إلى سُرّاقِ بلادي.. أعْرِفُ أنَّكُم لا تَخْجِلون

مُنْذُ رُبْعِ قَرْنٍ
وبائساتُ بابلَ 
يَصُمْنَ وَيَتَسَحَّرْنَ
بِلا كَهْرباء
يَسْتَغيثُ السَّرابُ بعَطَشِهُنَّ
ليَكونَ حَقيقةً
أتطمَعْنَ أجْراً مِن الصِّيام
لكِنْ
أجْرُكُنَّ عَلى مَنْ
أيَّتُها المُعْدَماتُ اللّاهِثاتُ
أيَرى اللهُ دُموعَ
عُيونِكُنَّ الهامِياتٍ
يا صادياتِ الشَّفاهِ
أيَّة صَلَواتٍ تَرفَعْنَها
والسَّماءُ بِلا أُذُنيْن
أما آنَ الأوانُ
لِقَطْعِ أكُفِّ السّارقينَ
أوْراقُ السِّدْرِ تُجَمِّعُ
ماءَ أساكُنَّ
وَتَذْرُفُهُ دَماً
في لَهيبِ الصَّيْفِ
وَهَلْ ولـَدَتْ زانِيَةٌ
إلاّ لِصّاً
هُمو يَبيعونَ ضُروعَ
العِراقِ في المَزاداتِ
ويَدْبُغون جُلودَ الصَّبايا
بِحوْالاتٍ دامِيةٍ
يَعْبُدونَ الأصْفارَ
والكَراسي
ولا يُفَرِّقونَ بَيْنَ اللهِ
واللّاتِ
تَنْمو عَلى مُؤَخَّراتِهم
ذُيولاً
 مِنْ كُثْرِما يَلـْطَعونَ
الأَيْدي والأَرْجُلَ
وَيُحَيّونَ
 القُمامَة بِنِباحٍ بَليدٍ
تَرُبُّ بُطونُهُم شَحْماً
حَراماً
والشّمْسُ تَغُضُّ عَيْنَها
خَجَلاً مِنْ سَوادِ أَكُفِّهم
آهٍ يا بَناتِ دِجْلَةَ
الأَسْلاكُ عاطِلَةٌ عَنِ
العَمَلِ
والصَّبْرُ يَعْبَثُ بِالرِّجالِ
والدَّوْلَةُ غُرابٌ
أَضاعَ مِشْيَتَهُ
فَما عادَ يَقْفِزُ كالعُصْفور
أوْ يَدْرُجُ كالحَمامَةِ
أأنوحُ عَلى المَوتى
أمْ عَلى الأَحْياءِ
والصَّغارُ أذْبَلَتْ
خُدودَهُم زُهورُ الجَّحيم
في تَمّوز
أأبكي عَلى أشْجارٍ
يافِعَة ٍتُسْجَنُ
خَلـْفَ الجُدْرانِ
أيَّةُ صَلاةٍ
تُصَلَّيْنَها كَيْ تَخْسِفَ
الأرْضَ بالمارِقينَ
أيَّ مُنْقِذٍ تَنْتَظِرْنَ
كَيْ يَرْسِلَ الدِّماءَ
في عُروقِ الزُّهورِ
وَيِقْتُلَ الخَنازير البَرِّيَةِ
مَتى سَتَرْضَعْنَ مِنَ
الفُراتِ
وَتَأْكُلْنَ تَمْرَ أوروك
في كُلِّ عامٍ
تَنْتَظِرْنَ البُشرى
لكِنْ
أيَّةَ بُشْرى سَيَطْلِقُها
لُصوصُ البَيتِ
وأيَّ أمَلٍ
يَرْسُلهُ المُلتًحون
سأقولُ
للأَرْضِ
أنْ تَنْزَعَ نَعْليْها
في حَضْرَتِكُنَّ
وأقولُ
 للمُتَهَدِّجين بالآياتِ زورا
غَيْرَ مُجْدٍ أنْ تَرْحَلوا
بَلْ أنْ تُعْقَموا
حَتّى يَوْمَ الدّين
 يا لِلرِبوعِ
حينَ تُردِّدُ صَدى
صَلَواتِكُنَّ
…
آمينْ

بغداد
‏الأحد‏، 14‏ تموز‏، 2013