18 ديسمبر، 2024 11:16 م

ومتى سيحاسب النظام الايراني نفسه؟

ومتى سيحاسب النظام الايراني نفسه؟

أکثر مايميز النظام الايراني ويجعله فريدا من نوعه وحتى إنه لايوجد مثيلا له في العالم کله، هو إنه وفي الوقت الذي يطلق لنفسه العنان کي يحاسب البلدان الاخرى على أي تصرف أو أمر يمس أمنه وأوضاعه الداخلية، فإنه لايسمح لأية دولة بمحاسبته وتوجيه الانتقادات له على کل ماقد قام ويقوم به من نشاطات وأعمال ومخططات مشبوهة ضد دول المنطقة والعالم بل وإن هيمنته ونفوذه المشبوه والخبيث على أربعة بلدان عربية وماقد قام به من نشاطات وعمليات إرهابية في بلدان المنطقة والعالم يٶکد حقيقة ماقد ذکرناه بهذا الصدد.
التهديد الذي أطلقه رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري، يوم الأحد الماضي، بمواصلة العمليات ضد مواقع المسلحين الأكراد في إقليم كردستان العراق، حيث وجه من خلاله الدعوة للمسؤولين في الإقليم والمسؤولين في حكومة بغداد إلى التعامل مع هؤلاء المسلحين. بل وهدد باقري بالقول : “ستقضي القوات المسلحة تحت إشراف ومسؤولية الحرس الثوري على وجود الجماعات الإرهابية”، الأمر الذي يؤكد خطة إيران للاستمرار في قصف المقرات الكردية في العراق والتي يصفها هذا النظام بـ”الإرهابية”. هذا التهديد الذي يطلقه باقري ويتحدث فيه عن الارهاب، فإنه يتناسى ويتجاهل عن عمد وسابق إصرار الدور المشبوه لنظامه بتأسيس التنظيمات والميليشيات الارهابية في بلدان المنطقة والاشراف عليها وتوجيهها بما يخدم توجهاته وسياساته ونهجه المشبوه أصلا وفصلا.
النظام الايراني الذي سمح لنفسه بأن يطارد معارضيه ويقوم بإغتيالهم وتصفيتهم في أقصى أقاصي الدنيا ولعل ماقد قام به في أوربا وأمريکا الجنوبية والشمالية وفي آسيا بهذا الصدد، تٶکد وتثبت ذلك، بل وإن العملية الارهابية التي قادها الدبلوماسي الارهابي، أسدالله أسدي بمعية عصابته الارهابية من أجل تفجير مکان التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، الى جانب عمليات أخرى کثيرة قام من خلالها بتصفية رموز المعارضة ضده ولعل إغتيال الدکتور کاظم رجوي في سويسرا نموذج حي بهذا الصدد، هذا النظام إذ يقوم اليوم ومن خلال باقري بإطلاق تصريحات نارية يقوم من خلالها بتهديد بلدان أخرى بضرب معارضيه في تلك الدول، فإنه من الضروري تذکيره ونظامه بأنه وقبل أن يطلق هکذا تهديد فارغ وليس من أي معنى له، أن يبادر الى محاسبة نظامه على دوره المشبوه جملة وتفصيلا في بلدان المنطقة والعالم والذي تجاوز کل الحدود وداس على کل المعايير وليس أ‌ن يطلق للسانه العنان کي يهدد الاخرين من دون أن ينتبه لنظامه الذي هو أصل وأساس کل ماتعانيه بلدان المنطقة من مشاکل في الامن والاستقرار.