من ” كامب ديفيد” إلى اتفاق ” أبراهام ” رحلة دامت 42 عام = عمر حكم الملالي في إيران !؟, فهل يا ترى حدثَ هذا وغيره من أحداث جسام عصفت وما زالت تعصف بالعالم العربي .. بمحض الصدفة ..؟, أم أن هنالك أيادي خفية ومخطط جهنمي ومؤامرة كونية كبرى دبرة بليل , وأخطبوط ومشروع متكامل ومترامي الأطراف ومتعدد النوايا والأهداف والاتجاهات لم تكتمل جميع فصولها, أوصل العرب حكاماً وشعوباً حد حالة وحافة اليأس والاستسلام , بل أن هنالك من باتوا يتوسلون ويستجدون السلام مع كيان غاصب لمقدسات العرب بالرغم أنهم لا بالعير ولا بالنفير !؟
لم نأتي بجديد عندما نقارن ونصف بعض زعماء وقادة القرن الواحد والعشرين العرب بأن هذه المقولة تنطبق عليهم حرفياً : ( من يبيع ويساوم على أرضه ومقدساته ويتآمر على أبناء أمته وشعبه … بكل سهولة يبيع شرفه وعرضه ) !.
فإلى اللاهثين وراء سراب السلام البائس والمزعوم مع الكيان الصهيوني الغاصب , وإلى من يعتقدون وهم بلا أدنى شك واحد من الفريقين لا ثالث لهما :
1 – أما واهمون وسذج وأغبياء بإمتياز لم يقرءوا حتى التاريخ القريب الذي سطر أسباب ودوافع وقيام دويلة الكيان الإسرائيلي , ولماذا تم زرعها ودق اسفينها بين المشرق والمغرب العربي منذ عام 1948، أي بعد 3 سنوات من إنتهاء الحرب العالمية الثانية !؟.
2 – خونة وعملاء ودخلاء وأدوات رخيصة بيد دهاقنة المحفلين الماسوني – الصهيوني , والصفوي – الفارسي ، المتحالفين على طول الخط .
للأسف بات البعض يعتقدون بأن الأمن والسلام والوئام والرخاء والاستقرار سيعمّ منطقة الشرق الأوسط برمتها , والعالم العربي من محيطه إلى خليجه !، بمجرد عقد صفقة القرن الكوشنرية المشؤومة التي يقودها ويتزعمها الوغد الصهيوني صهر الرئيس دونالد ترمب ” كوشنر “، وبمجرد إقامة علاقات طبيعية وتطبيع كامل مع حفنة من الصهاينة الذين جمعتهم أمريكا وأوربا بعد الحرب الكونية الثانية مباشرة من جميع أصقاع الأرض ليتخلصوا منهم , ودفعوا بهم إلى وطنهم الجديد !؟, وقدمت لهم فلسطين على بحور من الدماء والاشلاء وطرد وتهجير العرب الفلسطينيين من أرض الآباء والأجداد , ليعيشوا منذ ذلك الحين مشردين نازحين في المخيمات ودول الاغتراب على مدى أكثر من 72 عام .
المأساة الحقيقية والطامة الكبرى هو أن بعض الحكام العرب المعاصرين , ومن يؤيدونهم من وعاظ السلاطين وأصحاب الأقلام الرخيصة من عبدّة الدرهم والدولار , باتوا يروجون لفرية وإكذوبة السلام مقابل السلام !؟, وها هم يحاولون بطرق خسيسة وخبيثة وملتوية تصوير الصهاينة اليهود بانهم حمائم سلام !؟, وأن التطبيع معهم بشكل تام سيكون في صالح أمة الملياري مسلم ..!, وما يقرب من نصف مليار عربي !، ولا نستبعد ولا نستغرب أبداً ضمهم قريباً الى دول مجلس التعاون الخليجي !؟, والمسالة مسألة وقت ليس إلا , حسب جميع القرائن والمعطيات ,
ولا يعلمون أصحاب القرار … أنهم وقعوا في فخ وحبائل ومصيدة وشباك الشر والشرك معاً ، ولن يتخلصوا ولن يفلتوا منها أبداً ، ناهيكم عن الخزي والعار الذي لحق وسيلحق بهم مدى الدهر ، وما عمليات التطبيع التي خرجت من السر إلى العلن في غفلة من هذا الزمن الأغبر ، وتحديدا منذ استهداف العراق على مدى 5 عقود , وبعد تدمير وحصار واحتلال العراق وحلّ جيشه والقضاء على نظام الحكم الوطني فيه .
إن هذا البازار والهرج والمرج المصاحب لعملية السلام المزعومة , ما هي إلا عبارة عن أوهام وأحلام .. بل أضغاث أحلام وهلوسات راودت وما زالت تراود مخيلة بعض الحكام العرب عديمي الخبرة والفطنة وبعّد النظر , ناهيك عن ظنهم الخاطئ بان التطبيع سيحمي عروشهم وكروشهم من المارد والبعبع الإيراني الذي سيبقى سيف مسلط على رقابهم سواءً في ظل هذا النظام القائم أو من سيأتي بعده !؟، وفي مقدمتهم حكام مشايخ وإمارات الخليج العربي للأسف ، بعد أن استخدمت معهم أمريكا وبريطانيا وحتى روسيا وابنتهم المدللة إسرائيل , كل أنواع سياسات الترغيب والترهيب , والعصا والجزرة , وسلّطت عليهم بشكل مباشر وغير مباشر نظام الملالي الذي مكّنت الماسونية العالمية أباهم الروحي كما هو الهندي الأصل ” الخميني ” الوصول للحكم المطلق في إيران بطائرة فرنسية عام 1979، وليس كالعادة بقطار أمريكي كما متعارف ومعمول به ، أي أن العملية برمتها عبارة عن تبادل أدوار للتمويه والضحك على عقول العرب فقط !.
