يوما بعد يوم تثبت لنا الاحداث ان هناك اناس قد جاؤوا في غير زمانهم مما ادى الى صعوبة التعامل معهم بحيث نجد ان العقل البشري يقف عاجزا في استيعابهم فكان وجودهم كالضياء عند فاقدي نعمة البصر وهذه الحقيقة على الرغم من مرارتها الا انها تنطبق على المصلحين عامة ابتداء بالأنبياء والرسل والأولياء وانتهاء بالمفكرين والمصلحين ولعلنا نعيش في زماننا هذا بعض تداعيات هذه الحقيقة عندما نرى ما يحصل مع السيد مقتدى الصدر حيث ان كل ما يقوم به يكون محل استغراب او استهجان او رفض ولم يصادف ان يكون هناك استحسان او موافقة على ما يصدر منه الا من قبل من وفق ليكون من اوليائه وباستعراض بسيط لما قام به السيد من 2003والى يومنا هذا نستنج ان المجتمع لا يتقبل امثال مقتدى الصدر فالمجتمع لا يريد ان يقتنع بفكرة الخروج من ربقة النفس الامارة بالسوء كما لا يريد ان يتحرر من الفكر الاقصائي والتهميشي وكذلك لا يريد المجتمع ان يتحرر من فكرة(كل لشة تتعلك من كراعها ) او نظرية (ذبها براس عالم ويطلع منها سالم ) او تقبل رفض فكرة (انني على صواب دائما) والادلة على ذلك كثيرة جدا اخرها ما حدث اتجاه زيارة السيد مقتدى الصدر للكويت لتقديم العزاء لضحايا العمل الارهابي الذي طال الابرياء من ابناء الشعب الكويتي حيث تم التعامل مع الموضوع وكأن جرما قد اقترفه السيد اكثر من التفجير نفسه وانا على يقين تام انه لو لم يذهب السيد لقيل لماذا لم تكن هناك زيارة لمسؤول عراقي او اي شخصية مجتمعية لمواساة الشعب الكويتي بل قد تتعالى الاصوات متهمة السيد مقتدى الصدر بعدم قيامه بدوره الذي طالما ينادي به في بياناته ولقاءاته وانه يدعو الى مساندة الشعوب المستضعفة ونصرتها ولذلك فانا اعتقد ان ما اثير من لغث حول زيارة السيد مقتدى الصدر وانما هو نتيجة طبيعية وسأكون مستغربا اذا لم تصدر من قائليها وقد ينتابني الشك ببعض الثوابت التي اتبناها.