18 ديسمبر، 2024 5:21 م

وما يخدعون الا أنفسهم

وما يخدعون الا أنفسهم

قدم لنا الاسلام في حقيقته أنموذجا رائعا للحياة يصلح لأنشاء مجتمع فاضل وصالح ، لكن وعلى مر الزمن وبفعل التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها منطقتنا تغيرت الكثير من المفاهيم وصار عندنا بسبب البعض من وعاظ السلاطين والمحرفين أكثر من أسلام ، فعند البعض من أولئك يمكن أن تتغير المبادئ والمفاهيم ويمكن أن تحرف الاحاديث الدينية المقدسة وتفسر الايات الكريمة بغير معانيها الحقيقية وكل ذلك وفق ما تقتضيه مصالحهم الخاصة ومطامعهم الشخصية ، ورغم ذلك فقد ظل عدد قليل من العلماء وعلى مر العصور محافظين على ألتزامهم بقضايا الناس البسطاء والفقراء والمهمشين ،
خلال عصور طويلة ظل الغالبية العامة من الناس في مجتمعاتنا هم من الجهلة او من غير المتعلمين وقد أقتصر التعليم لفترات طويلة على أقلية من الأفراد داخل فئات أجتماعية معينة ونتيجة لذلك فقد كان الكثير من الناس هم عبارة عن شرائح أجتماعية لا هم لها الا العيش بصورة أعتيادية ولعل الزواج وكسب المال وأنجاب الذرية هي أهم ما قد يحفلون به في حياتهم البسيطة تلك ،
ورغم ما قد حملته تلك الازمنة من مساوئ الظلم وأستغلال تلك الشرائح والقطيع من قبل فئات صغيرة مستغِلة تكون هي المسيطرة عادة على التجارة والسياسة إلا أنها حملت معها خاصية معينة وهي طيبة الناس وسذاجتهم ،
لذا فقد عاش معظم الناس ببساطة وهدوء حتى دخلت العلوم الحديثة والمعارف حياتنا مع أتصال الشرق بالغرب عن طريق أحتلال الكثير من البلدان الاسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين من قبل دول غربية متفوقة علميا على البلدان الاسلامية ، وقد شجع ذلك على أنتشار العلم و ظهور العديد من الأفراد المثقفين والمتعلمين داخل شرائح المجتمع ، وبمرور العقود وتطور وسائل الاتصال وزوال الكثير من الانظمة الشمولية والتي كانت تضع الكثير من القيود على مواطنيها صار الكثر من أبناء هذه الشعوب يمتلك القدرة على التفكير والتاويل والتحليل فصار الكثيرين منهم يلعبون دور المفكر ورجل الدين من دون الحاجة للرجوع إلى المفكر او رجل الدين وقد أنعكس الانقسام الاول على هذا الأنقسام ،
فالبعض ممن ماتت ضمائرهم وأنخرطوا في طريق الشر و تورطوا في أكل المال الحرام وما شابه ذلك لم يجدوا بدا من التفكير في طرق شتى لينزعوا من رؤوسهم عقدة الذنب والمال الحرام الذي يحيط بهم من كل جانب وخصوصا أولئك الذين سرقوا من المال العام لذا صرنا نرى الحرص الشديد من أكثرهم على ممارسة الشعائر الدينية ظنا منهم بأن ذلك سيطهرهم من الرجس الذي هم فيه والله أعلم بأن لا شيء يطهر أمثال أولئك الا النار فذنبهم ليس بسيطا وأنما هم قد تورطوا بسرقة الطعام من أفواه الأيتام وأي ذنب أعظم من ذلك ؟،
وقد سردت كل ذلك لأصل الى النتيجة التالية وهي اننا بنتا نرى ونسمع في الاونة الاخيرة عن الكثيرين ممن صاروا ينفقون المال ويحرصون على ممارسة الشعائر الدينية بل ولعلك تراهم أشد الناس حرصا على أداء الفرائض وهم لا يفعلون ذلك إلا نتيجة لأحساسهم العميق بالذنب ولكن هل يخادعون الله أم يخادعون أنفسهم ام أنهم بذلك يخدعون الناس ، فأما الله فهو الحي الذي لا تخفى عليه خافية وأما الناس فهم يعلمون الحقائق وقد يكتموها لبعض الوقت مراعاة او لغرض ما ولكنهم في النهاية سيكشفوها ولا ريب ، وأما أنفسهم أولئك اللصوص فأني أرجح بأنهم لا يخدعون غيرها ولعلهم يصدقون لوهلة بأن ما يفعلوه سيخلصهم من سيئاتهم التي ستقودهم حتما إلى نار جهنم ، وانا لنعجب كيف صدقوا ذلك وقد قال الحق فيهم قوله عندما ذكر في كتابه العزيز ( يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) .

