22 نوفمبر، 2024 5:00 م
Search
Close this search box.

ومن المعاجز ما جنت على الاسلام

ومن المعاجز ما جنت على الاسلام

اصل المعجزة لا تجني على الاسلام ولكن التعامل مع المعجزة هو الذي جنى على الاسلام وابتداء هل المعجزة غاية ام وسيلة ؟ ولان المعجزة لا دليل علمي على اثباتها فان الايمان يلعب دوره في تصديقها او تكذيبها او تهويلها ، وحقيقة ان المعجزة جنت على الاسلام وعلى رموز الاسلام وفسحت المجال للمتطفلين على الاسلام ليصنعوا منها سهامهم وتصويبها الى صدور المسلمين

كتاب سبات العقل في الاسلام للكاتب جورج طرابيشي فيه من المعلومات والاستنتاجات القيمة والتي حقيقة يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار لانها جاءت من صلب الواقع الذي نعيشه اليوم ، بل ان برقع الدين والقداسة مكن لشريحة متطفلة محسوبة على الاسلام ان تولج العقول في غياهب المعاجز الخرافية وجعلتهم ان من يشكك فيها يشكك في الاسلام وفي النبوة .

ومن تاريخ المعجزة انها بدات عند السنة قبل الشيعة وعلى عهدة طرابيشي فان الشيعة بداوا يتحدثون بالمعاجز مع امامة الامام موسى الكاظم عليه السلام ، واما المعاجز التي يتحدثون عنها عن ممن سبقه من الائمة فانها جاءت بعد رحيلهم ولم يتحدثوا عنها في زمانهم .

هذه المعاجز التي اثارت الاشكالات وحتى الاستهزاءات ببقية المفاهيم الاسلامية اصبحت عبء على التاريخ الاسلامي، ولو انها حقيقة تحدث اثرها فان اثرها ليس لاجلها او لاجل بطلها بل لاجل مفهوم يراد له ان يثبت وهذا المفهوم يثبت في وقت المعجزة وبعدها لا يمكن ان يبقى راسخا في عقول المسلمين بل تثار الشكوك حوله لاننا اعتمدنا على صحته بمعجزة فمن اين ناتي بمعجزة للاجيال حتى نثبت صحة المفهوم . لو تحدثنا الى من لا يعرف حقيقة الاسلام مثلا عن علوم الامام علي عليه السلام ومن ضمن الحديث قلنا له من مواقفه ان نهر الفرات فاض وخشي اهل الكوفة من الغرق فلجاوا الى الامام علي عليه السلام لينقذهم فذهب الامام الى جرف النهر وضربه برجله وقال لماء النهر عد ، فعاد الماء حتى ظهرت الحيتان وظهرت ارض الفرات فاستغاث اهل الكوفة يامولاي سيصيبنا العطش فطلب من ماء النهر ان يعود الى وضعه الطبيعي ، فالذي يسمع ما قيل عن الامام باي المناقب يقتنع بل لربما يشكك بالصحيح بسبب هذه المعجزة ، ومن ثم مالغاية من المعجزة اذا تحقق الايمان ؟

اتّفق أن الشمس قد كُسفت في اليوم الذي تُوفي فيه إبراهيم ابن النبي محمد (ص)، فتحدّث الناس وبعض المسلمين: أن ذلك لموت إبراهيم. وقال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم هذه الآيات فافزعوا إلى مساجدكم بالصلاة والدعاء و الذكر.

ومن الطبيعي ان يثر الاخر الاسئلة عن هذه المعاجز التي دونت دون تمحيص ان كانت بهذه الصورة فلماذا قتل الائمة واغتصبت حقوقهم ؟ وهنا ياتي علم الكلام المعسول بالفلسفة لكي يدافع لا لكي يثبت العلوم والمفاهيم التي يحملها المعصوم وهي كفيلة بان تقنع الاخر بافضل من المعجزة لا اثبات المعجزة نفسها التي هي بحاجة الى ايمان وليس دليل عقلي

علي بن ربن الطبري(ت 247هـ) في كتابه الدين والدولة يتطرق الى معاجز الاسلام وقال سببها هو ان الانصار والمهاجرين دخلوا الاسلام من غير اية ، بينما نصارى العراق وخراسان امنوا بالمسيح لكثرة معجزاته وهذا بالنتيجة جعل شريحة من المسلمين اختلاق معاجز لغرض ترويج الاسلام والذي ساعد على نشرها او تصديقها هي الثقافة السائدة في حينها وهي ثقافة الاساطير التي جاءت بعد ثقافة الخرافة التي كان يعيشها المجتمع الجاهلي .

يجب ان يكون الحديث بمستوى العقل ومستوى ثقافة المجتمع حتى لا يكون حجة على القائل وتاكيدا لذلك فان القران لم يذكر اية معجزة للنبي سوى القران نفسه وكما يقول طرابيشي فان الانتصار بمعركة بدر لم تكن معجزة للنبي بل لله عز وجل بدليل الاية (( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ))، وفي الحال نفسه يوجه سؤال للمسلمين ولماذا لم ينتصر الاسلام في احد او معركة مؤتة ؟

عندما يركز المجتمع او الدعاة على المعاجز اكثر من العلوم والتراث وما يحمله اهل البيت عليهم السلام من علم لدني فان هزيمته الفكرية تكون سهلة .

أحدث المقالات