أما صولات وجولات ورحلات الرئيس الفرنسي الحالية بين لبنان والعراق مباشرة بعد تدبير وتدمير نصف العاصمة اللبنانية بيروت , بواسطة التفجير المهول والمجهول الفاعل والهوية !؟, إلا من أجل إكمال هذه الصفقة وغيرها , والسيناريوهات والمخططات الجهنمية الإجرامية الأخبث التي دشنها أجداد ماكرون وبوريس .. كما هم ” سايكس وبيكو”, قبل أكثر من مئة عام .
أخيراً … لا يسعنا إلا أن ننبه ونحذر من مغبة القرار الأهوج والإرتماء الاعمى في أحضان الماسونية والصهيونية , هربا من نار وجحيم وخطر الصفوية – الفارسية !.
كذلك يجب أن يعلم ويعي ويعرف القاصي والداني من أبناء هذه الأمة المنكوبة , بان عملية الاستسلام ( السلام ) !, التي راوحت وتراوح مكانها منذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني عام 1978 ، مرورا بعملية سلام أوسلو مع الفلسطينيين عام 1993 مباشرة بعد سحق وتدمير العراق عام 1991 بحجة تحرير الكويت !؟، واتفاقية وادي عربة مع الأردن عام 1994 ، وصولاً لعملية التطبيع مع الإمارات ( أبراهام )! , وما سيليها قريباً مع عمان والبحرين وربما حتى المملكة العربية السعودية والسودان ، ما هي إلا مضيعة للوقت ولذر الرماد في عيون المرجفين والمرعوبين من التغول والتغلغل والبعبع الإيراني الذي سلطوه ومكنوه من إستباحة وإجتياح العالم العربي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه مع سبق الاصرار .. كما أشرنا أعلاه ، لكن حقيقة الأمر هو أن القوى العظمى التي كانت وما تزال وستبقى طامعة أصلاً بخيرات وثروات العرب منذ قرون , اتخذت وتتخذ من العداء بين العرب واليهود !, وبين الفرس والعرب !, وبين الشيعة والسنة !, فزاعة وشماعة ومخلب قط ، وذرائع لنشر الفوضى الخلاقة والهلاكة وإشاعة الخوف والرعب والخراب والدمار عن طريق إشعال نار الفتن والحروب الطائفية بين دول وشعوب المنطقة وفي مقدمتها ما جرى ويجري بين العرب والكيان الغاصب لفلسطين ، وما جرى ويجري بين العراق وإيران منذ احتلال الأحواز عام 1925 ، وما يجري منذ احتلال وتدمير العراق بين الدول العربية نفسها من حرائق وحروب أهلية رهيبة ، كما يدور في سوريا واليمن ولبنان وليبيا وحتى الجزائر والسودان ، كل هذا من أجل أن يتم الاستيلاء التام على ثروات ومقدرات العرب من جديد , وهذه المرة على احتياطي الغاز الهائل في العراق وسوريا ولبنان لمئة عام جديدة أخرى , بعد أن استولوا على البترول العربي منذ اكتشافه على مدى أكثر من قرن كامل مضى …!!!، ونهبوا حتى عائداته التي يدعي العرب انهم يصدرون ويبيعون النفط لأمريكا والغرب !؟, في حين ان أموال بيع البترول العربي وعائداته ذهبت أدراج الرياح على شكل ودائع واستثمارات في البنوك الامريكية والأوربية , ولم تحصل منها الشعوب حتى على 10% ، أو تم بجزء كبير من أموالها شراء الأسلحة الخردة المكدسة في ترساناتهم , وليقتل العرب بواسطتها بعضهم بعض حتى تجف دمائهم ..!!!, كما قال أحد ساستهم ودهاقنتهم في معرض جوابه عن ما يجري ويدور في العالم العربي من اقتتال وحروب , والآن يا عرب .. جاء دور الاستيلاء على احتياطي الغاز , والتطبيع مع إسرائيل في آن واحد !؟, مقابل تأمين وتوفير الغذاء وحتى الماء والكهرباء والدواء , ناهيك عن توفير الحماية من الخطر الإيراني المزعوم ؟, الذي سيقى السيف المسلط وسيد الموقف والخطر الدائم والداهم الذي يبقى يقض مضاجع الحكام العرب !؟, وصمام أمان بقاء إسرائيل متفوقة وسيدة وكدولة قوية وشقيقة وحليفة للعرب !؟!, وكذلك صمام الأمان الرئيسي للمصالح والنفوذ الأمريكية والغربية وحتى الصينية والروسية … وللحديث بقية إن شاء الله .