19 ديسمبر، 2024 2:57 م

وَرْدُ الشــــــامْ

وَرْدُ الشــــــامْ

الوَردُ في الشـــــامِ يَســأَلـــــــُنــا ويُـــبــكــيـــــــنا مَنْ أزهقَ العِطْرَ و آغْتالَ الرَّياحينا

مَنْ أضرمَ النارَ في أغصانِ روضَتِنا وعــــافَها يــَـــبِــسَـــــتْ ظــمـأَى مــــــَراعيــنا

مَنْ رغّــبَ المــــــوتَ فيـــنا .. في براءَتــِنا فاٌجْــتــاحَــنــا شــاطباً أحلى أسامينا

مَنْ أودعَ الجمرَ في أحشاءِ ضحكتِنا وصــــادرَ الضـــــــــوءَ مِنْ أبهى أمانينا

كُــــنــّا صِــغــاراً و نَلهو في مــدارسِـــنا ونرسمُ الشامَ شمساً فوقَ أيدينا

بَيْنا الكبارُ وُحوشاً حولها رَبِضتْ تَستَنُّ بالغضِ من يدِنا سكاكينا

وتُــعــلــنُ النـــصــرَ مِــن أشـــلائـــِنا خبراً في عاجلٍ عبثاً يُحصي الجَثامينا

المـــــوتُ أرحــمُ فــينا مِــن مـــدافعِكُم نَخشى صَداها فيَحضُنُنا ويَحمينا

ويَمسحُ الرعبَ مِن أعماقِ أنفسِنا حــــتى تفيــــــــضَ فنَغدو مُــطمــأنـيــنا

كالوالدينِ حَـــنــــونٌ حـــــينَ يــــتـــركُــــنـــا نَغفو و لُعبتُنا في حـُـضنِ أيْديـــــنا

لو يُبصرُ الشوقَ في أحداقِ أعيُنِنا يَغدو فيحملُ بعضاً مِن أهالينا

ماذا جَـنيْــنا بهذا العمرِ يا وطناً نَشــــــدو إليهِ و يَملأُ فـــاهَنا طيــــــنا

ماتتْ طُفولتُنا في حومِ غَضبتِه ومنجلُ الحربِ يَحصدُنا و يَرْمينا

كمْ دولةٍ تاجرتْ فينا و في دَمِنا فِـــدى مــصــالحِها رُحـْـــنا قَــــــرابيـــنا

مَنْ اوصدتْ بابَها في وجهِ مِحنَتِنا بالـــــسرِ تَفتحُهُ في وجـــهِ بــاغيـــنا

الــــرومُ تـــــطلــــبُــنا ثــأراً بـــحـــاضـــــرِنا والفــــرسُ تطــلــبُــنـــا ثــأراً بماضينا

وأهلُنا العُرْبُ ما رَفّتْ لَهم مُقَلٌ عافوا الغريبَ تمادى في أراضينا

وأَسْــلَــمــــوهُ وُرودَ الشــامِ يذبـــحُــها يُــقَطِّــــعُ القلبَ مــنها والشَــرايــيــنــا

سيــلُ الــمروءاتِ قدْ جَفَت منابعُه وتشهدُ البيضُ أنْ خابَ الرَجا فينا

نحنُ الذينَ سَنبقى فوقَ هامتِكُم فـــيما تَـــظــلــونَ أنــتُــم فـــي الأَذلـــيـــنــــا

فنُــبصرُ البؤسَ يعلـــــوكُمْ بحــــــــافرهِ في موقفِ الخِزي مازلتمْ مَساجينا

الحربُ تقذفُكمْ من نارِها حِمَماً ويُمطرُ العــارُ فوقَ رُؤسِـــــكُم طيــــــنا

في مَشهدٍ عَجزَتْ عَنْ وَصفِهِ لُغَةٌ إنَ الجـــــروحَ قَصــــاصٌ يا مُــظــلِيــنا

يا شـــــــامُ فـــاتَ أوانُ رَبــيعِــنا فَـــمَــــتى سَيــُزهِرُ الـــوردُ ثـانــيــةً بِــواديــــــــنا؟

قومي ورُدي إلينا صوتَ ضحكتِنا وَ قاومي الحربَ حتى تَستَرِدينا

و لــَمْـلـِمــينا جـــــميعـــاً مِـــنْ مَـــقابـــــرِنا واٌسْقي الشَواهِدَ كـَيْ تـَنمو أسامينا

إنّــا بِأرواحِــــنا نَـــرْقـــى مَــــعــــارجَـــــــنا مثلَ الطــــيـــــورِ نُــــحلّقُ فـــي مَـــــــراقينا

مُــضَرَّجينَ و مِسْكُ الشامِ في دَمِنا يَــفيضُ طُــهراً و نورُ اللهِ كاسينا

و نُــســــــرجُ الريحَ تَــحملُــنا إلى وطــــــنٍ تَــــشــابــهَــتْ بَــيْــنَـــنا ظُلماً مَــآسينا

هذي الرَمادي التي أضْحَتْ مَعالِــمُها تَـسْتَــنْــسِخُ الموتَ مِنْ حَلَبٍ عَناوينا

دَرْعـــــا تَـــمُــــدُ إلى الفَلـــــــــوجَةِ الْــنَــزَفَــتْ شِـــريـــانَــــنـــا مِـثـلَـما مَـــــدتْ أيــاديــــــــــنــــا

يَــجْـري الفُــراتُ بِأرضِ الشامِ مُشتعِلاً إلى العــــــراقِ دَمـــــاً يَـــــغْـــلـــي بَراكينا

ونسألُ العـــــالَمَ المـجنـــــونَ عن دَمِــــنا أَللهُ يأمُركُمْ أنْ تذبَحـــــــــــوا فينا؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات