زعيم التيار الصدري دون شك أو تأويل أصبح يشكل هاجسآ مخيفآ للأحزاب الاسلامية الطائفية المشاركة بالحكم ,وذلك لدعواته المتكررة للعراقيين بالخروج في مظاهرات مليونيه صاخبة ضد الحكومة وفساد وزرائها ومسؤوليها وعلى كافة الأصعدة ,وأهم هذه الأحزاب هي حزب الدعوة /المقر العام والمجلس الاعلى ومنظمة بدر إضافة إلى ميليشيات عصائب أهل الباطل(الحق)وميليشيات وفصائل وحركات اخرى مدعومة من الحرس الثوري الإيراني ومنضوية هذه الميليشيات والحركات من حيث الصورة العامة بقوات الحشد الشعبي الحكومية ولكنها في الحقيقة تدين بالولاء المطلق بالخفاء لولاية الفقيه!.
تكرار تظاهرات التيار الصدري بهذه الصورة القلقلة لحكومة حيدر العبادي بسبب شللها شبه التام وعجزها عن وقف الارهاب المبرمج الذي أصبح يضرب بغداد العاصمة بصورة شبه يومية ناهيك عن بقية المحافظات دون ان يكون هناك وقفة حازمة وصريحة من عشرات الاجهزة الامنية الحكومية بمنع مسلسل مثل تلك التفجيرات الارهابية التي تحصد العشرات والمئات من المدنيين العزل واخرها تفجير منطقة الكرادة وبعدها بأيام تفجير مرقد السيد محمد بن الإمام الهادي في قضاء بلد!؟. أكد وزير الدفاع خالد العبيدي خلال مؤتمر صحفي عقده بموقع التفجير بأن:” أن الهجمات الانتحارية التي استهدفت المرقد جاءت نتيجة للتقصير الأمني وإن هناك خرقاً أمنياً حصل في قضاء بلد، وهناك تقصير من القوات الأمنية المكلفة بحماية المكان “لافتاً في الوقت نفسه أن: “هناك مشكلة كانت موجودة في قضاء بلد، تتعلق بعدم توزيع المهام الأمنية بين القوات المكلفة بحماية المكان، والحادث كان من الممكن ألا يحصل لو كان هناك عملاً أمنياً وتوزيعاً للمسؤوليات “.وهذا بالضبط ما حصل بفاجعة الكرادة وحسب ما أوضحه كذلك وزير الداخلية المستقيل في مؤتمره الصحفي حول تبعثر وتنوع الصلاحيات والمسؤوليات الأمنية بين وزارة الداخلية وقيادة قوات عمليات بغداد وبعض الأجهزة الأمنية الحكومية الأخرى!
معظم الأحزاب الحكومية الإسلامية واذا لم أكن أبالغ وأقول جميعهم وان لم يعلنوها صراحة،ولكن فيما بينهم وخلف الأبواب المغلقة اصبحوا متفقين من حيث المبدأ بانه حان الوقت للتخلص من زعيم التيار الصدري ,وأكثر المحركين لهذا الموضوع هو زعيم حزب الدعوة / المقر العام نظرآ لاحتدام الحرب الكلامية الإعلامية فيما بينهما ! وحتى الايرانيين والامريكان متفقين على هذا الموضوع بصورة او بأخرى ولكنهم جميعهم يختلفون في نقطتين اثنتين جوهرية لا ثالث لهما، وهما طريقة الاغتيال وتوقيتها, وما دامت شماعة تنظيم داعش جاهزة لهذا الامر ليتفرق بعده دمه بين التنظيمات الارهابية وابرزها داعش من جهة , وبين الاحزاب الإسلامية الطائفية وميليشياتها والتي سوف يجد اتباع التيار الصدري صعوبة بالغة في كيفية توجيه بوصلة فوهات أسلحتهم ومن هم الذين سوف ينتقمون منهم ثأرا لقائدهم !؟.
اما طريقة الاغتيال فهل ستنكون بواسطة سيارة مفخخة ام بواسطة قناص ام دس السم في طعامه من خلال اختراق تقوم به اجهزة حزب الدعوة الامنية الخاصة للحلقة الضيقة المحيطة بزعيم التيار الصدري وهذا هو المرجح لنا على الأقل في الوقت الحاضر! اما توقيت الاغتيال هل ستكون قبل صخب عمليات محافظة الموصل او اثنائها او بعدها !؟ الحرس الثوري الايراني لديه تحفظات على هذا الاغتيال كونها ستنتج حرب اهلية شيعية شيعية تبعثر معها اوراقهم الاستراتيجية في العراق ,ويتخوفون من انهم قد لا يستطيعون معها في السيطرة وتخرج من نطاق سيطرتهم!؟.
البعض من قيادات الأحزاب تذهب إلى تفعيل مذكرة القاء القبض بحق السيد مقتدى الصدر المتعلقة بالتحريض اتباعه على قتل رجل الدين عبد المجيد الخوئي الرئيس السابق لمؤسسة الإمام الخوئي الخيري وحيدر الكليدار وماهر الياسري بتاريخ 10 نيسان 2003 ولكن هذه المذكرة لم تفعل نظرآ للمحاصصة الطائفية والحزبية للوصول إلى كرسي رئاسة الوزراء بالإضافة إلى حالة الشلل والفساد الذي ينخر بأجهزة القضاء العراقي!
رمزية تجول زعيم التيار الصدري وهو بزيه العسكري وليس بزي رجال الدين وكان اخرها زيارته لموقع تفجير الكرادة وكذلك زيارته المهمة وهو بزيه العسكري الى مدينة الصدر المعقل الرئيسي لأنصاره ومؤيديه له مدلولات واضحة وصريحة بانه يعلن الحرب على حكومة حيدر العبادي اما القبول بشروطه او اقالت الحكومة وتشكيلها من جديد على وفق رؤيته السياسية والدينية والعسكرية , ودعوته الصريحة والواضحة الى مليونية حاشدة لجماهيره بوسط بغداد يوم الجمعة
15 تموز 2016 ودعما من قبله لسياسة الاصلاح والمطالبة في الوقت نفسه بالقضاء على الفساد واقالة جميع الفاسدين والمقصرين في كل الملفات والوزارات وجميع المناصب ومؤكداً أن بقاء الفساد والمفسدين يعني بقاء تسلط الارهاب على رقاب العراقيين!
الأيام القادمة ستكون حبلة بالمفاجئات واهمها ان المناطق السنية في بغداد وبقية المحافظات العراقية سيكونون من حيث لا يعلمون افضل كبش فداء لعملية الاغتيال لما يمتلكه الاخر من وسائل اعلام “مقروءة ومسموعة ومرئية” والتي ستكون لها الدور الفعال بعد عملية الاغتيال بحرف الحقيقة وتوجيهها الى تنظيم داعش المخابراتي المريب أو حتى قيام عناصره المدربة جيدآ في إيجاد وبتسهيل وبتواطئي غير منظور من قبل بعض قيادات الميليشيات الإيرانية وتسهيل للوصل إلى هدفهم في الأغتيال ,وبالتالي بالمحصلة النهائية سوف تنصب الإبادة الطائفية الى السنة العرب العراقيين !
[email protected]