البدايات في اي موضوع مهمة جدا, وهنا اريد الكلام حول اسباب تشريع زواج المتعة (المنقطع), لتوضيح حقيقة التشويش الذي يمارس البعض وعبر التاريخ, لأهداف تسقيط الاخر فقط بعيدا عن حفظ شريعة الاسلام, وفقط لأنه يلتزم بنصوص قائده التاريخي! والتي جعلها ناسخة للنص القرآني والتشريع السماوي! مع ان المسلمون في زمن الرسول الخاتم مارسوا هذا الزواج, واستمروا في كل فترة الخليفة الاول, وفي شطر الاول من حكم الخليفة الثاني ايضا استمر زواج المتعة, الى ان اعلن الخليفة الثاني تحريمه في الشطر الثاني من خلافته, لأسباب غير واضحة لحد الان, مع ان صحاح المسلمين تنقل ادلة حلية زواج المتعة, كصحيح بخاري 3/71 وصحيح مسلم 4/130 ومصادر اخرى كثيرة.
الحاجة البشرية للجنس طبيعية جدا, وعمل الاسلام عبر تشريعه لحفظ كرامة الرجل والمرأة, وتوفير بدائل فمن لم يوفق للزواج الدائم كان له الحل بالزواج المؤقت.
· ركيزة زواج المتعة
الآية 24 من سورة النساء (( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن )), فالمسلمين على اختلاف مذاهبهم فسروا هذه الآية بان الاستمتاع هو نكاح المتعة, وبينوا انما شرع الزواج المؤقت كي يلبي حاجات الرجال والنساء ممن لا يستطيعون الزواج الدائم, فالكبت يسبب مشاكل نفسية كبيرة, والانطلاق نحو الحرام مشكلة وخطيئة اكبر, فالآية الكريمة لم تنسخ والحكم استمر الى منتصف عهد الخليفة الثاني, فهل ينسخ الحكم الالهي فقط لإرادة الخليفة الثاني منعه!
وهل يمكن لأي شخص مهما علا شأنه ان يحرم تشريع نص عليه القران والرسول الاعظم؟ واطالب كل من يحرم زواج المتعة ماذا تفعلون بهذه الآية الصريحة, هل تدركون انكم بتحريمكم لزواج المتعة تخالفون النص القرآني الصريح! وتأخذون بمقابله راي صحابي حرمه لأسباب مجهولة؟!
والسؤال هنا لو جاء شخص عالي المقام واعلن انه يمنع الصلاة او الحج هل تطيعوه؟ وتخالفون النص القرآني الذي يشرع الصلاة والحج, ام تلتزمون بالنص القرآني.
المحصلة من يؤمن بالقران عليه ان يؤمن به كله, فلا يبطل اية قرآنية فقط لاجتهاد شخص ما.
· سؤال وجواب
تم تشريع زواج المتعة لان الاسلام ينظر للإنسان نظرة تكريم وتهذيب وسمو, وليس مجرد نظرة حيوانية شهوانية, بل كانت النظرة الى العامل الجنسي باعتباره عامل مهم للاستقرار النفسي للرجل وللمرأة, حيث عبر اشباعه بالحلال تستقر النفس وتبدع في عملها وعبادتها, فالإسلام لم يجعل علاقة الرجل بالمرأة علاقة بهيمية حيوانية, بل اهتم بالمشاعر والاحاسيس والذات, حيث اراد الاسلام عبر الزواج بنوعيه تكامل الانسان وتغذية حاجاته.
فان قلت: ان الزواج الدائم هو من يوفر كل ما ذكرت من اشباع للحاجات كي تستقر النفوس؟
فنقول: نقول ان كثير من الناس لظروف مختلفة مكانية وزمانية واجتماعية وشخصية تحول دون تحقق الزواج الدائم, لهذا شرع الله عز وجل زواج المتعة, ليحفظ كرامة الانسان ويحقق غرضه, والله العالم بعدم قدرة الانسان على الاستغناء عن حاجة الجنس, والتي تعتبر حقا من حقوقه, بل احيانا هي واجبة له والا وقع في انحرافات مخيفة كالشذوذ, فزواج المتعة يبني الانسان ويجعله يتكامل كما خلقه الله بعيدا عن الشذوذ والامراض النفسية.
· زواج المتعة حل لازمة
يمكن اعتبار زواج المتعة علاج مهم وناجح وطبيعي لفئة الشباب, امام المغريات والمؤثرات, خصوصا هو في مرحلة الاندفاع الشبابي, وعدم اكتمال الوعي, فمن النافع جدا لهم زواج المتعة للاستقرار والتكامل, وما نشاهده اليوم من جرائم الاغتصاب, او انتشار ظاهرة اللواط, وشيوع الامراض النفسية, وازدياد حالات الانتحار, كلها حالات تظهر في فئة المراهقين والشباب, وهي انعكاس لحالة عدم الاشباع والاحتياج للأخر, فيعتبر زواج المتعة العلاج الاكمل والحل.
فلو يشرع ويصبح امرا طبيعيا يجري تحت النور وليس سريا, لامكن حماية الشباب من تلك المنزلقات الخطرة.
كذلك هو حل مناسب للواتي تعداهن سن الزواج, او المطلقات والارامل, ممن لم يجدن زواج دائم, فللحفاظ على كرامتهن امام الحاجة الجنسية الطبيعية في كل انسان, كان زواج المتعة, فجاء هذا الزواج لإشباع الرغبات بطريقة شرعية, فلا يمكن كبت جماح الرغبة بل هو تدمير للذات, فهو زواج لكل صاحب رغبة لحفظه من المنزلقات ولكي يستقر نفسيا.
· اخيرا:
اولا: يجب على الدولة ان تنظم هذا الزواج بحيث يكون قانونيا, لحفظ الحقوق, مثل ولادة الاطفال, وحماية للمرأة والرجل, لكن ان يترك الامر هكذا فيعتبر خطيئة كبرى تلاحق اهل القرار في العراق.
ثانيا: على النخبة الدينية ان تعيد النظر في اراء السلف, فيرفع كل ما خالف القران, فالذي يتطابق مع القران يسري وما يخالف القران يضرب في عرض الحائط.
وللكلام بقية …