ماذا ترتجي الغزلان من الأسود عندما تستدعيها لحمايتها؟
وماذا ستكون النتيجة عندما يطلب قطيعا من الأغنام أن تحرسه الذئاب؟
وهل وجدتم قططا لا تأكل فئرانا؟!!
ما تقدم يتعارض ومنطق الغاب في الطبيعة والسياسة على حدٍ سواء!!
دول غزلانية تريد من الأسود أن تحميها , وأخرى قطيعية وتسأل الذئاب أن تدافع عنها , وغيرها كالفئران وتستجير بالهررة!!
وبعد أن ترتكب حماقتها , وتعبّر عن سذاجتها , تأخذ بالتظلم من مفترسيها , والتشكي لبعضها مما يحصل لها ويتفاقم في ديارها.
فماذا يُسمى سلوك الغزال الذي يستنجد بالأسد لحمايته من عدوان غزال آخر؟
أ ليس فيما يقوم به معنى الإنتحار , والإذعان والتحول إلى فريسة عند الطلب.
إن الذين يضعون أنفسهم على موائد المفترسين , لا يملكون سوى الإستسلام لسوء مصيرهم الذي تخيّروه!!
وفي عالمنا العربي العجيب , ما أكثر الذين إستدعوا إلى ديارهم , كل مفترس شرس , ذي مخالبٍ وأنياب , وقدرات عضلية وخبرات تدميرية فائقة , وبعد أن وقعوا في قبضته تعالى صراخهم , وطاشت ألبابهم , والمفترس يقضم أوصالهم , ويلتهم جوهر ما فيهم , ويتلذذ بدمائهم الحارة الغنية بهرمونات أقصى الحياة.
فماذا نتوقع من أية قوة مفترسة , تجد أمامها ضحية مذعنة لإرادتها؟
إنها ستأكلها حتما , وتمضي في وليمتها أو ولائمها , التي لا تكلفها مطاردة وتعب وإصابات وإجهاد وإنقضاض , فالفريسة جاهزة وعنقها مذعن لقبضة الأنياب التي تحاوطتها.
فإلى أين المفر أيتها الفرائس العربية , بعد أن حققتي أروع قفزة مصيرية في عرين الأسود الشرهة المتسابغة , التي لا تعرف إلا أن تقبض على الأعناق؟!!
فهل تُ لام الأسود أم الذين ذهبوا إلى عرينها؟!!