22 نوفمبر، 2024 11:37 م
Search
Close this search box.

وماذا كانت النهاية ؟

وماذا كانت النهاية ؟

-1-لم يخل زمانٌ ولا مكان من عناصر فاسدة مفسدة لا تكف عن اجتراح الجرائم ولا تتوقف عن ارتكاب العظائم …
انها سيرة الاشقياء الحافلة بضروب الاعتداء على الارواح والاموال والحقوق …
-2-
ومنذ أنْ قَتَلَ (قابيلُ) أخاه (هابيل) والى أنْ يرث الله الارض ومَنْ عليها ، تتواصل حلقات المكر والغدر والعدوان بعيداً عن حسابات المساءلة الالهية ، وبعيداً عن حسابات الانسانية، والضمائر الحرّة .
-3-
واصحاب الإجرام – بكل أشكاله ودرجاته – ، يتحولون الى كُتَلٍ سوداء خالية من بصيص للنور والرحمة والانسانية ، ومن هنا فهم – في الغالب- ينتهي بهم المطاف الى نهاية بائسة تعيسة :
هذا في الدنيا .
وأما في الاخرة فتنتظرهم نيرانُ الجحيم .
-4-
وربما هَمَّ بعضهم بالمعصية ولم يقارِفْها لكنّ ذلك يحول بينه بين الموت على الاسلام ..!!
أعاذنا الله واياكم من شرور سوء العاقبة
وفي كتب الاخلاق ، ذُكرت حادثة عجيبة في هذا السياق :
قالوا :
إنّ فتاةً سألتْ رجلاً عن الطريق للوصول الى (حَمّام منجاب)، فأشار الى بيت معيّن، وحينما دخلت اليه أوصد الباب، وَهَمَّ باغتصابها ، غير أنَّ الفتاة كانت ذكية فقالت له :
اذا شئتَ أنْ يتم أنسُكَ ومتعتُك فاذهب الى السوق واشتر لنا من الطعام والشراب ما تُطيب به جلستنا ..!!
وحين غَادَرَ وترك المنزل الى السوق، عمدتْ الى الهرب والنجاة من قبضتِهِ ..
وحين أحْتُضِرَ هذا الرجل قالوا له ،قل :
أشهد ان لا اله الا الله،
وأنَّ محمداً رسولُ الله ،
فكان يقول :
يارُبَّ قائلةٍ يوماً وقد تعبتْ
أينَ الطريقُ الى حمّامِ مُنجابِ
يرددها الى ان مات نتيجة سوء عمله …!!
-5-
وقد قرأتُ مؤخرا أنَّ رجلا كان يمارس عمليات الخطف في محيط مدينة بعقوبة، وعن طريق الخطف يبتز أهالي المخطوفين، بما يفرضه عليهم من مبالغ باهظة يتعيّن عليهم دفعها للافراج عن المخطوفين .
انّ هذا الخاطف سرعان ما عوقب عقابا الهيا وفي الدنيا قَبْلَ الاخرة …
أصيبَ بالسرطان ..!!
وفقد ابنه في حادث تسمم ..!!
وكانت احدى النساء قد دعت الله عليه، أنْ يذيقه طعم العذاب، بعد أنْ خطف حفيدها،وهكذا دفعه وضعه الصحي المتفاقم، وما حلَّ به من نكبتِهِ بنجله، الى اعادة حساباته، وأدرَكَتْهُ صحوة ضمير، فكتب رسالة اعتذار مشفوعة باعادة الاموال المستلبة من ضحاياه اليهم ..
عنوان الرسالة :
” المال الحرام نار “
وقد أعيدت الاموال الى ذويها عبر وسطاء حملوها اليهم ولم تكن إعادتُها مباشرة من قِبَلِهِ .
والمهم – شرعا وعرفا – وصول الأموال المسلوبة الى أصحابها وليس المهم ان يتولى ذلك بنفسه .
انها العاقبة الحسنة التي وصل اليها بعد ان أمعن في العصيان ..
-6-
وليت القراصنة الكبار، وسرّاق المال العام من رؤوس الفساد ، تدركهم صحوة الضمير، كما أدركت هذا الخاطف، فيسارعون الى اعادة ما نهبوه من المال العام الى خزانة الدولة ، وفي هذا الظرف المالي الخانق، ليكفرّوا بذلك عن ممارساتهم الفظيعة واعمالهم الشنيعة …
ولكني لاأراهم يفعلون ..!
لقد حوّلوا الكثير من تلك المليارات الى عقارات، في شتى بقاع العالم، وأنشأوا بها من المشاريع والاستثمارات ما جعلهم بعيدين عملياً عن الاقتداء بالخاطف المذكور ..
-7-
ان الخاطف المذكور لم يتجاوز الاّ على عدد محدود من الاشخاص والاموال ،أما الحيتان الكبرى فقد تجاوزوا على المال العام، ومعنى ذلك انهم تجاوزوا على العراقيين جميعا دون استثناء ،وتدحرجوا الى الدرك الأسفل من النار .

[email protected]

أحدث المقالات