وما يخدعون الا أنفسهم
قدم لنا الاسلام في حقيقته أنموذجا رائعا للحياة يصلح لأنشاء مجتمع فاضل وصالح ، لكن وعلى مر الزمن وبفعل التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها منطقتنا تغيرت الكثير من المفاهيم وصار عندنا بسبب البعض من وعاظ السلاطين والمحرفين أكثر من أسلام ، فعند البعض من أولئك يمكن أن تتغير المبادئ والمفاهيم ويمكن أن تحرف الاحاديث الدينية المقدسة وتفسر الايات الكريمة بغير معانيها الحقيقية وكل ذلك وفق ما تقتضيه مصالحهم الخاصة ومطامعهم الشخصية ، ورغم ذلك فقد ظل عدد قليل من العلماء وعلى مر العصور محافظين على ألتزامهم بقضايا الناس البسطاء والفقراء والمهمشين ،
خلال عصور طويلة ظل الغالبية العامة من الناس في مجتمعاتنا هم من الجهلة او من غير المتعلمين وقد أقتصر التعليم لفترات طويلة على أقلية من الأفراد داخل فئات أجتماعية معينة ونتيجة لذلك فقد كان الكثير من الناس هم عبارة عن شرائح أجتماعية لا هم لها الا العيش بصورة أعتيادية ولعل الزواج وكسب المال وأنجاب الذرية هي أهم ما قد يحفلون به في حياتهم البسيطة تلك ،
ورغم ما قد حملته تلك الازمنة من مساوئ الظلم وأستغلال تلك الشرائح والقطيع من قبل فئات صغيرة مستغِلة تكون هي المسيطرة عادة على التجارة والسياسة إلا أنها حملت معها خاصية معينة وهي طيبة الناس وسذاجتهم ،
لذا فقد عاش معظم الناس ببساطة وهدوء حتى دخلت العلوم الحديثة والمعارف حياتنا مع أتصال الشرق بالغرب عن طريق أحتلال الكثير من البلدان الاسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين من قبل دول غربية متفوقة علميا على البلدان الاسلامية ، وقد شجع ذلك على أنتشار العلم و ظهور العديد من الأفراد المثقفين والمتعلمين داخل شرائح المجتمع ، وبمرور العقود وتطور وسائل الاتصال وزوال الكثير من الانظمة الشمولية والتي كانت تضع الكثير من القيود على مواطنيها صار الكثر من أبناء هذه الشعوب يمتلك القدرة على التفكير والتاويل والتحليل فصار الكثيرين منهم يلعبون دور المفكر ورجل الدين من دون الحاجة للرجوع إلى المفكر او رجل الدين وقد أنعكس الانقسام الاول على هذا الأنقسام ،
فالبعض ممن ماتت ضمائرهم وأنخرطوا في طريق الشر و تورطوا في أكل المال الحرام وما شابه ذلك لم يجدوا بدا من التفكير في طرق شتى لينزعوا من رؤوسهم عقدة الذنب والمال الحرام الذي يحيط بهم من كل جانب وخصوصا أولئك الذين سرقوا من المال العام لذا صرنا نرى الحرص الشديد من أكثرهم على ممارسة الشعائر الدينية ظنا منهم بأن ذلك سيطهرهم من الرجس الذي هم فيه والله أعلم بأن لا شيء يطهر أمثال أولئك الا النار فذنبهم ليس بسيطا وأنما هم قد تورطوا بسرقة الطعام من أفواه الأيتام وأي ذنب أعظم من ذلك ؟،
وقد سردت كل ذلك لأصل الى النتيجة التالية وهي اننا بنتا نرى ونسمع في الاونة الاخيرة عن الكثيرين ممن صاروا ينفقون المال ويحرصون على ممارسة الشعائر الدينية بل ولعلك تراهم أشد الناس حرصا على أداء الفرائض وهم لا يفعلون ذلك إلا نتيجة لأحساسهم العميق بالذنب ولكن هل يخادعون الله أم يخادعون أنفسهم ام أنهم بذلك يخدعون الناس ، فأما الله فهو الحي الذي لا تخفى عليه خافية وأما الناس فهم يعلمون الحقائق وقد يكتموها لبعض الوقت مراعاة او لغرض ما ولكنهم في النهاية سيكشفوها ولا ريب ، وأما أنفسهم أولئك اللصوص فأني أرجح بأنهم لا يخدعون غيرها ولعلهم يصدقون لوهلة بأن ما يفعلوه سيخلصهم من سيئاتهم التي ستقودهم حتما إلى نار جهنم ، وانا لنعجب كيف صدقوا ذلك وقد قال الحق فيهم قوله عندما ذكر في كتابه العزيز ( يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) .