9 أبريل، 2024 9:54 م
Search
Close this search box.

ومضى قطار العمر

Facebook
Twitter
LinkedIn

رجل ناهز السبعين من العمر التي أستهلكتها السنوات العجاف السابقة التي عاشها كموظف بسيط في أحدى دوائر الدولة تحيط به جدران غرفته الصغيرة المطلة على شرفة صغيرة تطل على الشارع وفي أحدى زواياها سرير بسيط تتجمع حوله كل حاجاته التي يقتات عليها تنتصب بجواره عصا غليظة أصبحت قدمه الثالثة التي يتوكأ عليها وفوق أحدى الجدران شخصت صورة لشاب أمرد ذو نظرت وأبتسامة بادية على محياها تدعو الى الاشراقة والبسمة والحيوية تذكره بالماضي الذي تركه ورائه وصندوق من الذكريات الخشبي تكدست فيه صور بالاسود والابيض تسطر أروع الأيام التي عاشها في رحلة عمره السابقة من شبابه ومتوسط عمره يجول بناظره في أركان غرفته لا أنيس ولا ونيس له في هذه الدنيا سوى الذكريات وجهاز الراديو الصغير المقرب له الذي يعرف من خلاله ما يدور من حوله من أحداث لا تعنيه شيئا التي منع منها مرغما يقتات على مائدة من الطعام البسيط التي تصنعها يداه المرتعشتان لسد رمقه وبقائه على على الحياة وفي الصباح توقضه زقزقة العصافير ونقراتها على زجاج نافذته حيث تتسور الأناء الذي وضع فيه بقايا طعامه ليلا ليشاركنه حياته ويؤنسوا وحشته ويبددوا سكون ورتابة حياته بعدما تركه الاحبة والأهل والأصدقاء في وقت هو في أمس الحاجة لهم ورفيقة غرفته تلك القطة الصغيرة الجميلة ذات الشعر الابيض الوفير تستأذنه كل صباح من خلال موائها الحزين وخربشتها على نافذته . فقد آن الأوان لهذا الجسد الخاوي أن يضع أوزاره ملبيا نداء الطبيعة والناموس الالهي والاستسلام للزمن أستعدادا للرحيل مختزلا أياها ببضعة أيام أو لحظات قصيرة ويستقبل مشيئة الله سبحانه وتعالى محتضنا ذكرياته وآلامه وحسراته تاركا ورائه ما قدمه من خير وعملا صالحا أو شرا لمنقلبه الاخير في رحلة أخرى قادمة طويلة الامل

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب