19 ديسمبر، 2024 8:15 ص

وهم تأهيل الميليشيات

وهم تأهيل الميليشيات

بعد أن إتضحت تجاوزات و إنتهاکات الميليشيات المسلحة و مساهمتها غير العادية في خلق ظروف و اوضاع بالغة السلبية في العراق ولاسيما تهيأة کل مقومات و عوامل الحرب الاهلية بأسوء صورها، وبعد أن تزايدت الانتقادات على الاصعدة العراقية و العربية و الدولية لدور هذه الميليشيات، فقد صدرت توصيات عديدة من طهران(مرجعية هذه الميليشيات و أم قراها)، بضرورة إعادة تأهيلها و منحها مکانة و إعتبارا قانونيا يدفع الى إضفاء شيئا من الجمالية على وجهها القبيح.

خلال الفترات الماضية، إزدادت الخروقات و الانتهاکات المختلفة للميليشيات خصوصا في تکريت و کذلك قيامها بمهاجمة السجون في بغداد و إقتحامها عنوة من أجل إطلاق سراح معتقلين لها، هذا الى جانب حدوث مواجهات بين هذه الميليشيات و قوات الشرطة و الجيش لأسباب تتعلق جلها بجنوح هذه الميليشيات و عدم إلتزامها بالقوانين و الانظمة المرعية، والغريب أن المخالفات و الانتهاکات الاخيرة قد جاءت بعد إلحاق هذه الميليشيات بمکتب رئيس الوزراء، وللأمر أکثر من دلالة و إشارة ذات مغزى.

الميليشيات التي تم تشکيلها في الاساس بناءا على مقتضيات و مصلحة إيرانية بحتة، ولاسيما عندما نعرف أن قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني هي التي أشرفت على تأسيسها و تدريبها و توجيهها، وقد سبق وأن أکد العديد من قادة هذه الميليشيات ولائهم المطلق للمرشد الاعلى الايراني علي خامنئي، وان اولئك الذي يتصورون بأنه في الامکان دفع هذه الميليشيات لتغيير ولائها و تبعيتها للحکومة العراقية، انما يلهثون خلف سراب بقيعة.

تنظيم داعش الذي أوجد حالة من الفوضى و الهلع و الرعب في الامکان التي يسيطر عليها، وجعل سکان هذا المناطق يعيشون ظورفا وخيمة و حالة من الرعب و القلق، لکنهم وعندما يعلمون بأن ميليشيات الحشد الشعبي قادمة إليهم، فإنهم يعانون من نفس الحالة(ولانريد أن نبالغ فنقول أکثر من ذلك)، وهذا يعني بأن هذه الميليشيات في کفة واحدة تماما مع تنظيم داعش من حيث تخويفه و إرعابه للعراقيين.

الازمة و الاوضاع الاستثنائية التي إستجدت في العراق بعد ظهور تنظيم داعش و الميليشيات الشيعية، من الواضح بأن إيران و لإعتبارات عديدة و مختلفة، تعتبر المستفيد الاکبر من تلك الازمة و الاوضاع الاستثنائية، وانها وفي کل الاحوال وخصوصا في الوقت الحاضر بأمس الحاجة لبقاء الاوضاع على حالها کما أنه وفي نفس الوقت، تم إنشاء هذه الميليشيات على أساس و قاعدة الولاء المطلق

لطهران و انها تتصرف وکأنها دولة داخل دولة و تعتبر نفسها محصنة ضد القوانين و الانظمة المرعية، ومن هنا، فإن ماقد ذکرته الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي في شهادتها أمام لجنة الشٶون الخارجية للکونغرس الامريکي يوم 29 نيسان 2015، بخصوص ان” الاقتحام والعنف يشكلان خصيصتين مشتركتين للمتطرفين سواء اكانوا السنة اوالشيعة، و لذلك فان البحث عن العناصر المعتدلة فيهما هو مجرد وهم وسراب.”، هي الحقيقة و الواقع بعينه لکل اولئك الذين ينتظرون وهم تأهيل الميليشيات المسلحة و جعلها کقوات الشرطة و الجيش . [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات