غُلِبَت الروم في ادنى الارض، قال الله في محكم كتابه، وليس اكرم من معاني آيات القرآن البينات، تفك العقدة من لسان مواطن عراقي، مخلص لوطن، اشبعه ضيما وما زال متمسكا به؛ انسب الجوع وذعر الحروب والمهانة على ابواب الدوائر الحكومية، سابقا وحاليا، الى افراد يتكسبون منها ويتلذذون بالم المواطنين.. سادية.
اخلاصا للعراق انبه المالكي؛ لأنني مواطن ابسط من ان افكر بالعمل رئيس شعبة في دائرة شبه حكومية؛ يعني لا انافسه على رئاسة الوزراء، ولا تثق بي جهة سياسية، كي تسلطني للقول: “غلبت الروم في ادنى الارض” فاستهجنت قريش: وما شأننا!؟ الا ان العارفين.. تبصرا بالامور، نبهوهم للافادة من النبوأة، بانكم لستم اقوى من الروم، في اوج عظمتهم اوان نزول الآية، لكنهم هزموا حين لم يراعوا شؤون الحكم “ومن لا يسوس الملك يخلعه”.
لذا ورد في الحديث النبوي الشريف: “رحم الله من اتعظ بغيره” والمقبورعدي، ابن الطاغية صدام حسين، كان يطرب لسماع النميمة الوسخة، التي لا يجيد تكويرها الا رجال تآكل العفن وجدانهم، حد ارتضاء التزوج بمن يريد عدي ابقاءهن تحت يده، متى شاء يسهر في بيت حمايته تواضعا لسرير زوجة الحماية.
من المدخل السري، الخاص بعدي في الاولمبية، الى مكتبه، كان يقصر الخطوات، قبل ان يقصرها الرحمن، عوقا من عنده؛ كي يستمع لكل حامل نميمة، يكافئه بجملة نابية، من نضح اخلاق ابيه. وكانوا يتفاخرون: الاستاذ قال لي أخ القحبة! ومن حوله يهنئون اخته.
احاط عدي وابوه كينونتهما برجال ليسوا كفأً لمناصبهم، ينفذون ما يريدان؛ إذ قال عزة الدوري: سيدي حتى خطأك صح؛ الى ان جر صدام رجاله معه الى خراب البلاد ونفوس العباد، الا ما رحم ربي ناجيا بنفسه، متحملا احتمالات المغامرة بالتخلي عن صدام وتخبطاته.
لا اتمنى لدولة رئيس الوزراء المحترم ان ينتهي الى اللحظات الحرجة التي حوصر خلالها الطاغية المقبور صدام حسين في حفرة لفظتها مسقط رأسه تكريت، او الساعات التي وجد خلالها عدي وقصي وابنه مصطفى، انفسهم تحت وابل رصاص الامريكان بوشاية من قريبهما؛ فكل ما يفعله المالكي حاليا يشي بانه ذاهب الى ما حذر الله منه العرب المسلمين، باستعراض حال الروم في ادنى الارض.
مناصروك توجهوا للسيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر.. دام ظليهما؛ لما يجد فيهما العراقيون.. مسلمين وغير مسلمين، من امل بانتشال العراق من هوة الفساد التي دفعته اليها يقوة.
الفريق قاسم عطا والقاضي سعد اللامي.. الذي طالما عمل جلادا يلفق تهما قانونية لمناوئي المالكي، ومنهم طارق الهاشمي ورافع العيساوي وصباح الساعدي.
طلب مقابلة السيدين عمار الحكيم.. رئيس المجلس العراقي الاسلامي الاعلى ومقتدى الصدر.. زعيم التيار الصدري، كل من عطا واللامي ومعهما القضاة ماجد الاعرجي وعمار الحيالي وضياء العبودي، للتنسيق مع السيدين؛ بشأن الخروج من عباءة المالكي، الذي يوظفهم في قضايا كيدية ضد نظرائه في العملية السياسية، ويخشون الرفض لأنهم يخضعون لما كان صدام يخضع وزراءه له، من تضييف عوائلهم، بين يديه.. في القصر الجمهوري، كلما كلفهم بمهمة خارج العراق! والحر تكفيه الاشارة.
ما يدل على ان المالكي يقتفي اثر صدام، من الجعيفر الى الحفرة، من دون حساب الفرق بقوة الدعم الخليجي والاسرائيلي والامريكي والسوفيتي والناصري و… الملك حسين، كلها التقت، حتى الاضداد، ليمكنوا صدام من مآربه؛ خدمة لقضايا، هو نفسه لا يعرفها!
اتعظ من هزيمة الروم في ادنى الارض، بعد ان تبرأ مناصروك من موالاتك في القضايا الكيدية التي تلفقها من خلالهم لمناوئيك السياسيين؛ فالقاضي جعفر الخزرجي، اجتمع بقياديين مقربين من السيد عمار الحكيم لترشيحه رئيسا لمجلس القضاء الاعلى، والسيد رفض؛ كون الخزرجي بعثي وغير نزيه.
لكن من جملة ما اسفرت عنه حملة القاضي الخزرجي باتجاه رئاسة المحكمة، اعترافه بان المالكي رسم سيناريو اتهام سنان الشبيبي.. محافظ البنك المركزي العراقي؛ لرفضه فتح خزائن البنك ينهبها المالكي واتباعه.
والله وحده يعلم ماذا بقي فيها الآن، بعد عزل الشبيبي!
القاضي زهير صاحب.. عضو محكمة التمييز، التجأ الى التيار الصدري، من خلال قريبه امير الكناني.. النائب عن الكتلة الصدرية، طالبا ترشيحه لرئاسة مجلس القضاء الاعلى، وحماية محكمة التمييز من املاءات المالكي الكيدية!
ضباط مقربون من رئيس الوزراء، يحضرون المجالس الرمضانية التي يعقدها السيدان الحكيم والصدر، متوارين في الصفوف الخلفية؛ كي لا يعلم المالكي بانفضاضهم من حوله، قبل ان يتموا الاتفاق مع المجلس والتيار، اللذين سيشكلان الحكومة المقبلة، انفراجا من غمة المالكي.