19 ديسمبر، 2024 1:44 ص

وياسين لما قرأت له

وياسين لما قرأت له

في يوم ما من ايام الطاغية .. افترشت ارض زنزانة ضيقة جدا في سجن الامن العامة الذي يقبع في منطقة البلديات..
الزنزانة التي كانت معدة لما لا يزيد عن 4 اشخاص بالغين .. حشرت رغما عن انفها وانفنا بما لا يقل عن 35 إمرأة ..

كنا نجلس الواحدة فوق الاخرى وكنا ننام بالتناوب .. كنت متيقنة من أن صوت المظلومات يشق عنان سموات النفوس الخيرة ، ربما يضفن على ركام الأذى حطبا ً لنار تحرق وتزلزل جبال الطواغيت وقلاع ظلمهم الأسود الداكن المشين.

وهل ثمة لون ناصع البياض في وجه الظلم ، ووجوه القتلة؟

احسست في وقتها أن الزنزانة تنير ليس بصباح آلام العراقيين ، بل لصباحات آمال النساء القابعات في الظل عنوة ، أنهن يضئن ، برغم عتمة المكان والزمان!

نعم من الواضح.. أن الوجوه كلها هنا أو هناك ، في أيما سجن أو حتى خارج الأسوار، حيث السجن يمتد ويتسع ليشمل الأمكنة والأفضية والأحياز، والمدن المحبوسة تلو مدن سجون، وحيث أخاديد الظلم علامات لن تخطئها عيون الآتين غدا ًعلى صهوة عذابات هاته النسوة وقهرن الذي يبني جسر الغد ، ويرجم الطغاة بجمار النار واللعنة حين يهلكون.

ربما لم يبد هذا الجسر الآن سوى ملمح من أخاديد يغور بها حزن الدنيا ، لكنها الأحزان التي تصنع الدنيا ، وتتسع بتجليات نهاراتها.

في يومها اقترحت عليهن ان نقرأ سورة ياسين جماعة وان يرددن ورائي دعاء ياسين لتفريج الهم والغم .. فعلنها كما فعلتها وكنت اطلب من ربي ان يفتح باب السجن ويطلق سراحي بمعجز من المعاجز وان نخلص من نظام صدام الدموي ..

واستجاب رب العزة .. رب العالمين .. لدعائي ودعاء الحزينات (الخايبات) في تلك الزنزانة وسائر زنازين البعث في العراق .. وسقط الطاغية وسقط حكمه ..

فرحنا .. نعم فرحنا .. ولكنها (فرحة لم تتم ولم تكتمل)

**

تحت جنح ليل وطني دخل السراق والحرامية .. اجندتهم تختلف عن اجندات الجيران السياسية .. ففي يقيني ان هدفهم جميعا كان واحد .. السرقة ثم النهب .. ثم قطع الطريق

لا استثني سوى قلة قليلة من الاشراف .. قلة سياسية تركت الحيز من المكان وعادت الى حيث اتت لانها لم تستطع ان تستوعب مشهد الحرام هذا .. لا اريد ان اسمي الناس بأساميهم .. فبكل صراحة جميعنا نعرفهم ونحترم قرارات انسحابهم من العملية السياسية غير النظيفة ولا النزيهة في العراق!!!

**

واليوم ، يفتح لنا الدكتور احمد الجلبي رئيس اللجنة المالية البرلمانية مغالق اسرار لم نكن نعرفها بالارقام .. اذ يقول :

* ان نحو ثلث موازنة العراق 2014 تم صرفها دون اي وثائق , لهذا صرف اغلبها على الانتخابات الاخيرة .

* واضاف ان مليار دولار تم توزيعها على شخصيات وكتل سياسية لضمان موقفهم في تقرير الولاية الثالثة وتم التطرق لأغلب الأسماء في الاعلام ومليار دولار تم صرفها على حملة دولة القانون في المحافظات ونصف مليار دولار تكلفة اعلانات نوري المالكي فقط داخل بغداد وحدها و300 مليون دولار تكاليف اعلانات نوري المالكي خارج العراق .

* وقال ان أكثر من مليار دولار تم صرفها على اعضاء مفوضي مفوضية الانتخابات وهيئة النزاهة وشيوخ عشائر و بعض المواكب الحسينية ومواد عينية بطانيات وملابس للفقراء .

* ونحو مليار دولار تم توزيعها على الأقارب لشراء فنادق ودور حديثة وشركات داخل وخارج العراق .

* واضاف ان نحو مليار دولار رصدت لشراء ذمم محطات تلفزيونية وصحفيين ومحللين سياسيين وشراء اكثر من خمس محطات تلفزيونية واذاعية

* وقال انه تم تحويل اكثر من ست مليارات دولار الى مصارف في دول عربية في مطلع 2014 فقط .

* وتم ضياع نحو 9 مليارات دولار نهاية هذا العام بحجة انها صرفت على الحشد الشعبي وقال ان اكثر من مليار دولار رصد لفتح مكاتب لدولة القانون تتضمن نشاطات ثقافية و سياسية وسفرات ومسابقات داخل العراق وخارج العراق ايضا .

* ونحو 600 مليون دولار تم صرفها على اقارب المسؤولين في دولة القانون لتامين دراستهم الاولية و العليا في جامعات كبيرة في المملكة المتحدة و استراليا والولايات المتحدة . وتم هدر 180 مليون دولار رواتب لمدة سنتين الاكثر من 5000 شخص يديرون صفحات على الفيس بوك اما باقي المبالغ المفقودة هي اغلبها تم سرقتها في فترة الانتخابات

**

ترى الهذا الحال قرأنا ياسين جماعة يا أمة العراق ؟؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات