مع کون العديد من الاحزاب و التيارات السياسية الشيعية العراقية معروفة بولائها و إرتباطها و عائديتها”الفکرية ـ السياسية”الى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و کونها جزء من مشروعه المشبوه في العراق و المنطقة، لکن ظل معظمهم يکذب ذلك و يدعي بإنتمائه للعراق و الشعب العراقي و يتحاشى الاعلان عن عائديته لهذا النظام و يسعى من خلال التلاعب بالالفاظ و اللف و الدوران التمويه على الشعب العراقي و شعوب المنطقة و العالم، وقد کان المجلس الاعلى الاسلامي نموذجا من هذه الجماعات التي سعت للإختفاء و التغطي خلف المزاعم و الادعاءات الکاذبة من إنها لەست تابعة لإيران، ولکن شمس الحقيقة لايمکن أبدا إخفائها بغربال و إن الحقيقة تظهر مهما طال الزمن وهذا على مايبدو الذي قد حدث.
المجلس الاعلى الاسلامي الذي راهن عليه الکثيرون من إنه معتدل و نأى بنفسه بعيدا عن التبعية لإيران، لکن التصريحات الاخيرة لرئيس المجلس همام حمودي، قد بددت الشك باليقين و أکدت حقيقة و واقع کل الذي قيل و يقال عن هذا المجلس و غيره من المجاميع السياسية التي کانت تتواجد في طهران و دخلت العراق ببرکة الدبابات الامريکية في نيسان 2003، عندما أکد وبکل ثقة و يقين و إصرار من إن:” المجلس الاعلى يمثل اليوم مشروع الامام خميني الذي نفذ في العراق وسينفذ في عموم المنطقة أن شاء الله.”!
هذا المجلس و غيره من التيارات السياسية المٶسسة من قبل الحرس الثوري الايراني أو المخترقة من قبله، کان و غيره وکذلك کل الاحزاب و الميليشيات الاخرى المتواجدة في سوريا و لبنان و اليمن، کانت ولازالت و ستبقى تمثل جزءا لايتجزء من المشروع الايراني في المنطقة و هي تمثل طوابير خامسة أو ألغام مزروعة في هذه البلدان يتم تفجيرها و تحريکها عبر الريموت کونترول الموجود لدى قائد قوة القدس قاسم سليماني، لکن الذي يجب أن ننتبه إليه هو إن هٶلاء الذين يتفاخرون بتبعيتهم لدولة أخرى و إنهم جزء من مشروعها الموجه أساسا ضد شعوبهم و أوطانهم، يزعمون بأنهم يحرصون على أمن و إستقرار شعوبهم و على الطريقة الايرانية التي صرنا جميعا نعرف اسلوبها و نمطها”الدموي”التخريبي”.
مايٶسف له کثيرا، هو إنه وفي الوقت الذي يخرج علينا همام حمودي و غيره معلنين عن تفاخرهم بإنتمائهم للمشروع الايراني و يسعون الى إستنساخه في بلدانهم، فإن الجالية الايرانية في أوربا تتظاهر ضد نهج هذا النظام و تعلن للعالم کله بأنه يقوم بإبادة الانسان و تخريب البيئة، وهي تظاهرة تناقلتها وسائل الاعلام العالمية و إهتمت بها الى أبعد حد، ولکن لسخرية الزمن يخرج علينا من کانوا ولايزالوا تحت أبط هذا النظام مدافعين متحامين عنه وکيف لا؟ فشبيه الشئ منجذب إليه و هل يملك العبد مخالفة سيده؟!