نتواصل في هذا الجزء من بحثنا بخصوص ما حصل في ماضي التاريخ وكيف أدت تلك الوقائع والملابسات الى ما نعيش نتائجها المريرة في عصرنا الحاضر وقبل ان نبدأ سألني البعض عن المقصود بقولنا في الجزء الاول (هل قام اللوبي المهيمن والمسيطر على تخطيط الأحداث بإخفاء ما يريد عن الأجيالحتى لا يمكن أن تلتقط الأجيال الصورة الواضحة للأحداث لكي يتم تلافيها مستقبلا وذلك من خلال وضع اليد على المناهج الدراسية القديمة والحديثة والتي هي جزء من ثقافة المجتمع وتراثه !!) من هذا اللوبي الذي تقصده ؟ وكيف يمكن تفسير هذا القول ؟ وللجواب لابد لنا من تعريف مصطلح اللوبي الذي يبدو استخدامه شائعا واللوبي هو (ضغط سياسي أو اللوبي (بالإنجليزية: lobby) كلمة إنجليزية تعني الرواق أو الردهة الأمامية في فندق تستخدم هذه الكلمة في السياسة على الجماعات أو المنظمات التي يحاول أعضائها التأثير على صناعة القرار في هيئة أو جهة معينة وفي الولايات المتحدة الأميركية يوجد أكثر من لوبي ومن أشهرهم اللوبي اليهودي الذي يمارس الضغوط على مجلس الشيوخ النواب الأمريكيين لتأييد إسرائيل. فضلًا عن اللوبي الأرمني.
اللوبي عبارة عن حث لجهات قريبة من اتخاذ القرار تمارسه مجموعات أو أطراف للحصول على مآرب وأهداف تخدم مصالحها السياسية بالدرجة الأولى ومصالح أخرى تتفرع من السياسة قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو قانونية. هذه المجموعات منظمة ولها أهداف ومصالح بعيدة المدى هدفها الوصول إليها عن طريق ممارسة ضغط كبير منظم وممنهج قصير المدى على صناع القرار قد تكون هذه المجموعات من أصحاب الأموال تستخدم أموالها للتأثير على السياسة العامة ضمن ما يخدم مصالحها أو من اجل تأسيس قوى ومجموعات أخرى ذات قدرة على الحث والتأثير.ودور الصحافة والإعلام مهم جدا في عملية اللوبي أو الحث من اجل تشكيل أكبر ضغط ممكن من قبل المواطنين العاديين أثناء الانتخابات أو لتجنيد الرأي العام في غير الانتخابات. يظهر اللوبي على شكل جماعة غير رسمية ولكن تتفق أهدافها ومصالحها لتحقيق ضغط على صناع القرار أو الرأي العام كما ان اللوبي لا يسعى كالأحزاب لاستلام الحكم بل يسعى للتأثير في الحكم و قيادته بصورة غير مباشرة عبر وسائل مختلفة على رأسها إنشاء شبكة من العلاقات مع الحكوميين والبرلمانيين ورجال الدين والقانون والقضاء و الباحثين والمحققين الستراتيجيين والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين و الفنانيين وما نحوهم من النفوذ والتأثير في الدولة من جهة وعلى الدولة من جهة ثانية وفي الرأي العام من جهة ثالثة فرصيد أي لوبي من العلاقات ولا سيما في الاتجاهات المذكورة ودفع الأموال يعتبر أساساً للتحرك و العمل والنجاح ..)
