19 ديسمبر، 2024 2:21 ص

ومتى سيعترفون بإغتيال الشعوب؟

ومتى سيعترفون بإغتيال الشعوب؟

إعتراف محمود علوي، وزير الاستخبارات الايراني بتنفيذ إغتيالات ضد معارضين لنظام الجمهورية الاسلامية في الخارج، و الذي لم يفاجأ المطلعين و المختصين بالشأن الايراني، جاء في خضم نشاط و تحرك إيراني غير مسبوق على مستوى العراق خصوصا و المنطقة عموما، وهو يعطي إنطباع أساسي واحد، مفاده ان هذا النظام لايريد إنتظار الاحداث و تداعياتها وانما يسعى دائما الى أخذ زمام المبادرة وعن أي طريق او وسيلة کانت.

خلال الاسابيع الاخيرة، کانت هنالك الکثير من الاحداث و المواقف و التصريحات المثيرة و الغريبة من نوعها المتعلقة بدور النظام الايراني على مختلف الاصعدة، لکن من أهم المعالم و الخصائص لتلك الاحداث و المواقف و التصريحات انها تميل الى إنتزاع إعتراف عراقي ـ عربي ـ دولي بشأن أهمية و إيجابية الدور الايراني وبالتالي تأهيله و القبول به رسميا، بيد أن الذي يجب أن نلاحظه و نأخذه بعين الاعتبار هو ان هذا الامر يأتي في ظروف بالغة الدقة و الاهمية بالنسبة للنظام الايراني ولاسيما بالنسبة لبرنامجه النووي الذي يمر بأخطر مرحلة له، ولايمکن أبدا عزل مجريات کل هذه الامور و الاحداث و المواقف و التصريحات عن البرنامج النووي الايراني.

أنهار الدماء الجارية في العراق و سوريا بصورة خاصة و حالة اللاأمن و اللاإستقرار في لبنان و اليمن، التهديدات المحدقة بالبحرين و السعودية و دول خليجية و عربية أخرى، والتي لايمکن بأي شکل من الاشکال عزلها او فصلها عن دور النظام الايراني و مخططاته المنفذة في المنطقة، توضح مدى إستهانة و إستخفاف هذا النظام بدماء الشعوب و إستغلالها بأسلوب ميکافيلي مشبوه من أجل تحقيق أهدافه المنشودة بدخوله النادي النووي الدولي من أوسع أبوابه على حساب دماء و مصالح و أمن و إستقرار الشعوب.

السعي لإغداق صفات البطولة و الشهامة الانسانية لرجل مثل الجنرال قاسم سليماني الملطخة يداه بدماء الشعب العراقي بصورة خاصة و التطبيل و التزمير لقصف الطائرات الايرانية لمواقع تنظيم داعش الارهابي و سيناريوهات الاصلاح و الاعتدال المزعومة التي لم نرى من نتيجة لها على الواقع الايراني سوى أن حملات الاعدام قد تصاعدت أکثر من أي وقت آخر، وکذلك المساعي المبذولة للإنفتاح على الدول العربية و خصوصا السعودية، انما هي مساع مشبوهة و بالغة الخبث و لايمکن الرکون و الاطمئنان إليها أبدا، بل ان الاهم من ذلك إکمال ذلك المشوار الذي بدأته قوى عراقية من أجل إدراج جهاز الحرس الثوري الايراني إضافة الى الميليشيات الشيعية و تنظيمات سنية متطرفة أخرى، ضمن قائمة الارهاب و الترکيز على ذلك و العمل من أجله وليس البقاء في موقف الانتظار

السلبي فإن هذه الفترة مصيرية و حاسمة بالنسبة للعراق و المنطقة و يجب أن يکون هناك إتجاه مواجه و مقاوم لهذه الحملة المشبوهة للنظام الايراني، واننا نرى الموضوع کله أشبه بمعرکة مصيرية يجب أن تتحدد فيها مسؤولية النظام الايراني عن هذه المآسي الحاصلة بحق شعبي العراق و سوريا بإنتظار اليوم الذي يطل فيه مسؤول للنظام و يعترف بدورهم من أجل إغتيال شعوب برمتها في سبيل مصالحهم.

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات