عندما يخلد التأريخ رجالاً بأسمائهم، في صفحاته البيضاء المشرقة، فإنه يعطي بذلك شرفاً لهذه الصفحات، التي كتبت بمداد شهداء المقاومة والمعارضة، حيث قارعوا نظام الطاغية الطائفي، كما منح شهداء الحشد المقدس أرواحهم، دفاعاً عن الأرض والعرض، إنها نفس المبادئ والقيم، إمتداد طبيعي لنهج الشهادة الحسينية، مع إختلاف قليل بالإسماء، فالقوة البشرية لاتعدل شيئاً في ميزان أهل الحق والإيمان، لأن المدد الحقيقي الذي قاتل به، السيد محمد باقر الحكيم هو مدد إلهي، ليكون بحق شهيداً للمحراب.
قيل:(مَنْ عاش على شيء مات عليه، ومَنْ مات على شيء بُعِث عليه)وما قدمه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم(قدس)،لايقع ضمن العطاء والتضحية فقط، بل تعداه لذروة عطاء الباريء عز وجل، لهذا الشهيد السعيد بأن يذوب جسده الطاهر حباً في لقائه، فكانت طريقة إستشهاده شاهداً على عظم منزلته، وهو حفيد الدوحة الحسنية التي هيأت، وعبأت الأمة لملاحم كربلاء، وأن الإصلاح لايتم إلا بحبر علوي أحمر، فكانت العمامة المقدسة رمزه في الخلود، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين.
لقد إمتلك الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم، مشروعاً كبيراً لدولة عصرية عادلة خالية من الظلم، والطائفية، وأبواق الطغيان، فكانت دماء أنصاره على مدار عقود، عناوين للبطولة ونفحات تعبد الطريق للأحرار، لكي يكون دربهم كدرب سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، ويدونوا كتبهم بحروف الإقتداء والأسوة الحكيمية، فترجمتها جماهير آل الحكيم بوقفتها الحية الناطقة، في الأول من رجب، لتعلن ولاءها وتجدد بيعتها، فمشروع شهيد المحراب محطة حقيقية، لبناء الوطن والمواطن، فكان يوم الشهيد نصراً عراقياً بإمتياز.
واحد من عناصر نجاح وخلود يوم الشهيد العراقي، في الأول من رجب وفعالياته المليونية، بمعظم محافظات عراقنا العزيز، وسلمية نشاطاته، إنه نابع من الإيمان بالرؤية التي جاء وناضل لأجلها، شهيد المحراب (رضوانه تعالى عليه)،وتجعل من هذه الجماهير حريصة كل الحرص، على مشروعها وقيمها، التي تسع وتحترم وتتعاون مع الجميع، فيوم الشهيد لا يختص بشهيد المحراب، بل هو ترجمان لكل الشهداء الذين رفضوا ويرفضون الخضوع، والخنوع لقوى الشر، والضلال، والتكفير، لذا إنتصر الدم على السيف.
إنطلاقة جديدة وثورة متجددة، لمشروعك أيها الزعيم الحكيم، في جمعتك الرجبية الشهيدة المباركة، والتي سنكتب فيها ما قدمتَ من آثار وضاءة، لتكون وقفة جمايرية بحجم الدماء المراقة، من أجل الوطن، والدين، والعقيدة، لذا سنعلنها لكما يا شهيد المحراب، ويا عزيز العراق، ويا شهداء الحشد:نحن ملتفون حول القيادة الشابة، للسيد عمار الحكيم في السراء والضراء، ومشاركته في الجهاد، والرؤية، والمشروع، محافظين على العهد والنهج، الذي خرج لأجله آل محمد (صلواته تعالى عليهم)، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.