لذلك فان لوبيا قويا مؤثرا كان يعمل مؤكدا عبر مراحل التاريخ العربي والإسلامي هذا اللوبي وكما أكد السيد الأستاذ في اكثر من مرة في محاضراته يتألف من المارقة والخوارج وأتباعهم وأئمتهم وهذا اللوبي كان يدفع باتجاه تمزيق الأمة وشرذمتها وكذلك باتجاه إبعاد الأمة عن قادتها الحقيقيينالذين هم أئمة أهل البيت عليهم السلام وكان يدفع أيضا باتجاه نشر الجهل والأمية والفكر المتطرف الذي يتحول الى ممارسات إرهابية في النهاية وكذلك نشر التوحيد الجسمي الأسطوري والخرافي البعيد كل البعد عن العقل والعلم والشرع أيضا وهذا هو ما يهدفه ذلك اللوبي ولذلك نرى وخلال ما استقرأناهمن مسيرة التاريخ إن هذا اللوبي استمر على هذا المنوال وعمل جاهدا لتحقيق مآربه وعندما دخلت الأمة في غياهب الاحتلالات والغزوات وامسك بدفة الحكم غير العرب نراه انزوى وانكفأ وترك الامة وهي تواجه الخراب النفسي والمعنوي والمادي حيث نلاحظ استماتة الأمويين والعباسين الذين حكموا قرون طويلة من تاريخ الأمة استماتتهم لابعاد واقصاء اهل البيت عليهم السلام وكل ما يتعلق بهم حتى وصل بهم الامر الى قتلهم واستئصال شأفتهم وسحقهم ولكن في النهاية آلت الأمور إلى التتار والمغول والأتراك والفرس والزنكيين والصليبيين وغيرهم من اقوام حكمت العرب والمسلمين وذهب الملك والجيوش والأموالوالذهب والفضة والرفاه والجهود وكل ما عملوا هؤلاء الى غيرهم وذهبت دولهم في مهب الريح وذهبت قوتهم وسطوتهم وبطشهم التي جابهوا بها ائمة أهلالبيت وأتباعهم إلى ضعف وانهيار وسقوط فهذا اللوبي الذي نتحدث عنه لم ينصح خلفائهم وحكامهم لمجابهة الأخطار المحدقة بهم بل تركوهم وشأنهم وسولوا لهم وخدعوهم لان هذا اللوبي ايقن بنهاية العرب وإسلامهم ودينهم وباتوا في ضعف وانكسار وانهيار ..وسوف نلاحظ تأثير هذا اللوبي الصهيوني المارق في مفاصل الأحداث والمنعطفات التاريخية الخطيرة ..
فقد كشف سماحة السيد الأستاذ في إحدى محاضراته العقائدية (عن وجود لوبي صھیوني تدیره مرجعیات السب الفاحش والتي تعمل بكل وسائلھا للطعن بشرف وعرض النبي وصحابة النبي علیھم السلام جمیعا ً … حیث قال السید الصرخي ” (… إن كل إناء ینضح بما فیه فالمتعرض والطاعن بشرف وعرض النبي المصطفى وآله الأطھار (علیھم الصلاة والسلام)، یستحیل أن یكون شریفا فلیُسأل عن حسبه ونسبه وعن عرضه وعن شرفه الخاص الشخصي…) ”
كما قال ایضا : “ یوجد لوبي یوجد كتلة یوجد مافیا یوجد عصابة یوجد ملیشیات كانت متسلطة كانت متآمرة عندھا القدرة المالیة عندھا القدرة والبعد الاجتماعي، عندھا القدرة العسكریة والأمنیة، وعندھا القدرة الإعلامیة . فھذهالمافیا التي كانت في داخل المجتمع الإسلامي وطبعا للیھود الدور الرئیس والید المؤسسة والكبرى في وجودھا، … ھي التي اغتالت الخلیفة الأول واغتالت الخلیفة الثاني واغتالت الخلیفة الثالث واغتالت علي (سلام الله علیه)” وفي بحثه الموسوم نزیل السجون والذي طرح فیه وكجواب دقيق عن احد الاسباب الرئيسة التي دعتھم الى ارتكاب جریمة قتل الأئمة ومنھم الإمامالكاظم علیه السلام فیقول سماحته : (( …. والأطروحة المقترحة والتي نعتبرھا السبب الرئیس والمحرض المباشر والمؤثر الفاعل لاتخاذ القرار من قبل السلطة الظالمة ورموزھا ورؤسائھا الطغاة ، أن الأطروحة تشیر وبالمصطلح الحدیث الى اللوبي الصھیوني العنصري ، الذي ارتبط بالدنیا وعشق وعجن بطول الأمل ، انه لوبي أئمة الضلالة المشار الیھم في كلام المعصومین علیھم السلام بیھود الامة الدجالین والأخوف والأشد على الامة من الدجال ، ….. ویكفي الاشارة الى ان السبب فیما حصل للإمام الكاظم علیه السلام من أئمة الضلالة وتآمرھم علیه وتحریضھم المتكرر والمستمر لرؤوس السلطة الحاكمة ضد الإمام علیه السلام أدى إلى تلك النتیجة من السجن ثم السم والقتل)) .