يقول ألكاتب عبد المعطي حجازي:نحن نكره ألأختلاف ونقمع ألمختلفين ونفرض عليهم أن يعتنقوا أفكارنا ويرددوا شعاراتنا ويلبسوا ملابسنا ؛فأذا فنحن لانعرف ألحرية؛لأن ألحرية لاتعّبر عن نفسها ألا بألأختلاف والتعدد؟!وبفضل ألأختلاف نرى أكثر ونعرف أكثر.يقول د.عبد العزيز المقالح:ما جدوى الكتابة أذا لم تكن جزأ من البحث عن عالم أكثر أنسانية ؛ما لم تقاوم قدر المستطاع ما ينتشر على سطح هذه ألأرض ألمشتركة بيننا جميعا من قبح مقصود أو غير مقصود؟!!.
كان أساتذتنا ألأفاضل قبل توزيعهم ألأسئالة ألأمتحانية ؛يقولون لنا مقولة مأثورة {فهم السؤال نصف ألجواب }،أنزعج بعض ألقراء ألكرام من مقالتي ألأخيرة ألمعنونة{ كتيبة صدام حسين} ويبدوا أنهم يقصدون أعادة ألأعتبار له؛ ولذلك أحب تذكيرهم بماقام به هتلر وستالين لأسباب مشتركة بين ألثلاثة وهي:
أعاد هتلر ألروح القومية ألجيرمنية وأغراهم بعودة ألأمبراطورية وأعادة ألأراضي ألمستقطعة منها؛ وفي زمنه أزدهرت ألصناعة العسكرية وألتكنولوجية وكان عدد ألعلماء ألألمان في وقتها يزيد على العلماء ألموجودين في أوروبا ومنهم أينشتاين مثلا!!.وأستطاع أن يحتل معظم ألأراضي ألأوربية وأجزاء من روسيا ؛فماذا كانت النتيجة قتل الملايين من ألألمان ودمرت البنية ألأسياسية وأصبحت ألمانيا محتلة منذا ذلك ألتاريخ ألى يومنا هذا؛فما رأيكم أن تشجعوا ألألمان أن يحذو حذوكم ويقومون بعبادة وتقديس هتلر كما انتم تفعلون؟!!.
ستالين أستطاع أن يصد الغزو الألماني ويؤسس أمبراطورية تمتد من آسيا الى أوربا وتشكل ثلث مساحة العالم!!.فما هي النتجة قتل أكثر من خمسا وعشرين مليونا في السجون وألمعتقلات ورميهم في سيبيريا ليموت جوعا وبردا .أدان برلمان ألمانيا جرائم هتلر وأدانة أللجنة المركزية للحزب الشيوعي في زمن خربوتشوف أعماله ألأجرامية ؛بينما لازال حزب البعث الفاشي وأزلامه لايدينون جرائم الطاغية ضد المعارضين لحكمه البوليسي الدموي وحماقاته في الحربين العراقية ألأيرانية وأحتلال ألكويت؛ولولا هذا ألأستهتار في أرواح الناس ومقدراتهم وثرواتهم لما وصلت جوقة الحرامية والجهلة الى الحكم ؟!!.
طلب مني أحد القراء الكرام أن أكتب مقالا عن ألنظام الحالي ؛وأود أن ألفت أنتباهه الى مقالاتي العديدة التي زادت على ألثلاثين مقالا في فضح زعماء المكونات ألسياسية ؛ألسنية والشيعية وألكردية مع تفاصيل بألأرقام وبالأسماءعن فضائحهم؛
يمكن الرجوع أليها في أرشيف موقع :كتابات الموقر:أما ألأخ الذي أتحفنا بتصحيحاته النحوية ؛نرجو منه أن يلتفت الى اللب ويترك القشور فلوكان حرف الجر يستطيع أن يجرنا كأمة من واقعنا الردئ والتخلف وألأحتلال ألأجنبي لكنت أول من ينادي بذلك ويسعى له؟!!ويجب أن نبتعد عن مقولة {خالف تعرف}.
يتغنى ألأعراب بماضي أجدادهم العظام ؛الذين قضوا طيلة فترة حكمهم للمنطقة حروبا بينية سقط فيها ملايين ألأبرياء عبر العصور من العرب والمسلمين .أخترع لنا السلف الصالح توريث الحكم وأستخدام السيف في حسم الخلافات وأستخدام الجهلة والقتلة وتسليطهم على رقاب المسلمين.
