23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

وَطنيتهم .. زجاجة خمرٍ حمراء ..!

وَطنيتهم .. زجاجة خمرٍ حمراء ..!

الوطنية إكتساب، لكن حب الوطن فطرة، وعلى هذا الأساس يميز المُدعي من غيره، كثيراً من يتغنى بشعارات الوطن وينمقها، لإستجداء عاطفة البسطاء من حوله، في الوقت الذي لا تجد لوطنيته رصيد، إذا ما أضرت بمصلحته وهواه، تصريحات رنانة تحكي عن حقوق الإنسان، وإحترام حريته وإرادته، نشهدها هذه الأيام، تعقيباً على قانون “حضر المشروبات الكحولية” في العراق، حتى صارت الوطنية تتقاطر مع لعاب أفواه الشيوعيين والعلمانيين على منصات البرلمان.! وكأنهم هم من يمثلون العراق ووطنيته وحرية شعبه!
لسنا بصدد تبرير صحة أو وقت التصويت على القانون، بقدر ما نريد أن نقول: إننا دولة إسلامية، ولابد أن يُحترم ويعامل دين الدولة على أنه “كائن” له حقوق وعليه واجبات، والحرية هي من مفردات ما يؤمن به ذلك الدين، شرط أن لا تتقاطع معه في الأسس والثوابت الصحيحة، من جهة أخرى قد يعطي هذا القانون مردود إيجابي، بعدم إنحراف المجتمع خلف بواعث الجريمة، التي قد تصادر حرية الكثير من مواطنيها، وعلى هذا الاساس يكفل الدستور حقوق الجميع.
لا أعتقد إنه وقت إبراز عضلات الوطنية المكتسبة”سيادة الشيوعيين” في تظاهرة تقودنها بالأمس، ضد هذا القانون، لماذا لم تكن لكم تظاهرة أو صولة ضد “داعش”مع الجزم على أنها تستهدف الإنسانية بمكونتها، وأنتم جزء منها، مرات عديدة يفشل البحث بالعثور على بندقية يسارية, أو شيوعية, في جبهات القتال للدفاع عن الوطن! الأستغراب الذي يضع خلفه الكثير من علامات الإستفهام، هل وطنيتكم بالدفاع عن وطنكم تقتضي تسليمه لجماعات إرهابية؟! تقتل الرجال وتستخدم الأطفال وتسبي النساء! أم الوطنية بنظركم هي الدفاع عن المشروبات الكحولية؟!.
إذا ما كانت وطنيتكم لاتصل لدرجة الدفاع عن الوطن! وليس فيكم إلا الشعارات الواهية، فلماذا تشنون حربكم الهوجاء ضد المسلمين؟ ومراجع وقادة ومجاهدي الحشد الشعبي؟ كم زف الشيعة من رجالهم وعلمائهم شهداء للوطن؟ وكم أعطى السنة من رجالهم؟ كم شيع المسيح والشبك والصابئة من أولادهم؟ كم إمرأة مثل “أميمة”؟ أنتفضت تجاهد بنفسها ومالها وبنيها، إلا أنتم وكأنكم نزلاء على الوطن! تتجمهر وطنيتكم بما يثملكم! ويرقص أجسادكم في ليلة حمراء، وتتلاشى بما يحفظ حقوق الوطن.