يفوق حجم الكيانات الانتخابية التي ستخوض واقعة الانتخابات المحلية العراقية 2013 الحجم الاصلي لمقاعد الحكومات المحلية في العراق ب24 مرة، وهذا الحجم الكلي للكيانات الانتخابية كما تبين المعلومات المتاحة وبنسبة 60-70% هي كيانات على ذات الوزن الذي الفناه في الحكومات المحلية الحالية العاملة في الساحة السياسية العراقية منذ الانتخابات الماضية 2009 او ماقبلها، بمعنى ان المقبل علينا سيكون صورة مستنسخة عن المغادر.
والباحث عن تغيير الوجوه الحالية في الملعب السياسي العراقي عليه ان يدرك صعوبة هذا المطلب فهنالك ثلاثة اثلاث تهيمن على العملية السياسية او تحكمها وتتحكم بنتائج الانتخابات وهذه الاثلاث هي ( ثلث التزوير في النتائج الانتخابية ويمكن تقدير اثره من خلال حجمه حيث يترواح هامش التزوير والتحريف في النتائج الانتخابية ومنذ بداية اولى مراحل العملية الانتخابية وحتى نهايتها واعلان النتائج، ما بين 15-30%) ولدينا الثلث الثاني وهو (ثلث الدين) والثلث الاخير هو(ثلث العشيرة) ومابين تلك الاثلاث تضيع طموحات المثقف والمتعلم والمخلص من المواطنين في العراق ويطفو على قوة الجذب التي تنتجها اضلاع المثلث تلك.
ومع فقدان ضمانات الاختيار الامثل للمرشحين وهي مرحلة متقدمة من مراحل الحملة الانتخابية وتسمى “مرحلة اختيار المرشحين” والتي تتم بشكل غير علمي ولا مهني من قبل الكيانات في بلدنا رغم انها مهمة جدا وتوليها النظم السياسية في العالم اهمية خاصة كونها تعد نقطة الشروع الصحيحة والمنطقية للفوز باي انتخابات، فاننا نفقد الامل ايضا بتحسن الاوضاع للفترة التالية لانتخابات 2013 طالما اهملت الاحزاب والكيانات الانتخابية نوعية المرشح.
وعندما تتلاشي ضمانات (جودة الاختيار) فان ضمانات (جودة مخرجات العملية الديمقراطية) ايضا عامل محسوم لكن على الجانب السلبي اي انها ستنتج لنا في احسن الاحوال اعضاء مجالس محافظات واقضية ونواحي غير قادرين على ادارة حكوماتهم المحلية، ومالدينا الان يثبت هذه الفرضية اذ فشلت كوادر الحكومات المحلية متمثلة بمجالس المحافظات والمحافظين في تصويب عملية الحوكمة في محافظاتهم وواقع المحافظات كافة تقريبا يتساوى من حيث الخدمات السيئة والرديئة وسوء الاحوال المعاشية لساكنيها وعدم تطورها، وهي حالة تؤشر مستوى القدرة على الادارة والحكم لدى اشخاص اختيروا من قبل كياناتهم ليخوضوا غمار الانتخابات ونجحوا في الفوز، وفي الوقت ذاته فشلوا في ادارة الحكومات المحلية وان تكاملت الاثلاث الثلاثة تلك في دفعهم نحو الفوز في الانتخابات فانها لاتعبر عن راي الجمهور لكن للاسف يختار الجمهور التصويت وبنسبة كبيرة منه بناء على العاطفة القبلية والدينية وبريق الاموال.
والامر المخيب للامال هو لامبالاة الناخب العراقي لنوعية المرشح، وتقودنا عملية التفتيش الجيد في مرشحي الاحزاب والكيانات الانتخابية الى استنتاجين الاول ان قادة الاحزاب السياسية في العراق تمادوا في السخرية من الناخب العراقي ولايعيرون هموم ومعاناة المواطن اي اهمية، والاستنتاج الثاني هو ان قادة الاحزاب في دفعهم شخصيات تملك مواصفات كهذه انما هم مجبرون عليها كي يضمنوا همينتهم على اصحاب المؤهلات الضعيفة وبالتالي يفضلون ضمان عدم انقلاب من انفقوا عليهم وزجوهم في الانتخابات على ضمان مصلحة العباد والبلاد.
والسؤال المهم في هذا المحور هو (كيف لنا الخلاص وتغيير المشهد القائم من خلال استخدام الصوت الانتخابي)، الاجابة تكون بالدعوة لنهضة وعي وحملة توعية يقوم بها المثقف العراقي والقادر على التواصل ونشر افكاره لحث الناخب على التفتيش والتقصي عن المرشحين والمقارنة بينهم لتمييز الافضل والانسب، واقر بصعوبة المهمة وطول الوقت الذي تتطلبه مثل هذه الانتقالة لكن الاستسلام والركون للمراقبة والفرجة لن تقودنا الى التغيير وستبقى معالم التخلف التي نعاني منها يوميا ماثلة لفترة اخرى من اعمارنا.