في ظل الانظمة السياسية في مختلف أرجاء العالم، مسألة عادية أن تتواتر التقارير الخبرية المختلفة من داخلها الى العالم الخارجي وأن يکون هناك أحيانا و بين فترة و أخرى تقرير أو أکثر يشير الى حالة أو وضع سلبي، لکن لايوجد نظام في العالم يتم يوميا و بصورة مستمرة نقل تقارير عن حالات و أوضاع سلبية من داخله کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.الانباء و التقارير الواردة من داخل إيران و بصورة مستمرة، تشير الى تنفيذ المزيد من أحکام الاعدامات او قمع تظاهرة و إعتصام أو صدور أحکام قضائية بسجن صحفيين أو ناشطين و ناشطات سياسيات أو صدور أحکام إعدام و ماإليها من الانباء التي تشير الى حقيقة و واقع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبنية على القمع و الاستبداد و مصادرة الحريات.نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يثير الکثير من الدهشة و التعجب لدى المراقبين و المحللين السياسيين على مايصدر عنه من ممارسات قمعية و تعسفية في الوقت الذي يتقلد منصب رئيس الجمهورية من يزعمون إنه إصلاحي و معتدل و يعمل من أجل تحسين الأوضاع المعيشية المتردية للشعب الايراني، وهو الامر الذي يمنح هذا النظام ميزة و صفة أخرى لايمکن أن تتواجد في أي نظام آخر.عدم توقف التقارير الخبرية عن الحالات و الاوضاع السلبية لهذا النظام هو أمر يتعلق بمعدن و ماهية هذا النظام الذي يعتمد على نهج القمع و السجون و الاعدامات ولو ليوم واحد، لکن في نفس الوقت لايجب التعجب مما يبدر عن هذا النظام لأنه هو بنفسه من قام في عام 1988 بإعدام أکثر من 30 ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء أو أنصار منظمة مجاهدي خلق ممن کانوا يقضون فترة سجونهم بناءا على قرار ظالم و تعسفي من جانب خميني وهو ماإعتبرته في وقتها منظمة العفو الدولية بمثابة جريمة ضد الانسانية.لايجب أبدا إنتظار الخير من مصدر الشر و لا الضياء من الظلام و لا الجمال من القبح، وإن مايصدر عن هذا النظام من تقارير تشير الى حالات و أوضاع سلبية متباينة، هو أمر عادي جدا، ذلك إن إنتظار الاخبار و التقارير السارة من جانب هذا النظام هو العبث بعينه.