عندما حصرت أموال وجواري وضيع بعض الصحابة كانت كبيرة جدا وبأرقام فلكية بتقدير ذلك الزمان!!؛فقد كسرت سبائك ألذهب والفضة بالفؤوس لبعض الصحابة وكانت لبعضهم ألآخر أراضي تمتد من الصين الى اليمن !!؛أما الجواري وألأماء وما ملكت أيمانهم وألساريات فحدث ولاحرج؛شملت ألقوائم بعض من الصحابة كما جاء في كتب د.طه حسين { ألفتنة الكبرى وعلي وبنوه} و كذلك بعض من آل البيت في كتاب ألشرقاوي { علي أمام المتقيين} وكتب جمال البنا وغيرهم ومن يريد ألأطلاع على التفاصيل يرجع الى هذه الكتب ولأريد ان أذكر ألأسماء ؛وكما قيل { أذكروا محاسن موتاكم!!}.
يقول الدكتور علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين ؛أن الفتوحات الأسلامية كانت على حساب مبادئ الأسلام وتعاليمه ألسماوية ؛فقد تحول الفاتحون الى مغتصبين لأموال الناس ونسائهم ؛فقد بيعت في الشام الجواري في سوق النخاسة لكي يتمتع بها أجلاف قريش ألأوباش وبيع ألرجل بدينار والجمل بأربعة دنانير ؛ولولا وجود قلة من الرجال ألذين أمنوا بالله ورسوله لقضى بنو أمية على ألأسلام بالضربة ألقاضية؟!!.هذا هو تاريخنا العربي وألأسلامي؛ وكما قيل ناقل الكفر ليس بكافر.
كل مانفتخر به هوأفعال الماضي والحاضر والضمير المسستر والغائب ؛نستخدمه للسفسطة والتخدير والتحشيش؛ يتصدرها بعض من الشعراءوألكتاب ألذين يقضون معظم أوقاتهم مخدرين غائبين عن الوعي ؛وكثير منهم حسب ماذكرته كتب التاريخ يلهثون وراء الصبيان ويعبدون ألسلطان ويتباهون بشعرهم ويبيعونه بالكيلوات لمن يشتري؟!!.
في عصرنا الحالي لم يتغير شيئا ؛فلا زال حكامنا فاسقون لصوص ودجالون وأصبحت الشعوب وحكامها يشاركون بعضهم البعض ألأخر في تبادل الأدوار بالسرقة والنهب والنفاق وسفك الدماء .من سرق أموال شعوبنا العربية خلال العقود الماضية وأين ذهبت خيراتنا ؛أشتركت فيها النخب السياسية وألأجتماعية والرعاع؛لم تسرقها أشباح جاءت من ألسماء .
صفة غالبية العرب في عصرنا الحالي هي ألطائفية والعنصرية والتخلف ؛يستخدمون الدين للتجارة والدعارة .ماقيمة الحج والصلاة والصوم وغيرها من العبادات وثلثي الشعوب العربية تعاني من الجوع والحرمان والضياع ويبحثون عن ملجأ يؤيهم في مشارق ألأرض ومغاربها ؛يذهب الناس الى الحج والعمرة كل عام ويعودون كما كانوا قبل ذلك وربما أسوء وأصبحت تشبه كارنفالات البرازيل ومارثون لندن؟!َ! .
دعونا نتابع هذه المقارنة بين دولة أوروبية واحدة هي فنلندا ألتي لايزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين ومساحتها لاتزيد عن أصغر دولة عربية ؛دخلها القومي السنوي يزيد على 350مليار دولار!!وهي لاتملك أقل من عشر ما تمتلكه الدولة من خيرات على سطح ألأرض وفي باطنها ؛نصرف النظر عن ألرفاهية التي توفرها ألدول ألأسكندافية لشعوبها.أستطاعت هذه الدولة الصغيرة أن توفر ألأستقرار والرفاهية وألعناية الصحية ؛وهي تعتمد على أخلاص مواطنيها وتعليمهم العالي الذي وفرته لهم حكومة منتخبة وطنية ؛وذلك بتشجيع الصناعات ألتكنولوجية الحديثة مثل صناعة {الموبايل نوكيا}وألتي كانت سباقة في هذا المجال وما تحقق لاحقا في مجال ألأتصالات؛كما تعمل حالياعلى أدخار الفائض من مواردها للأجيال ألقادمة.لم تستخدم ألدين لغسل عقول شبابها بل أستخدمت العلم والعقل ألذي وهبه الله تعالى لخدمة عباده!!.
