19 ديسمبر، 2024 1:58 ص

ويكيليكس . ! والكرد وبريمر والفلوس

ويكيليكس . ! والكرد وبريمر والفلوس

الوثيقة الأخيرة التي كشفها موقع ويكيليكس عن قيام ” بول بريمر ” بنقل وتحويل مبلغ مليار واربعمائة مليون دولار  الى السادة الكرد قبل نقل السيادة بيومين .! نرى انّ ما لم تذكره الوثيقة – بهذا الشأن – قد يفوق ما ورد فيها من معلومات وارقام .!! وقد لفتت هذه الوثيقة الانظار الى انّ هذا المبلغ لم يجرِ صرفه في كردستان على ايّ مشاريعٍ صناعية اوخدمية او مستلزمات حياتية اخرى للشعب الكردي , وانما جرى توزيعه بين الرئيسين الطالباني والبرزاني , واوردت الوثيقة تفاصيلَ اخرى بأنّ الاوراق المالية من فئة المئة دولار كانت جميعها جديدة ووصلت ملفوفة في البلاستيك ومحمّله في صناديق خشبية يبلغ وزنها 15طن وبما يكفي لملء ثلاث مروحيات عسكرية امريكية  , وقد تمَّ كلّ ذلك في عملية مخابراتية فريدة لم يعرف بها إلاّ القليلون جدا حيث وصلت طائرات هليوكوبتر عسكرية امريكية الى محافظة اربيل مُحمّلة بتلك الاموال خلال الايام الاخيرة لسلطة الأئتلاف في العراق , بينما كانت قوّة من الجيش الامريكي قد تواجدت في مطار اربيل بغية إفراغ هذه الاموال ونقلها تحت الحراسة المشددة الى بنك المدينة في وسط اربيل , ونقلت الوثيقة بهذا الشأن اعترافاَ للسيد ” رشيد طاهر ” مدير مالية اربيل بتأكيده القول بأستلامه المبلغ نقداَ من بريمر في المطار , وكشفت ايضا انه وبعد وصول هذه الاموال قام وزيرا  مالية محافظتي السليمانية واربيل بالأتفاق على تقسيم المبلغ وفقا لحجم سكّان كل من المحافظتين !! حيث   حصلت اربيل على 798 مليون دولار واستلمت السليمانية 602 مليون دولار وقد جرى نقل حصة السليمانية برّاً عبر الجبال تحت حماية مكثّفة من البيشمركه . النقطة الأبرز في وثيقة ويكيليكس الاخيرة انّ تلك الأموال ذهبت الى حسابات سريّة مصرفية للسيدين الطالباني والبارزاني ……. إنَّ توقيت نشر هذه الوثيقة في هذه الفترة التي تشهد اضطرابات سياسية في العراق والمنطقة قد يكون له ما له من دلالات بالاضافة الى انّ موقع او وثائق ويكيليكس برمّتها قد امست تشوبها

