7 أبريل، 2024 6:36 م
Search
Close this search box.

يابني

Facebook
Twitter
LinkedIn

بَعْدُ أَنْ اِشْتَدَّ سَاعِدَكَ وَصِرْتَ رَجُلاً وَأَصَابَ غَيْرَكَ اَلْهَرَمُ وَأَمْرَاضُ اَلشَّيْخُوخَةِ ، تَذْكُرَ بِأَنَّ هَذِهِ اَلْأَمْرَاضِ هِيَ تَرَاكُمَاتُ تَعَبِ اَلسِّنِينَ اَلَّتِي سَعَّاهَا هَذَا اَلشَّيْخِ سَاعِيًا لِتَأْمِينِ اَحْتِيَاجْتَكْ وَلِتَنَعُّمِ بِرَفَاهِيَةِ اَلْعَيْشِ .
يَا بُنَيَّ :- أَنَّ طَلَبَ اَلرِّزْقِ وَالسَّعْيِ مِنْ أَجْلِ اَلْحُصُولِ عَلَيْهِ وَتَأْمِينِهِ هِيَ مُهِمَّةٌ شَاقَّةٌ ، وَرَغْمُ هَذَا اَلتَّكْلِيفِ اَلشَّاقِّ إِلَّا أَنَّهُ أَمْرٌ مُمْتِعٌ وَمَفْخَرَةٌ لِلْآبَاءِ .
يَا بُنِّيٌّ :- اَلْآنَ جَاءَ دَوْرُكُ لِتُكْمِلُ هَذَا اَلطَّرِيقِ اَلشَّاقِّ وَخِلَالَ طَرِيقِكُ لَاتْنِسْى هَذَا اَلشَّيْخِ اَلطَّاعِنِ بِالسِّنِّ ، تَوَقَّفَ عِنْدَهُ قَلِيلاً وَاسْتَرْجَعَ شَرِيطُ مَرَاحِلِ حَيَاتِكَ سَائِلاً نَفْسُكَ مَنْ كَانَ سَنَدُكَ فِي اَلْحَيَاةِ مَنْ كَانَ نَظَرُكَ مَنْ كَانَ يَحْمِلُكَ عِنْدَمَا كُنْتُ طِفْلاً لَا تَقْوَى عَلَى اَلْوُقُوفِ ، مَنْ كَانَ يَعْمَلُ جَائِعًا فِي سَبِيلِ إِطْعَامِكَ مِنْ وَمِنْ وَمِنْ .
يا بني :- اَلْآبَاءُ ووُجُودَهُمْ فِي حَيَاتِنَا نَحْنُ اَلْبَشَرَ مَعْنَوِيٌّ أَكْثَرَ مِنْ كَوْنِهِ مَادِّي وَهَذِهِ اَلْقِيمَةُ اَلْمَعْنَوِيَّةُ إِذَا فَقَدَتْ سَتَفْقِدُ مَعَهَا أُمُور كَثِيرَةً أَوَّلُهَا اَلسِّنْد اَلَّذِي تَسْتَنِدُ إِلَيْهِ وَاَلَّذِي لَا تَشْعُرُ بِقِيمَتِهِ إِلَّا بَعْدَ فِقْدَانِهِ وَيَفْقِدُ بِفِقْدَانِهِ كُلَّ شَيْءٍ جَمِيلٍ .
يابني:- لا تَسْتَغْرِبُ وَأَنْتَ تَمُرُّ بِهَذِهِ اَلْمَحَطَّةِ أَنْ رَأَيْتُ شَيْخًا كَبِيرًا خَائِر اَلْقُوَى غَيْرِ قَادِرٍ عَلَى اَلْقِيَامِ بِسَبَبِكَ وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ اَلْأَلْوَانِ لِضَعْفٍ أَصَابَهُ فِي بَصَرِهِ اَلَّذِي كَانَ فِي يَوْمِ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ لِرُؤْيَتِكَ وَأَنْتَ تَمْرَحُ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ وَلَاتَعجَزْ مِنْ اَلْكَلَامِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ لِيَسْمَعَكَ لِأَنَّهُ فَقَدَ جُزْءًا مِنْ سَمْعِهِ اَلَّذِي كَانَ يُنْصِتُ فِي يَوْمِ مَا خَوْفًا مِنْ أَنْ تَبْكِيَ لِأَلَمٍ أَوْ جُوعٍ أَصَابَكَ ، ، وَلَاتَسخَرْ مِنْهُ أَنْ تَبَعْثَرَ اَلْكَلَامُ فِي فَمِهِ فَقَدْ غَنَّى لَكَ هَذَا اَلْفَمِ كَثِيرًا حَتَّى تَمْرَحَ .
يَا بُنِّيٌّ :- كُنَّ لِوَالِدَيْكَ عُكَّازٍ يَسْتَنِدَا إِلَيْهِ وَكُنَّ بَصَرُهُمَا اَللَّذَانِ يُبْصِرَانِ بِهُمَا وَسَمْعِهِمَا اَللَّذَانِ يَسْمَعَانِ بِهُمَا . وَإِيَّاكَ وَالْعَجْزِ وَاصْبِرْ عَلَيْهِمَا فَإِنَّهَا مَرْحَلَةُ ذَا نِهَايَةً قريبه وَسَتَنْدَمُ طَوِيلاً إِنَّ لَمْ تَفْعَلْ وَتَذْكُرُ بِأَنَّ اَلْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ اَلْعَمَلِ . . دُمْتُمْ بِخَيْر

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب