23 ديسمبر، 2024 1:14 ص

وهکذا تکشف المعادن الرديئة عن نفسها

وهکذا تکشف المعادن الرديئة عن نفسها

لم تمر سوى فترة وجيزة نسبيا على التصريح المثير للإستهجان لهمام حمودي، رئيس المجلس الاعلى الاسلامي، و الذي قال فيه بأنه لولا الحشد الشعبي لوصل داعش الى قلب باريس والذي فيه إشادة و ثناء ضمني بإيران، حتى عاد ليصرح مجددا من أن العراق لاقيمة له من دون إيران!
حمودي الذي يطلق التصريحات الاستثنائية هذه لصالح ليس إيران وانما النظام الحاکم فيها، في الوقت الذي يعلم جيدا بأن هذا النظام قد صار مکروها و مرفوضا الى أبعد حد ليس من جانب شعوب و بلدان المنطقة و العالم فقط وانما من جانب الشعب الايراني نفسه الذي صار يتحرق شوقا لليوم الذي يسقط فيه هذا النظام، لکن الذي يحز في النفس، إنه ليس هناك من يبخس من قدر وطنه و أرضه لصالح نظام يعمل لصالحه، وإن هذا الکلام مرفوض بل و مقزز الى أبعد حد، فالعراق الذي کان حاضرا و ماثلا عبر التأريخ، لم نسمع يوما من إن کان الفضل لفلان أو فلان من البلدان في ذلك.
العراق ومنذ إستفحال النفوذ الايراني فيه و تأسيس الکثير من الجماعات و الميليشيات التابعة لطهران، فإن تلك التي کانت قد تأسست في طهران تحت نظر النظام الايراني و إشرافه نظير المجلس الذي يقوده همام حمودي، فإنه أبتلي کثيرا بهذه الجماعات الغريبة عنه و غير المنتمية و المنتسبة إليه، وإن المزايدة في التبعية و الخضوع لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب مختلف القياديين المصنعين و المعبأين من جانب طهران، صار مثل الوباء المنتشر ولکن المصيبة أن بعضهم نظير حمودي، يسحب القضية على العراق کله وفي هذا خطأ کبير يجب أن يدان عليه.
هذه التصريحات و المواقف المستهجنة التي نجد الکثير منها في عراق مابعد 2003، خصوصا قادة الميليشيات التابعة لإيران، سوف يأتي اليوم الذي يعلمون فيه بأنها أساءت إليهم قبل غيرهم و کشفت عن أصل معدنهم و عن عدم وجود أية علاقة أصيلة تربطهم بالعراق و العراقيين، وإن کل هذا الحمد و الثناء على نظام محاصرو مرفوض من جانب شعبه و مطارد و محاصر دوليا و مکروه و مرفوض إقليميا، سيکشف للعالم کله مدى مشبوهية الدور الايراني في العراق وکيف إن هذا النظام وکما يکتم على أنفاس شعبه فإنه يسعى لکي يستنسخ الامر نفسه مع الشعب العراقي من خلال الاحزاب و الجماعات التابعة له، ولکن الوقت الذي بات يمر سريعا فإنه ليس بوسع طهران سوى الحصول على هکذا تصريحات مرفوضة و مکروهة.