خِلال العَشر سَنواتٍ المَاضية, لم تَتشكل حُكومة وَطنية قادرة على إدارة العراق من الجَنوب الى الشِمال ومِن الغَربِ الى الشَرق ,والجِهات التي إبتعدت عن النَفس الطائفي, للأسف لم تتَمكن من الإشتراك بالحُكومة الحالية وتم تهميشها وشن حرب إعلامية ضدها أحياناً بدافع التسقيط السياسي ليس إلا, كثيرةٌ تلك الدعوات التي حَثت السِياسيين والأحزاب السِياسية بكُلِ إنتمائهم الى الجُلوس حَول الطاولة المُستديرة ونبذ العُنف واللجوءِ الى الحِوار كِمدخل لتصفير الأزمات ومن ثم الأتفاق على آلية مُشتركة لتشكيل حُكومةِ شَراكةٍ وطنية تَنال القُبول مِن جميع فِئات الشَعب العراقي وبالتالي تَنعكس نتائج هذه الاتفاقيات على الشارع العراقي بِصورة عامة.
للأسف ,أثبتت الظُروف ومن خِلال مُتابعة الشعب العراقي لِمُجمل مُخرجات ونَتائج التكتلات السِياسية ,أن أغلب السِياسيين ينفذون أجندات خارجية الغاية منها تفكيك العراق وجعله دويلات صغيرة تابعة لهذه الدول.
عمار الحكيم, مقتدى الصدر, أسامة النجيفي ,مسعود البارزاني ,هؤلاء قادة عراقيون أراهم وطنيين, إذا تم الإتفاق بينهم فستتشكل حكومة قوية وطنية قادرة على إدارة العراق من اقصاه الى أقصاه ومن يتحالف معهم فسيكون قوة داعمة ساندة ,تردع الإرهاب وتنير الطريق الذي بات مُظلماً ,ومن الصعب التكهن بما ستؤول اليه الاحداث والصراعات التي تتسارع وتيرتها في الدول المجاورة للعراق وحتى التي تبعد عنه ,العملية السياسية برمتها في العراق لا يمكنها النهوض بدون ورقة عمل تتفق فيها جميع الأطراف المساهمة في العملية السياسية أو التي لم تساهم, ليتم البدء بتنفيذ خارطة طريق جديدة تنهي معاناة المواطن العراقي الذي أنهكته الصراعات التي لم تتوقف منذ عشرات السنين وأكثر.
تُحاول بعض دول الجوار ممنعَماهم الحِقد جراء رعونة وإستهتار النِظام السَابق ,أن يَجعلوا العِراق ساحة لتَصفية الحِسابات, وأوكاراً لمافيات عالمية تدير الإرهاب العالمي, وما الإرهاب الأعمى الذي ينتشر في العراق إلا مخطط لتفتيت اللحمة الوطنية وإجبار العراقيين على التقسيم الذي بات قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ ,بعد عمليات التهجير القسري التي عادت الى الظهور بعد هدنة إستمرت سنواتٍ عدة ,والجميع يعلم بتقسيم العراق سيختفي العراق عن الخارطة الدولية وسيتحول الى توابع للدول التي حثت وساعدت البعض على أرباك الوضع السياسي وعدم التهدئة وإشعال نار الفتنة بين طوائف الشعب العراقي .
اليوم يُحاول السياسيين العراقيين لملمة الجُرح الذي ينزف ولم يُداوى طَوال السنين التي مَضتْ ,ويُحاول إنهاء المعاناة المُستمرة لهذا الشَعب العظيم عَبر تلبية الدعوات المُستمرة للخيرين مِن القادة الى نبذ الخِلافات وإنهاء الأزمات واللجوء إلى الحوار كحلٍ أوحد للبدء بصفحة جديدة في العملية السياسية.
أجتمع أغلب السياسيون وقادة الكتل لتوقيع وثيقة شرف تنص على تَحويل مسار الأزمات الى طريق سلة المهملات ! ونسيان ما حدث والبدء الفعلي للعمل الموحد وهذا الأمر الوحيد الذي يتيح لعموم العراق (الإستقرار)الفعلي…..