7 أكتوبر، 2024 9:32 ص
Search
Close this search box.

وَهْمُ النوم بسلامٍ في فم جارنا التمساح

وَهْمُ النوم بسلامٍ في فم جارنا التمساح

اشعر بالرغبة في البصق 

ان ابصق بصقةً بحجم الخارطة الخضراء في يد نتنياهو كُلما سمعت اصواتهم الصدئة.

بعض الرؤوس المصفحة من المدنيين والعلمانيين ممن القت بهم اُمهم الطبيعة بالخطأ ليولدوا ضمن اقليم محور المقاومة.

ينخرطون اليوم في جلسة تأملية جماعية مغمضي اعينهم كما في تأمل الكونداليني ليُحلقوا بالجسم الاثيري بعيدا الى يوتوبيا القرى السويسرية او الشواطئ الفرنسية بعيداً عن سماء الشرق المتوسط المُلبدة بدخان الصواريخ وعصف قنابل الـ Bunker Buster.

والنعامة بذلك احجى منهم اذ تدفن رأسها عن دستوبيا الواقع بتخيُل الموت في دفن الرأس بالتراب ولا تنشغل بالتنظير بين حيوانات الغابة الهاربة ان ثمة موطنٍ آمنٍ في الجهة المخفية من القمر.

يقول قائلهم الذي يُلقب بـ (الفارابي):

“ما شأننا بلبنان و فلسطين (عساها تحترق ) لدينا مشاكل اهم في العراق كالتصحر و البطالة و و الخ.”

يسخر من سلاح المقاومة تارةً و يُسَخِّف بعقائدهم، وتارةً يُمَجد بالنُظم الرأسمالية ويشيد بدول الدجاج البياض الخليجية.

يحتسي رشفة قهوة بنهمٍ فيلتقط المايكرفون صوت البلعوم والمريء وقرقرة المعدة و يتجشأ بكلماتٍ تخرج من معدته دون استئذان عقله قائلاً:

“احنة ماعدنة مشكلة مع اسرائيل واللي عنده مشكلة معاها يروح يحاربها عالحدود”

يَغرق في اضغاث احلامه مع كوكبة من المُنَوَمين من امثال فائق الشيخ علي وغيث التميمي وعدنان الطائي وهَلُم بَصقاً؛ 

يحلمون بنُسخة شرقية من سويسرا في شرقِ اوسطٍ حَدد نتنياهو معالمه بإقليم اللعنة واقليم النعمة.

يهلوسون كالاطفال في منامهم ان ثمة املٍ بجعل العراق دولة علمانية متقدمة مثل (الامارات) من دون ان يدفع العراق فاتورة ذلك.

تُرى ماهي الفواتير  الواجب استيفاءها لجعل العراق دولة عصرية كالامارات:

ان يُستبدل اكثر من ٦٠٪؜ من شعب العراق (وهي النسبة التي لازالت تحتفظ بجينات الرجولة) ان يُستبدلوا بالملايين من الدجاج البياض.

ان يتقبل العراقيون زرع  كاميرات شركة التجسس الاسرائيلية (بيغاســوس) في غُرف نومهم كما دخلت غُرف اُمراء الخليج وعرفت حتى مقاسات ملابسهم الداخلية.

ان تتحول كُل فنادق البلد الى مراكز إتجار بالبشر وتجارة الاعضاء لرفد المُستثمرين اليهــود في بلغاريا و كوسوڤو كما فعلت الامارات المعاصرة المُسالمة.

ان تُخصص جزء من ميزانية البلد لتجنيد المرتزقة للانضمام الى صفوف الجيش الصهيوني والجيش الحر.

ان تُستغل موانئ الفاو و ام قصر مثل ميناء (جبل علي) لتوريد سِلَعٍ مُفخخة او لنصب اجهزة التنصت في الاجهزة المنزلية و السيارات وارسالها الى بُلدانٍ ليست على وفاقٍ مع اسرائيل.

