أنت ايها الشيشاني أو السعودي أو الافغاني أو التونسي أو اليمني المتحجر، انت ايها المسلح المتطوع الذي اتيت من اعماق الارض لترمي شرك في الموصل أو الانبار، دماؤك رجس من عمل الاوغاد، أنت الذي اتيت تحلم بحورية لتضاجعها ليل نهار في جنات تحتها الانهار ماذا قدمت لهذه المناطق؟ سوى الدمار والخراب والجوع والفقر والتشرد وضياع المستقبل ورائحة الدماء والأيام، هذه الانبار تحولت إلى ركام بعد أن كانت عروس العراق وقطعت رؤوس مضايفها من الوريد إلى الوريد وتلك الموصل أم الربيعين وام العراقيين تحجبت بثوب التطرف والدين الجديد، دين لم يسبقه دين، صار الذبح فيه افضل من الصلاة وصار التفجير اقرب من الصوم .ايها الارهابي المنتحر، انت ياابا جهاد المغربي أو ابو عبيدة المقدسي أو ابو خالد اليمني، الساعي إلى جنة الرب مالك الاتعرف ان الموصل أو الانبار لجميع العراقيين؟ وأنك غريب ارعن تجول في ارض ليست لك لا ناقة ولا جمل ولا اقليم! أتيت إلينا على جسر السياسيين المتضررين من وحدة البلاد تحمل الموت والخراب،وتحمل الدم والسيف،وتحمل التخلف والعتمة، وتلبس عمامة الذبح وترتدي سروال التطرف المذهبي الاعمى تكره الحياة وتزعجك ضحكات الاطفال وتؤلمك الموسيقى ويحزنك الوئام وتشتهي الموت ليل نهار وخير ماتمتهنه ذبح الاعناق وتقطيع الاشلاء وكسر الانسال. السياسيون الذين يغازلون وجودك في مدنهم في الدرك الاسفل من التأريخ، الذي يقولون نحن حماة المذهب وهم يتباكون في فنادق اربيل وعمان وبقاع لندن ولايعرفون احوال اهلهم الا عبر الفضائيات، هؤلاء الذين يركضون وراء مصالحهم حتى لو كانت على ساحل من دماء الابرياء يخفون عنك الحقيقة ويتعاملون مع شركات كبيرة لانتاج الانتحاريين والارهابيين والقتلة والمنبوذين في المجتمع لعلهم يقسمون البلاد وعلى عرش الاقليم يجلسون.أيها الارهابي العربي أو الاجنبي القادم من ضواحي التخلف إلى بلاد مابين النهرين لايهمك حديث السياسيين الذين يقولون لك انك في موتك نصرة للمذهب وعلو لكلمة الله والدين وانك تقاتل كفرة يعبدون الشيطان والاصنام ،ولايهمك حديثهم في وسائل الاعلام هم باختصار يريدونك ان تموت وتقتل معك الابرياء لانك تختصر لهم الطريق إلى مصالحهم وإلى جيبوهم وإلى فتنة ارادوها بين السنة والشيعة لتحويل العراق إلى اوصال مقطعة وارض مجتزئة ومجتمعات متنحارة تكره بعضها بعضا. هذه ليست بلادك مهما جئت من حجج اقاويل ومهما استعنت بخطب بعض رجال الدين الضالين والمُضلين الذين يغسلون عقلك في غسق الفجر وضحى النهار، والعراقيون مهما اختلفوا ومهما تقاتلوا ومهما زعلوا بعضهم على بعض سيجلسون يوما ما على طاولة واحدة وسيتعانقون ويذكرون اصحاب الاقليم كأصحاب الفيل بسوء إلى يوم الدين ويردد العراقيون وقتذاك ويل لاصحاب الاقليم الذين عن وطنهم يبتعدون وفي مصالحهم ينغمسون!.