علائمٌ من إبهام وتحيطها إشاراتٌ تكادُ تُماثلُ احجيةً من رموزٍ غير محلولةٍ شفراتُها تحت الاضواء الكاشفة لوسائل الأعلام العالمية ” والامريكية بشكلٍ خاص ” , ولا   يتعلّق ذلك بمضامين وفحاوى وتفاصيل الوثائق الدامغة التي ينشرها موقع ويكيليكس والتي لا تدنو ولا تقترب منها الشكوك مطلقاً والتي ايضا لمْ تنفها ولمْ تنكرها الخارجية الامريكية ولا البنتاغون ولا الدوائر الاستخباراتية الامريكية الاخرى , لكنّ التساؤلات المكثفه والمضغوطة تكمن في : هل انّ بوسع ” جوليان اسانغ ” مؤسس موقع ويكيليكس – الاسترالي الجنسية من مواليد 1971 ومع تسعةٍ من زملائه المحترفين في المعلوماتية ان  يستحوذوا على اكثر من ربع مليون وثيقة سريّة متبادلة بين الخارجية الامريكية وسفاراتها في العالم وتتضمّن معلوماتٍ امنيّةٍ بالغةِ الاهمية .!! فضلا عن افلامٍ تسجيليةٍ موثّقة عن الممارسات السريّة المحظورة التي قام بها الجيش الامريكي في العراق بالاضافة الى اوامر وتعليماتٍ خاصة صادرة من البنتاغون الى القيادة العسكرية الامريكية في العراق !! ثُمَّ  لتنشرها ويكيليكس في وسائل الاعلام وتتناقلها مواقع الانترنيت !!!! , فخلال وطوال الفترة التي جرى نشر هذه الكميات الغزيرة من الوثائق التي تمس عصب الأمن القومي الامريكي فهل كانت قيادات ال : ” سي . آي . أي ” و ال : اف . بي . آي ” والمباحث الفدرالية الامريكية + الاستخبارات العسكرية الامريكية ومعها عددُ آخرٌ من الوكالات الأمنية الاخرى تقف مكتوفة الأيدي وتبتسم وتنتظرنشر المزيد من الوثائق من قِبل  شابٍ اجنبيٍ يشكّلُ خطورةً تفوق ما كانت تشكله خطورة بن لادن !! , إنّ هذه الحالة المثيرة للدهشة والتي اتّسعت فيها دائرة التساؤلات لدى الرأي العام العالمي والامريكي بشكلٍ خاص ثمّ بلغت درجةً من السخونة حول تفّرد ” اسانغ ” بهذه الأمكانيات الأسطورية , كانت قد افرزت عن تفجير قنبلةٍ إعلاميةٍ امريكية < ربّما تكون صحيحة < وربما ايضا انّ تفجيرها كان لإمتصاصِ زخم الاستغراب الشعبي العالمي حول الهالة التي ” يحاطُ ” بها جوليان اسانغ , هذه القنبلة الاعلامية ذكرت بأنَّ جنديا امريكيا يبلغ من العمر 27 سنة ويُدعى ” برادلي ماننج ” وكان التحق بالجيش الامريكي عام 2007 ومعروف بالشذوذ الجنسي , بأنه هو الذي قام بتسريب كميات الوثائق السرية الى موقع ويكيليكس بعد قيامه بتصنيف وتجهيز هذه المعلومات  , فهل يدخل كلّ ذلك في دائرة المنطق بإتاحةِ ادقّ الأسرار الأمنية امام جنديًّ شاب حديث العهد بالألتحاق بالخدمة

في الجيش !؟ , وما يشكّل صعوبةً في تصديقِ او تقبُّلِ ذلك انّ هو انّ المعلومات التي كشفتها الوثائق المنشورة هي صحيحة ودقيقة , وهذا ما يدفع  للأفتراضِ والتصوّر انّ هنالك جهةً ما ربما تقف وراء هذا التسريب ولعلّ ذلك ايضا من دون علمِ الادارة الامريكية , ولابدّ ان يكون لهذه الجهةِ مقاصدٌ ومقاصد ….. وبالعودةِ الى وثيقةِ ويكيليكس المتعلّقة بالاموال التي بعثها بريمر سرّاً الى السيدين الطالباني والبرزاني , فثمة اسئلة لابدّ للمرء ان يتداولها – ولو بينه وبين نفسه على الأقل – ولعلّ اوّلَ هذهنّ الأسئلة :- هل ستلتزم الحكومة العراقية الصمت تجاه ذلك ؟ ” رغمَ انّ لا اشارات استباقية في الأفق تنفي ذلك ! ” , وهل ستقدّم  شكوىً الى الادارة الامريكية وتطالبُ بتحقيقٍ حول تصرّف بريمر المبهم ؟ وهل يمكن التصوّر عمّا كان يهدفه بريمر من وراء ارسال هذه الاموال للزعيمين الكرديين ..!

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات