23 ديسمبر، 2024 6:38 ص

وماذا نضيف في ذكرى الحرب !

وماذا نضيف في ذكرى الحرب !

وهل بقيَ ما يمكن اضافتهُ بعد كلّ ما كتبته الصحافة العالمية والعربية والمحلية ! وسيّما بعدما لمسوه العراقيون طوال السنوات الخمسة عشر التي اعقبت الحرب .! , ليس ما لمسوه من قوات الأحتلال فحسب , وانما من الحكومات التي تشكّلت كنتيجةٍ لما افرزته الحرب , ولا زالت لهذه الحرب وافرازاتها الداخلية اسرارٌ وخفايا , والغازٌ وقضايا .!

لا ريب أنّ الحقبة المظلمة في الأحتلال المغولي للعراق ” 1258 م ” قد عادت بأضعافٍ مضاعفة من الحلكة والسوداوية والدم , لكنّ المأساة الكبرى هي مجهولية انقشاع وزوال هذه الحقبة التي يترآى انها باقية في المدى المنظور , فقد تكالبت وما برحت على العراق قوىً عربية واقليمية وافرنجية , وكانت رؤوس رماحها قوىً عراقية محليّة .!

لا شكّ أنّ الجهة الوحيدة التي تحتفل بذكرى الأحتلال وترقص لها طرباً هي الأحزاب التي تسنّمت السلطة في العراق , وهي صاحبة النفوذ وهي التي تتحكّم بكلّ الأجهزة الأمنية وبالقوات المسلحة وبالأقتصاد والخزينة , ولم يروها ذلك ! حيث منذ البدء شكّلت لنفسها فصائلها المسلحة حتى بالأسلحة الثقيلة .

هنالك زوايا نظر متعددةٍ لهذه الحرب وذكراها , وغالبيتها زوايا نظرٍ صائبة مهما تباينت الرؤى ومديات النظر . وفي اوعبر احدى تلكم الزوايا ومن منطلق المثل الشعبي القائل < الأخضر يحترق بسعر اليابس > ونعتذر عن استخدام هذا التعبير , فأننا كلّنا مسؤولون عن التسبب في في تسهيل الغزو الأمريكي – البريطاني حتى بالصمت او سيكولوجياً وبطريقةٍ غير مباشرة ! , فبالرغم من المقاومة العراقية الشرسة للقوات الأمريكية , فالبعض الكثير وقعوا او اوقعوا انفسهم ضحايا تضليل الإعلام وقُصر النظر الفكري والسياسي ومداعبة المشاعر الدينية , وكان لتأثير الحصار الأقتصادي الذي دامَ 13 عاماً دوراًفي ذلك ايضاً , وقد أخطأ البعض خطأً جسيماً في الخلط بين معارضتهم لنظام الحكم السابق وتأثيرات ” ما في اعلاه ” وبين التفريط في الوطن واستباحته للأجنبي ومخططاته , وكانوا ادوات تنفيذية فاعلة لتلك المخططات , ولم يكن لتلك ” الأدوات ” أن تؤتي اُكُلُها دون سفك دماء العراقيين او شرائحٍ جمّة منهم وبأساليبٍ معروفة .!

ودونما استرسالٍ او إيغال في تفاصيل وجزيئيات هذه الأحوال , وبالرغم من أنّ المؤامرة الأقليمية – الدولية على العراق ما فتئت مستمرة ولم تستكمل فصولها , وتخضع لتغيير الألوان وتبادل الأدوار وقابلية الأبتكار ” داعش أنموذجاً , وما قد يعقبها ” فأنّ العنصر الأكثر بروزاً وديناميّةً في سلسلة هذه الحلقات هو أن الفئات والشرائح الأجتماعية التي انخدعت بتأثيرات الأعلام وخصوصاً إعلام الأحزاب الدينية الحاكمة ” ومنذ كانت هذه الأحزاب في موقع المعارضة خارج الحدود , وفتحوا الأمريكان لهم الحدود ” , فقد كشفت تلك الفئات والشرائح زيف ادعاءات ومزاعم تلك الأحزاب ومتاجرتها بالدين وانغماسها الى القاع في الفساد المالي بما يزكم الأنوف والحواس الأخرى , والى الحدّ الذي غدت احزاب الأسلام السياسي الحاكمة مجرّدة من اية قاعدة شعبية إلاّ من شريحة الوصوليين والنفعيين الضئيلة العدد , وهذا ما يفسّر التلاعب العلني والمكشوف بنتائج الأنتخابات وحرق صناديق الأقتراع لأكثر من مرّة .!

وسبق أنْ أشرنا بعدم وجود حكومة او سلطة تنفيذية في العراق , ولا وجود للبرلمان الذي غالبية اعضائه هم اعضاء في احزاب السلطة .! ولا رئاسة جمهورية خارج او أبعد من النطاق البروتوكولي وزيارات الرئيس الى دولٍ اخرى تحت تركيز اضواء وعدسات الإعلام , فالذين يحكمون ويتحكّمون بالعراق هم قيادات الحشد الشعبي , وأنّ ايّة كابينة وزارية سواءً كانت ناقصة ” كما الآن ” او مكتملة فهي جزءٌ روحيٌّ وسيكولوجي من آليّة قيادات الحشد الشعبي وانتماءاتها , وقد ابتدأت الآن مرحلة إيلاج العراق على مسرح التنافس الأيراني – الأمريكي وما سيعرضه من مشاهدٍ في التراجيديا والدراما وسواها .!