18 ديسمبر، 2024 10:13 م

وکيف يکون التدخل إذا؟!

وکيف يکون التدخل إذا؟!

عشية حوار أجراه ايرج مسجدي سفير النظام الايراني في العراق مع قناة”العالم”، وأشار فيه الى الزيارة التي قام بها”اسمعيل قاآني” قائد فيلق”القدس”الارهابي للعراق، وقد أکد مسجدي على أن”زعماء المكونات السياسية يرغبون في استشارته دائما” کما نقل عن قاآني تأکيده خلال هذه الزيارة على عدم تدخل إيران في شٶون العراق الداخلية. لکن السٶال الذي من الضروري جدا طرحه هو: هل حقا إن قاآني صادق فە کلامه هذا وإن النظام الايراني لايتدخل حقا في شٶون العراق الداخلية؟
تأکيد قاآني هذا مثير لأقصى درجات التهکم والسخرية وهو کلام لايمکن أن يصدقه أحد بل وحتى إن من يصدقه يمکن إعتباره لايفهم شيئا في السياسة ولايفقه شروى نقير في سياسات ونهج النظام الايراني، والمثير في حوار مسجدي هذا الذي تم خلاله التأکيد على إن النظام الايراني لايتدخل في شٶون العراق الداخلية إنه قال بأن:” فصائل المقاومة في العراق مستاءة للغاية من الأميرکيين بعد استشهاد الحاج، قاسم سليماني، وأبومهدي المهندس، وتعتبر هذا العمل الإرهابي جريمة کبری في حق الشعب العراقي وفي حق الحشد الشعبي، لهذا فهي مستاءة للغاية ومطالبها واضحة ومحددة، ويتمثل في انسحاب القوات الأميرکية من العراق. هذا هو موقف هذه التيارات والفصائل العراقية، كما أن الجمهورية الإسلامية وموقفها الرسمي الحازم، الذي أعلنته مرارا وتکرارا، إنما هو المطالبة بانسحاب القوات الأميرکية من المنطقة برمتها”، ولاندري أن مسجدي وهو ينقل زعم قاآني بعدم التدخل في شٶون العراق الداخلية لکنه يتکلم بإسم الشعب العراق وبإسم تلك الفصائل التابعة لنظامه ويحدد المواقف طبقا لما يتطابق مع مواقف النظام الايراني فهل هو مسٶول عراقي حتى يطلق للسانه العنان ويذکرهکذا کلام؟
مسجدي وقاآني وکافة قادة النظام الايراني يعلمون ويدرکون جيدا بأنهم يتدخلون في کل شاردة وواردة في العراق وإن دور ونفوذ نظامهم في العراق خصوصا والمنطقة عموما قد تجاوز الحدود المألوفة وصار مضربا للأمثال، والامثلة على تدخل النظام الايراني أکثر من کثيرة بل وإن مطالبة البلدان الغربية وبلدان في المنطقة بإنهاء هذه التدخلات أتت للقناعة بأنها مضرة ومسيئة ليس لأمن وإستقرار العراق والمنطقة فقط وإنما للعالم أيضا، ومن المفيد جدا التذکير بما قد أکدته زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي بهذا الصدد عندما حذرت من دور ونفوذ النظام الايراني في العراق والمنطقة وطالبت بإنهائه وطرده منها وقطع أذرعه في هذه البلدان، ومن دون شك فإن مسجدي وهو يذکر هکذا کلام يثير السخرية والتهکم يأتي في وقت لاتزال ثورة تشرين الرافضة للنظام الايراني ولعملائه في العراق مستمرة والثوار مصممون على مطالبهم أکثر من أي وقت آخر، وإذا لم يکن کل ماقد سردنا ذکره تدخلا فکيف يکون التدخل إذن؟!