28
يعتقد الناس، ان الربيع لهم، هذا مشكوك فيه، لأن الربيع للشجر وليس للبشر. للبرهنة على ذلك، لا ينبت أو يتبرعم للإنسان انف جديد أو فم جديد أو أصبع، بل على العكس تماما؛ الإنسان في خريف دائم، تراه أصلع أو فاقد عين أو أذن.
أما، ما يحمله الإنسان من ورد بيده أو على جاكيتته وخاصة المرأة، هذا دليل خريفي، انه يهرول الى الوراء من الخريف الى الربيع، بسرعة فائقة، لذلك يفقد الحواس والأعصاب والعظام والذاكرة.
29
لا نزال مرغمين الاستماع الى أغنية تبث في الصباحات تقول مغنيتها بصوت موسيقي رقيق( أنا ليلي ونهاري ..مشغولة بأزهاري). بالمقارنة مع المرأة العراقية هذه (ما عده شغل)لأن العراقيات مشغولات أكثر بالبحث عن فتافيت الطعام في الأزبال حتى يصبح صوت الواحدة منهن مثل مواء القطط، لذلك، لا احد يسمعها وهي تغني لأطفالها (دللول يالولد يبني ..)
30
حتى يأتي الربيع، لابد من مجيء الصيف والشتاء والخريف. الربيع في البيئة العربية هي: نمو الحشائش والأدغال بشكل تلقائي. تلك النباتات التي تعيش عليها الحيوانات الهزيلة من ماعز وأغنام وابل، تأكل مجانا حتى تسمن، يقال لها عند البيع (مربعة).
بعض هذه الأعشاب البرية تشبه أفكار العقلية العربية التي صدقت بكذبة الربيع العربي، حتى تحول المواطن الى نبتة خضراء حشيشي اللون تغري الحيوانات، وفعلا الثور والثورة تأكل أبنائها.
31
السؤال: متى كانت ؟
بيض صنائعنا..خضر مرابعنا..حمر مواضينا ..
الجواب: يوم نكس السياسيين رؤوسنا بهذه التكملة: سود وقائعنا.
32
أحيانا تأتي الفصول الأربعة كلها بيوم واحد حتى لتكاد تستنتج منها فصلا خامسا (كوكتيل) وأحيانا يغيب فصل أو أكثر. المثير، عقل وسلوكية الفرد العراقي السياسي تشبه كوكتيل فصول السنة، الخشية عندما بدأت هذه الشخصية تفقد الفصول وما بعدها.
33
من سوء حظنا، ان اشد فترات البرد نطلق عليه أسم الدلع (المربعانية)، يتم تكييف الهواء عندنا عن طريق إشعال سعف النخيل والجذوع والحطب والشجر والكارتون والكثير من الأوساخ، الذي يتزامن مع شحت الغاز والنفط الأبيض والأسود، وتسمى هذه العملية (العنجلية).
أما عندهم، فيتم عن طريق أجهزة الايركونديشن مثل السبلت والمكيف والصوبة الزيتية وغيرها، وتسمى العملية(تكنولوجيا).
السبب في تأخرنا: نحن بانتظار المجتهد الديني الذي يحرم تكييف الهواء بجهاز غير إسلامي، أما، متى يحلل هذه التكنولوجيا للناس؟.
34
اللون البارز في هذا الربيع ليس الأحمر رغم خروجنا من أعياد الربيع والحب و.. اللون الصارخ هو الأصفر، لون الغيرة وهو نفس لون الغرغرة الذي أصبح لون التاكسي في العراق لكل من هب ودب.
35
في الربيع، دائما يجبروننا الاستماع الى أغنية (ألدنيه ربيع)لكن، ولد الخايبة في العراق، قفلت الدنيا بوجوههم والمفتاح عند المرحومة سعاد حسني( أفل أفل أفل…).
36
أخيرا، تمكنت مصانع الشعب المصري من إنتاج ال(سيسي). والسيسي؛ من أجود أحجام (السرنجات) التي تلاءم ال(طي…)العربي السياسي لطول سباته على الكرسي،(عقبالنه يا رب).