صرفت ألدول العربية على شراء ألأسلحة خلال ألأعوام ألمنصرمة ما يقارب عشرات أن لم نقل مئات الترليونات ؛ وما أستطاعت أن تحرر شبرا واحدا من أرض فلسطين ولا حتى ألحفاظ على أستقلالها ؟!!.
سيطر ألساسة ورجال الدين على عقول الناس بشعارات بهلوانية بالتحرير وبوعود كاذبة بأستخدام الدين والسياسة كأداة للتخدير والوعود الكاذبة بأطاعة ولي ألأمر لأنها من طاعة ألله أو وعدهم بالجنة والسكوت على ظلمهم وفقرهم وتخلفهم.مايصرف على الطقوس العبثية في كافة أرجاء العالم ألأسلامي تكفي لأشباع عشرات ألملايين من الفقراء والجياع؛وفي الوقت الذي تبنى فيه الجوامع والحسنيات وتصرف عليها البلايين من الدولارات ؛يعيش نصف سكان منطقتنا في العشوائيات وبيوت الصفيح وفي العراء.يقدر عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر أكثر من نصف أعداد المسلمين في العالم ؛فأين ألدين وتعاليمه التي يكررونها علينا ليل نهار أجيبوني يرحمكم ألله؟!!.
ماقتل في الحروب البينية بين المسلمين منذ قيام الدول ألأموية الى يومنا هذا تقدر بمئات الملايين ؛يباركها ويدعمها ويحث عليها رجال الدين ويتهم بعضهم البعض الآخر بالكفر والزندقة والخروج عن الملة والجميع يدعي أن الله معه ونحن لانعرف يكون ألله مع من ؟!!.
وضع رجال الدين أنفسهم في مواجهة ألمرأة ومحاربتها ؛ولكنهم أتفقوا على تلبية رغباتهم ألحيوانية وأصدروا الفتاوي بتشريع الزنى كزواج المتعىة والمسيار والمؤانسة والنهاري والسياحي وألآن ماملكت أيمانكم؛وأخيرا طلع علينا أستاذ في علم الشريعة في مصر يساهم في كتابة الدستور يفتي بتزويج الطفلة التي يصل عمرها تسع سنوات أذ كانت قادرة على المعاشرة ؟!!هل رايتم اسخف من هذه العقول ؛كيف تستطيع طفلة بهذا العمر التي تحتاج الى رعاية وتعليم وتهذيب أن تعيش مع وحش عمره سبعون سنه وماهي المشتركات بينهما ؛اليس هذا تشريع للأغتصاب بأسم الدين!!.وفي مقدمة أدباياتهم أن ألمرأة ناقصة العقل والدين ؛وياريت تحكمنا أمرأة مثل ميركل ألألمانية وتاشر البريطانية أفضل من ألعلوج ألذين يحكومننا؟!!.
بعد كل هذا الحجم من غسيل الدماغ ألذي حول ألجيل الى مسوخ آدمية لاتحمل للآخر ألا ثقافة الكراهية والعنف والبطش؛فلا مكان لمثل هؤلاء لروح التسامح والتفاهم والتقبل ؛ففاقد الشيئ لايعطيه؛ وكيف لثقافة على هذا القدر من العنف وتلقى بعد ذلك ألقبول ؛ثم تتحول الى تجارة رابحة ورائجة وقادرة على ألأستمرار ؛رغم أنها في الحقيقة قشور لالب لها ولاقيمة ترجى من ورائها ؛لأن العقول التي ستنشأ على العنف ؛سيكون من بين أصحابها ألسياسي والقائد ألعسكري وألمخترع ؛فماذا ترى سيحل بالعالم عندما يقوده من أمتلئت قلوبهم وعقولهم بثقافة العنف؟!!
وكما قال ألشاعر :أنما ألأخلاق مابقيت فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.