17 أبريل، 2024 8:32 ص
Search
Close this search box.

ومن أثمن الدروس الروحية والاخلاقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

قصة ذلك البطل الذي كان السبب في فتح الحصن لمعسكر مَسْلَمة بن عبد الملك الذي فتح القسطنطينية .
-3-

والسؤال الآن :

من هو هذا البطل ؟

وما هو نَسَبُهُ ؟

وما هي قضيتُه ؟

والجواب :

انّه لمّا :

( نفّذ ومهّد السبيل لغيره أنْ ينفذوا ، ثم استولوا على الحصن )

أمر مسلمة مناديا ينادي في الجيش :

” أين صاحب النقب ؟ “

فلم يتقدم أحد

فأمر مسلمة المنادي ثانية ، (فكانت المناداة الثانية والثالثة كالأولى ، لم يلبها احد )

” وفي المرة الرابعة :

تقدّم رجل ملثم ،

لا يبين وجهُه وقال :

” انا ايها الأمير ” صاحب النقب ” ولكنْ :

آخذ عليكم عهوداً ومواثيق ثلاثة :

ألا تسوّدوا اسمي في صحيفة ( أي لا تكتبوا اسمي في دفتر للعطاء او للتشريف …)

ولا تأمروا لي بشيء ،

ولا تسألوني من أنا “

ثم اندس في غمار الجند لم يعرفه أحد …

فيض الخاطر /ج7/334-335

تتجلى العظمة في أنَّ هذا البطل لم يشأ أنْ يقبض على صنيعة أجراً إلاّ من الله … وحسبه الله جازيا ومثيباً .

لقد في عزوف كامل عن حُبّ الظهور …

وفي عزوف كامل عن الأضواء والبهارج والمفخخات ، لم يُرد الاّ نُصرة الحقّ ، والدفاع عن الرسالة لتكون كلمة الله هي العليا ..

كما انه رفض الأوسمة والمكافاءت المادية كلها .

كل ذلك امعانا في الخلوص والاخلاص .

-4-

إنّ على الذين ينسبون لانفسهم الانجازات التاريخية، – يصطنعونها اصطناعا ، ويخترعونها اختراعا وما هي في الحقيقة الاّ الادعاءات المحضة والأوهام – …

أنْ يتعلموا من هذا البطل كيف يكون العمل ؟!!

لم يكن الرجل نبيّا ،

ولا وصيّ نبيّ ،

ولم يكن من المشار اليهم بالبنان

كان رجلاً بعيداً عن العناوين الفخمة والألقاب الضخمة … ولكنه ينطوي على ذاتٍ طاهرة ، وصفاتٍ باهرة ، استطاع بها أنْ يملك القلوب ، وأنْ يستّل الاعجاب والتقدير لا من المسلمين وحدهم بل من الناس أجمعين .

إنَّ الذين يُثقلون أسماعنا بانجازاتهم في الدفاع عن حياض الوطن وخدمة أبنائه ، هم الذين كانوا وراء المحنة بكل تضاريسها …!!!

إنّ فشلهم الفظيع مكنّ ” داعش ” ،ومكنّ كل المفسدين قبلها، من ايصال العراق الى حافة الهاوية أمنياً وسياسياً واقتصادياً .
*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب