قال الشاعر العربي القديم بما يجسد حالنا في حادثة مسجد مصعب بن عمير التي تضاف الى مئات بل ألآف الفواجع التي أصابت العراقيين جراء ألآرهاب التكفيري :-
وكنا كحريق الغاب .. نخبو ساعة وننير ساعا
وحادثة مسجد مصعب بن عمير التي راح ضحيتها سبعون مصليا في بيت من بيوت الله لم تراع فيه حرمات المسجد , ولم تراع فيه حرمات النفوس المصلية وألارواح البريئة , فماذا يعني ذلك ؟ ولماذا هذا ألآنفعال وخلط ألآوراق ونحن العراقيين قد ذقنا مرارة ألآرهاب وعرفنا بصماته ونوعية جرائمه وطريقة تنفيذها , فلماذا ننسى كل ذلك ونرمي بعضنا بعضا بما يجعل عدونا المحترف للموت المجنون يحقق مايريد من خلط ألآوراق وزرع الكراهية بيننا التي يريد أعداؤنا أن تصبح دائمية ويقتل بعضنا بعضا وأشد القتل هو الفتنة وأشد الفتنة عندما نفقد الثقة ببعضنا عندها ينطبق علينا قول الشاعر الذي وصف ألآنفعال الجمعي كحريق الغاب الذي تسعره الرياح ويستعصي على الخمود وألآنطفاء , ماقرأناه لآقلام تقطر سما هو أمضى على النفس من وقع الحسام المهند مما يجعل أصحابها سعاة شر وشؤوم مستطير بل هم شر البرية .
من منا من لايعرف بصمات داعش والتكفيريين الجبناء في أستهداف المصلين من مسجد حي القاهرة في بغداد الذي راح ضحيته عشرات طلاب الجامعة , ومن منا من لايتذكر جرائم ألآنتحاريين التكفيريين على مراكز تطوع الجيش والشرطة في بغداد والمحافظات , ومن منا من ينسى جرائم ألآنتحاريين في مجالس العزاء والتي توزعت على ألآنبار ونينوى وديالى وبغداد وبابل والبصرة .
أذا كنا نعرف كل ذلك وبلدنا ممتحن بألآرهاب التكفيري الذي قتل علماء أهل السنة بالشام داخل المساجد ومنهم العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي , فلماذا نتهم بعضنا بعضا ونترك الجناة يفرحون بهذا ألآتهام , أن وجود خلافات بين ألآطراف السياسية لايعني أن نضيع بوصلة الفرز بين الحق والباطل التي وضعها ألآمام علي عليه السلام وهي أربعة أصابع أي المسافة بين العين وألاذن , أن الذين كتبوا في كتابات وفي غيرها وأندفعوا لآذكاء الفتنة ينطبق عليهم مقولة ” شاهد ماشافشي حاجة ” ؟
أرحموا العراق الجريح وكونوا أبناءا بررة تداوا الجراح وتقربوا بين النفوس لتنالوا مرضاة الله وحب الوطن لآن حب الوطن من الدين , ودمتم لكل قول رصين ” الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ” ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن “