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما >> أي هنا تأتي إذا نالوا من رموزكم الدينيّة أو من دينكم نفسه وسلّموا عليهم بدل النَيل منكم بمسبّتهم ! .. استخدموا العقل والتعقّل ولو لمرّة واحدة في هذا العصر الأغبر النتن الّي تساوى فيه عقل الطفل مع عقل صاحبه كالبغل إن لم يكن أعظم “مشورب” مسافة متر من كل جهة وصدره متر بارز ليگدّام ساحباً كرشه معه لنفس المسافة وخلفيّته “طيزه” ارتفاعه عن الأرض قصدي عن جسمه نفس مسافة “مرتفعات وذرنگ” الّتي ذكرنا ورُگبُته أثخن من نفق القطار لكن بسهولة يتقشمر .. أّمّة , إن كانت فعلاً هناك أمّة من الّتي يتصوّرها موجودة جميع المخدّرون بالماضي , اليوم هي من أتفه الأمم وأحقرها شأناً بفضلكم أنتم أعزّائي من كلا الجانبين وبفضل دينكم الّذي حجّركم وشنّطكم وحجّر عقولكم وكأن بديع السموات والأرض بحسب تصوّركم أو من زيّن ذلك لكم من الّذين يضحكون عليكم بعمائمهم ليل نهار وأنتم ساهون مغفّلون فرحون مستبشرون لن يستطيع هذا الإله الأعظم , إله النار والحديد والرعد والبرق والبريد والمجرّات والكواكب والثلج والملاعب كرة قدم وفيسبول وتنس وبانزين خانات وديسكو وأحزاب دينيّة وغيرها ومراقص وجوامع وكنائس ومزارع ودواجن وحيوانات وحشرات وبكتريا وضوء وظلام وطيور ومترو ونقل جوّي وبحري وبحار وفضاء وأنهار وجبال غيوم وأمطار ؛ إله بمواصفاته المطلقة القديم الأبديّ صانع ووراء كلّ شيء عقم وعجز عن الفهم فلن يستطيع هدي البشريّة ثانيةُ بأفكار ورسالات جديدة ووقفت عند محمّد .. هسّه يطلعلي واحد من المكفّنين وهم أحياء يتنفّسون ويأكلون ويتغوّطون ويتناسلون وينامون ؛ ” لا .. مو آل البيت بعد محمّد وهذوله مينتهي نسبهم إلى أن يجي عجّل الله مخرجه !” وطبعا لن يأتي .. وهي من ألاعيب أصحاب العمائم المحكمة الطوق من حول عقول مثل هؤلاء الأنعام << بل هم أضلّ >> ..