نينوى ، هي موسوعة الحضارات العراقية ، وهي كنز الكنوز وموطن الثورات والقيم الرفيعة ، يكفي أن التاريخ أعلى شأنها وأعز مكانتها دوما بين الأمم!!
واذا كانت الكعبة المشرفة هي قبلة الاسلام والمسلمين، فأن نينوى التأريخ والأمجاد هي قبلة العروبة ، وحامل لوائها ، بل هي قبلة كل الحالمين بأن يبقى العراق وهج التاريخ ونوره الساطع الذي لاينطفيء!!
كل الحاقدين والطامعين مروا على أرضها، وحاولوا التوغل بين جنباتها، لكنها لفظتهم نينوى الحدباء كلهم الواحد بعد الآخر ، وأبعدت عنها شرورهم ، من السلاجقة واحفاد المغول والصفويين والعثمانيين ، وكل من أراد بها شرا، وقد ازاحتخم نينوى أم الربيعين خارج أرضها، وبقيت مزهوة بعطر ورودها وصفاء أجوائها وطهارة رجالها ..وكيف لا وهي إبنة التاريخ وصانعة الأمجاد!!
حلم كثيرون ان ينتقموا من أهلها ، وعروبتها ودينها ، ووصفها آخرون بأنهم احفاد يزيد او معاوية ، لكنها تعرف نفسها من هي ..هي أم العروبة وحافظة قيمها واصالتها ورونقها وهي من صدت محاولات كثيرة من دول مجاورة ودواعش مجرمين وسفلة خوارج ، يعملون لاجندة دول ويخططون لاستباحة أرضها، لكن الموصل التاريخ والجغرافية والمنازل الرفيعة رفضت كل هؤلاء، وأصرت على أن أهل نينوى هم أدرى بشعابها ، وانهم هم من يحرروها، بالتعاون مع القوات العراقية وبمعونة شيوخ عشائرها ومن حفظوا لنينوى تاريخها ومجدها، وهكذا هي تنتظر لحظة تحريرها من براثن داعش ، وهو يوم لن يطول بعون الله!!
سيتذكر كثيرون ان نينوى بعد تحريرها ، ستبقى عراقية ، تحمل لواء العروبة، شاء من شاء وأبى من أبى ، ولن تكون مسرحا لطامعين او منفذي إرادات دول ومنظمات خارجة عن القانون، وأهلها هم من يقررون كيف يحكمون انفسهم بأنفسهم، ولديهم من التأريخ الطويل ما يحفظ لأهل نينوى سلامة أرضها وان يتعايش مواطنوها ، كما كانوا عبر التاريخ ، ولن يتقاتلوا او يختلفوا بشأن من يمثل إرادتهم، إن تركوها وشأنها، هي من تداوي جراحاتها، وهي من تعيد لوجهها نضارته وابتسامته وربيعها الساحر الأخاذ!!
تحية لنينوى ولأهلها ولابطالها الغر والميامين ، وهم من يعيدون تصحيح مسارات تأريخها، وهم من يعيدون كتابة تأريخها..فلهم من أهل العراق كل التحايا وآيات من الوفاء والعرفان وقرب بشائر إعلان النصر المؤزر..وتحريرها النهائي في وقت قريب، بعون الله ، حتى قال عنهم رب العزة والجلالة : “وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم” (الأنفال: 10) .
حقا..إن أهل نينوى ، أحفاد بررة اوفياء لتاريخهم ، وهم من يصنعون النصر بأيديهم ، وهم من يحفظون لأهلها، المكانة والتاريخ والامجاد..أما من حلم بإستباحة تاريخها وحضارتها، وأن يفقأ عيون أهلها ، ليعم الحزن والتعاسة ديارها ، فما له الا لعنة الدارين في الدنيا والآخرة..وحقا يصدق فيهم الوعد عندما نردد : وما أدراك ما أهل نينوى؟؟!!