19 ديسمبر، 2024 6:21 ص

وياهم وياهم …عليهم عليهم

وياهم وياهم …عليهم عليهم

أذكر جيداً في منطقتنا ذاك الشخص المنزوع الضمير ,ذو الأخلاق الرديئة الذي يبحث عن أذية الناس ومنهم جيرانهم وأقاربه ان وصل الأمر خدمة للحزب والثورة ,صاحب ألباس الزيتوني المعروف آنذاك ,ومسدس الطارق ابو الكركوشة ,يضع على كتفة شارة الحزب ,والكتف الآخر صورة للرئيس الذي تركهم يلقون حتفهم ولم يبالي بما يجري بعده وهم الذين تغنوا به وأطلقوا الأناشيد بحقه , كنت أتحاشا الوقوف معه والحديث أليه ,وماذا يعرف من الحديث سوى التقارير الحزبية , التي تشير في فحواها ,هنالك تجمعات لمصلين ,وشباب يذهبون لزيارة للمراقد المقدسة وهذه رسالة تحد للسلطة , وفلان هارب من الخدمة , وعلان لديه توجهات ضد الأمة العربية ,وعائلة تبعية يجب ترحيلها ,كان ناقوس الخطر يدق في بيتنا ويهددنا دائماً عندما يأتي محرم فبه نحي شعائر أهل البيت بمناسبة ذكرى عاشوراء مقتل الأمام الحسين (ع),ونطبخ التمن والقيمة بقداري منصوبة على امتداد واجهت البيت ,(ويقول لنا عسريع خلصوا ترى أكلب الجدورة) هذه الهالة كلها ودرجته الحزبية لا تتعدى سوى نصير متقدم,وعند سقوط النظام اختفى وتوارى عن الأنظار,وبعد مدة زمنية وجدته صاحب موكب حسيني ولباس اسود واستبدل صورة الرئيس بصورة واحسيناه, ولحية طويلة …ومسبحة مئة وواحد ,وقلت له :ماذا تفعل وأي نوع من البشر انتم ….انتم مسخ ….وقال لي انك مخطئ أنا كنت مسئول خلية مناهضة للنظام وشاركت بضرب موكب ابن الرئيس ….وكانت ….وكانت ….وكانت لدي صولات وجولات ضد أجهزة النظام البائد ,فذكرته بما مضى ,وكيف كان يزود تلك الأجهزة بتقاريره التي لا تعرف الرحمة ,وكيف يجمع التبرعات من بسطاء المواطنين لغرض أحياء مناسبة ميلاد الرئيس الميمون ,وأي خليط هؤلاء من التناقضات وياهم وياهم….عليهم عليهم ,ساعد الله قلبك يا ابا عبد الله ,ومع مرور الزمن وجدت الكثير منهم وهم موجودين الآن بيننا,وفي مراكز مهمة وبعناوين عديدة ,وتحت غطاء التوبة …انها توبة علانية ولكنها غير علانية في جوهرها ,لا يزال نهجهم هو ثقافة التدمير والخراب ,ولاؤهم لمن يدفع لهم ,لا توجد لديهم أية قضية يدافعون عليها , مبادئهم وثوابتهم تتحرك وفق ما تقتضيه ابراغماتيتاهم الشخصية القضية عندهم لا تتعدى سوى من يدفع أكثر يحصل أكثر من الخداع والتملق وتجميل صورته المشوهة أمام مجتمعه ,علينا ان نحدد موقفنا منهم ولا نسمح لهم بأن يكونوا على رقابنا من جديد,فليس عيباً ان يعتز الإنسان بسنيته وشيعيته ,وكرديته ,ومسيحيته ,ومن أي مكون له مني الإجلال والتقدير ,العيب هو أن يميل المرء مع الريح أينما مالت ,دون ضغط أو تعسف يمارس عليه ’أنما محاولة لكسب رضا المدير أن كان من هذا المكون أو غيره , أو من

تلك الجهة السياسية ,يجب ان يكون لكل فرد استقلال بذاته ,والاستقلال بالذات يرفع من مقام الإنسان ,ونجاة المرء تتحق بصدقه …صدقه بنواياه ومشاعره وآراؤه وتوجهاته ومشاعره ,وتحديد موقفه وليس الانطواء والانكفاء والصعود على التل اسلم كما يقال ,والنظر للمعركة من بعيد ,وحسم الموقف لمن تكون له الغلبة في ساحة الصراع ,انها إشكالية كبيرة بتغير لون الشخص وانتزاع جلده بأخر عندما يجد مصلحته في مكان ما ,التغيير ..أن كان تغيير وفق قناعة وعلى أسس وحجج وأدلة منطقية هو تصحيح للمسار ,وليس على أساس المنصب والمكافأة التي ستعطى , وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المسؤل أو المدير المعني في ان يحرر مكانه من هؤلاء الذين يساومون على توافه الامور.

أحدث المقالات

أحدث المقالات