ونحن نستعد للنزول الى كهوف الجسر الطبيعي في سان انطونيو في ولاية تكساس الامريكية تلقينا محاضرة تعريفية من قبل المرشدة السياحية الشابة “كارولين” عن تاريخ الكهفين ومكتشفيهما فقالت من ضمن ماقالت:
كهوف الجسر الطبيعي من أكبر الكهوف في ولاية تكساس، مما يجعلها احدى أهم المناطق السياحية في الولاية. في آذار من عام 1960 حصل أوريون نوكس الابن، بريستون نودل، أل براندت, وكانتو جو، اربعة طلاب من جامعة سانت ماري في سان انطونيو، حصلوا على إذن لاستكشاف المنطقة التي تسمى الآن كهوف الجسر طبيعي.
ستمرون ,وانتم داخلين في الكهوف, بطبقات مختلفة من الحجر الجيري والصخور الرسوبية سنتوقف عندها لاعطيكم نبذ عن تاريخها. يعتقد الجيولوجيون ,توضح كارولين, أنه خلال العصر الطباشيري، كانت مياه بحرية دافئة تغمر جزءا كبيرا من ولاية تكساس, كون تراص والتحام الرواسب والكائنات البحرية الميتة التي تجمعت في قاع المحيط كون طبقات مختلفة من الحجر الجيري.
بعد اكتشاف هذين الكهفين في ستينيات القرن الماضي اعطى الجيولوجيون أسماءا مختلفة لطبقاتهما وسوف ترون اسماء روز غلين و(إدواردز) طبقات كينر. وغلين روز، وطبقة أقدم الصخور، ويحتوي على غرف الأدنى، في حين أن كينر تشكل جسرا الطبيعية.
تشكلت الكهوف بواسطة مجرى مائي تحت الارض يتجمع ماءه من الخرير البطيء خلال الشقوق والثقوب الموجودة في الحجر الجيري.تسرب مياه الأمطار من خلال الشقوق عبر آلاف السنين ادى الى اذابة الحجر الجيري وبالتالي اتساع الشقوق الضيقة والمفاصل التي بدورها شكلت قنوات أو ممرات واسعه تحت الارض.
قد تكون التغيرات في المناخ والغطاء النباتي، أو العوامل الطبيعية الأخرى، أدت الى ترسب المياه في مستويات دنيا في باطن الأرض. وهي نازلة من الممرات العلوية تنتقل المياه الى طبقة اعمق مشكلة بذلك طبقة صخرية رسوبية ثانية وثالثة وهكذا. وهي تنزل الى مستويات اعمق في الارض يؤدي ضغط المياه واستمرار جريانها الى تفتيت الحجر ثم انهيارات وكسور في الطبقات العليا تؤدي بدورها بشكل تدريجي الى تكوين قباب وممرات تحت الارض.
ان الاعمدة الحجريه التي سترون,تقول كارولين, لاتزال تنمو بمعدل انجا مكعبا واحدا كل قرن من الزمن ولكم ان تتخيلوا كم استغرق نمو عمود حجري بطول ثمانية اقدام او اكثر, لكن عندما يلمس احدكم الحجر فان الحجر سيموت اي يتوقف نموه لذا فانني احذركم من لمس اي حجر تمرون بقربه والا فانني ساضع القيود في ايدي كلمن يخالف التعليمات واقوده الى الشرطة لينال جزاءه. آسفة قد تكون القوانين صارمة لكنها وضعت كي تساعدنا على ان نحفظ لاجيالنا القادمة شيئا تستند اليه في ابحاثها.
“نحفظ لاجيالنا شيئا تستند اليه في ابحاثها” استوقفتني هذا العبارة واخذتني بعيدا لاستغرق في التفكير عماذا حفظنا نحن العراقيون لاجيالنا القادمة من اشياء يمكن ان تنفعهم في مسيرتهم العلمية؟