-1-
لو قيل لي :
ما هي حقيقةُ داعش وماذا يعني الالتحاق بركبها ، لقلتُ :
انّ داعش هي عصارة التخلف والهمجية بل هي الانسلاخ التام الكامل من كل معاني الانسانية والفضيلة والأخلاق …
ومَنْ يلتحق بها إمّا أنْ يكون :
مجنوناً لا يملك الفهم السليم، ولا القدرة على التمييز بين (الابيض) و(الاسود) …
وإمّا أنْ يكون حاقداً على الانسانية كلّها ، يشفي غليلَهُ منها بما تهيئوه له عصابات (داعش) من فرص الفتك والغدر والبطش، ولا يرتوي الاّ بالدماء التي يُريقها ظلما وعدوانا .
نعم
لا علاقة للدواعش بالدين وإنْ كانوا أكبرَ الادعياء في انتسابهم الى الاسلام …!!،
ولا علاقة للدواعش بالمنظومة الاخلاقية في الاسلام التي تشدّد غاية التشديد على حرمة الدماء والفروج ..
واذا كان الاسلامُ دينَ العلم والعقلانية فان ” الدواعش” يناصبون المعايير العلمية والعقلانية العداء ، ولا يروق لهم الاّ الجهل المحفوف بكل ألوان الخرافة ..
-2-
انّ الذين لا يحسنون الاّ فنون التخريب والتفجير والقتل والاحتيال، لا يصح أبداً ان يصنفوا في عداد المسلمين ، لانّ المسلم الحقيقي (هو من سلم الناس من يده ولسانه) وهؤلاء لا يسلم منهم طفل صغير ولا شيخ كبير ولا تنجو من ارهابهم امرأة …
انهم وحوش ضارية ،
ومن هنا تستقبل جرحاهم مستشفياتُ الصهاينة مكافأَةَ لهم على فتكهم الفظيع بالاسلام والمسلمين .
-3-
وقد تزامن مؤخراً القاء القبض على امير سعودي في لبنان، حيث ضبط بالجرم المشهود وهو يصطحب كميات هائلة من المواد المخدرة ، مع إلقاء القبض على عصابة داعشية تحمل ما يقرب من 12 مليون حبة هلوسة – حسب ما أعلنت محكمة تحقيق الرصافة الأولى في بغداد –
ان الدواعش ( وهّابيون ) مَثَلَهُمُ مَثَلُ الأمير السعودي …
-4-
انّ داعش تعمد الى جعل المخدرات مورداً ماليا اساسيا لتنظيمها الغادر الأمر الذي يكشف هويتها الشيطانية ، ويعريها من كل ما تحاول ان تتستر به من براقع خادعة .
فايُّ دين هذا الذي أباح لها الاتجار بالمخدرات ؟
-5-
ان الدماء عند الوهابيين رخيصة للغاية ، فكما استُهين بدماء الآلاف من حجاج بيت الله الحرام في موسم الحج المنصرم / 1436 هجرية في ما سمّي (بتدافع الحُجاج بمنى) كذلك يستهين الداعشيون بأرواح مَنْ يريدونهم الاعتياد على المخدرات القاتلة .
انّ مخدر (الشبو) يُدمن عليه متعاطيه بسرعة ، ويؤدي الى حالة من الهسترية والعدوانية تدفعه الى قتل أقرب الناس اليه، وهو من أخطر المخدرات لصعوبة علاج من أدمن عليه ، ويؤدي الى موت متعاطيه…
وهكذا يتجلى انّ الدواعش يريدون اغراق المنطقة بتلك المخدرات للقضاء على أكبر عدد ممكن ممن يغرونهم باستخدام هذه المخدرات من العراقيين ..!!
اما النوع الأخر من مخدراتهم فهو (الكريستال ميث) والتقارير تشير الى انها : (مادة مُخدرة شديدة الخطورة) ..
والحمد لله الذي مكن قسم الاستخبارات ومكافحة ارهاب جنوب الرصافة من القبض على تلك العصابة الداعشية الخبيثة ووقانا من شرورها …
انهم لا يكتفون بتطاير الاشلاء والجثث عبر عملياتهم الاجرامية المغموسة باللؤم والخسة ، في تفجير الأسواق والمدارس والمناطق الأهلة بالأمنين ، وانما يواصلون مشاريعهم المحمومة للفتك بالآخرين عبر المخدرات أيضا ، في مؤشر عميق الدلالة على ما تنطوي عليه أنفسهم من عُقد وأمراض وضغائن، تعكس السفالة والنذالة بأجلى صورها وألوانها .
ان الوهابية التي تساند (داعش) بالفتاوى والأموال تحكم على الاحرار من أمثال العالم الديني الحرّ الشيخ النمر بالاعدام ، لا لشيء الا لمطالبته بتوفير الحريات والحفاظ على حقوق الانسان ، وتغض النظر عما يرتكبه
الحكّام الظالمون من الجرائم والمظالم، في مفارقة واضحة الدلالة على الافلاس الروحي والاخلاقي والحضاري، فضلاً عن الافلاس السياسي المتمثل بجعل الناس عبيداً لمن يملك السوط ، والويل لمن يتململ من السلطان أو تبدر منه بادرة تحمل معنى العصيان ..!!