 

ان يساهم العراق في تمويل ميليشيات عابرة للقارات كالدعم السريع في السودان و مليشيات افريقيا المُدافعة عن الوجود الاجنبي وجماعة في ليبيا وذراع في اليمن و خنجر في الصومال وعميل في اثيوبيا.

ان يُسخر الاعلام العراقي كُله لدعم الاجندة الصهيونية في المنطقة وقمع كل مظاهرة تُعبر عن تعاطفها مع اية اُمةٍ تتعرض لإبادة.

ان يُرغم العراق على قبول الجهات الاستثمارية الصهيونية والغربية فقط ولا يتعاقد مع الشرق الا بضوء اخضر من العم عاموس.

ان اذا عطست يهــودياً يُسمِت العراقي له (يرحمك الله)

واذا اشتكى عضو كنيــست من إسهالٍ خلع الوزير العراقي سترته كي يمسح.

واذا حُوصِرَ شعب الله المُخـتار فتح العراق مخازن تموينه وشق خط طوارئ عِبر الاردن  كما تفعل اماراتنا الطيبة.

واذا أمرت اسرائيل رئيس وزرائنا ان: 

تصدى لصاروخٍ إيرانيٍ 

او إلقِ القبض على مالِك شركة كبرى روسي

او إرفض عرضاً امنياً صينياً

 

او إفتح مجالك الجوي والارضي و تحت الارضي، افتح اي شيء يُمكن فتحه حتى مُؤخرتك. 

افتح معابد اديانٍ مُنقَرِضة وإكْبِت طائفةً كُبرى و إخْصِ الاخرى. 

وإفرض قيوداً على قاموس الكلمات الثورية وامسح من ذاكرة اطفالك راية فلسـطين واكتب في اول صفحة في تاريخ الاطفال ان علياً جزار بنو قريـظة وان الهـولـوكـوست إبتدأت في خيـبر.

و أنشئ موسم بغداد الترفيهي وافتح ابواب (اور) لذوي القبعات السوداء وخصلات الزنانـير.

 

واوقد شموع الحـانوكا في بيت ابراهيم وشَيّد حائط مبكى في بابل كيداً بنبوخذ نصر وسنحاريب وإفتح بعض البارات العصرية في البصرة واستبدل سواد محرم بالوان قوس قزح البهية .

فما على رئيسنا الوديع عندها إلا ان يقبل ويبصم بالعشرة وبفردتي عجيزته.

عندها فقط سيُسمح للعراق ان ينعم بسلامٍ ويحظى بتوأمة عراقية اماراتية سويسرية على طريقة (خذني وياك لتل-أبــيب).

لا سلام إلا بطرد تمساح دوستوفيسكي او قتله.

خُذوا كاميراتكم البلهاء واصواتكم المخنثة وقيئكم النازل على مسامعنا ليل نهار وجمهور نعاجكم وارحلوا انتم الى يوتيوبيا تتمنوها واعرضوا بضاعتكم في متاجر دُبي الفارهة ومواسم الرياض فزبائنكم هناك اكثر والمُزايدة اجدى.

لا تنشدوا السعادة بالتطبيع في المكان الخطأ، ففي العراق وسوريا ولبنان وايران واليمن اكثريةٌ أبية لها ترددات سمعية اعلى بكثير من اصواتكم المخنثة وأراجيفكم الاشبه بثرثرات عجائز الاحياء الغجرية.

الخارطة السوداء ليست مكانكم لأن اسم الله لازال يُلفَظ فيها بلُغة القلوب والضمائر لا بأوهام كانط ونيتش.

ليس في الدنيا سُعداء الا اثنان:

 من باع الله بـ (قدح قهوة ستاربكس) وكشف مؤخرته واستراح .. ومن باع نفسه لله وكشف قلبه لسعادة اليقين … ومابينهما الا التعساء.

أحدث المقالات

أحدث المقالات