23 ديسمبر، 2024 12:13 ص

ومضة للتعبئة القسرية للعقلية الأسلامية

ومضة للتعبئة القسرية للعقلية الأسلامية

من الضروري ان يدرك المسلم أن الدين ليس سردا أعجازيا ، وليس مرويات أسطورية ، وليس قصصا غيبية ، بل هو وسيلة أتصال أيمانية مع الله ، أضافة لكونه أسلوب حياة وطريقة للتعايش مع الأخرين ، وهذا ما يفتقره المعتقد الأسلامي . بداية أن الفرد العربي قبل الدعوة المحمدية كان معبأءا بكم من الخرافات ورثها من موروثه القبلي الجاهلي ، هذا الأمر أثقل كاهله الفكري ، الذي كان أصلا هلاميا ، ثم جاء رسول الأسلام محملا فكره كما آخرا من الغيبيات والخرافات ، فجعله مترنح عقليا ، لا يستطيع التأكد مما هو خرافي ومما هو حقيقي ، فالنصوص القرآنية معبأءة بالقصص الخرافية ، كنصوص حور العين ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ سورة الدخان: 51-54 ، وحتى الرسول نفسه كان يعزز النص القرآني بأحاديث وفق هذا النهج ، حيث يقول عن حور العين ، فعن .. المقدام بن معد يكرب : قال ( قال الرسول للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه ) ، أما رحلة الأسراء والمعراج ، فهي تخريف أخر لعقل المسلم ، الذي هو أصلا مغييب ( وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى 14 عنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 15 عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى 16 إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى 17 مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى 18 / سورة النجم ) . من جانب أخر ، ظل التراث الأسلامي يبني القصص الغيبية حول أئمة الأسلام وصحابة الرسول ! ، وهذا أيضا نخر آخر في عقلية المسلم فمثلا ، تنسب الروايات الى علي بن أبي طالب ، حول تنبئه بظهور داعش ، منها ما جاء على لسان عبد الناصر حلمي ، أحد دعاة الصوفية ، أنقله بأختصار فيما يلي ( القاهرة ، مصر (CNN) 3.8.2014 : ” سيدنا الإمام علي يتحدث عن داعش : قال الإمام : ” إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ولا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم ! ثم يظهر قوم ضعفاء لا يوبه لهم ، قلوبهم كزبر الحديد ، هم أصحاب الدولة ، لا يفون بعهد ولا ميثاق ، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله ، أسماؤهم الكنى ونسبتهم القرى ، وشعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيها بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء. ) . بعد موت رسول الأسلام برز دور شيوخ الأسلام على السطح ، وأصبحوا ممثلي ورعاة الدين والمعتقد ، ومعظمهم بالحقيقة وعاظا للسلاطين ، ليس من بينهم التنويري والعقلاني ! ، وكما يقال ” ليس من بين القنافذ أملس ” ، وأصبحوا هم المرجع بعد ” توقف الوحي !! ” ، أي أصبحت الكلمة العليا لهم ، وبات الفرد مكبلا بسلاسل بكل ما يفتون وما يدعون وما يخطبون ، وهذا الذي أثقل عقلية المسلم بأحمال لا يقوى على أستيعابها ! ، يضاف الى كل ذلك ما أثقل به الكاهل الفكري الجمعي من أحمال التراث الأسلامي نصا وأحاديثا وسنن .. أرى على الفرد المسلم أن ينتقي بكل عناية ، ما يسمع وما يشاهد وما يقرأ ، بعيدا عن دعاة التكفير ، وأن يكون حريصا على متابعة المتنورين ك د.يوسف الصديق والشيخ وسيم يوسف وسيد أحمد القبانجي وأسلام بحيري وغيرهم ، عقلية المسلم يجب أن تتحرر من سلاسل الأفكار الماضوية التي حجرت على عقليته ل 14 قرنا ، فقد آن الآوان لتمزيق الحجاب المبني على عقلية المسلم ، لكي يرفض كل خرافات وغيبيات التراث الأسلامي التي عوقت تحرر الفكر الأسلامي فرديا وجمعيا من كل صنمية مقيتة ! .