غريب و مثير للدهشة ذلك الذي صرح به مرشد النظام الايراني خامنئي مؤخرا بشأن مشارکة بلاده في الحرب الدولية المنتظرة ضد داعش عندما قال:” منذ الأيام الأولى طلبت الولايات المتحدة من خلال سفيرها في العراق تعاونا ضد داعش. رفضت لأن أيديهم ملطخة بالدماء”، ذلك ان خامنئي يتحدث باسلوب يوحي وکأن قطرة دم عراقية او عربية لم تسفك على يد نظامه!
الدور المشبوه و الموغل في العنف و الدموية للنظام الايراني في العراق، هو دور ليس معروف للقاصي و الداني وانما أيضا هو مکشوف للجميع ولم يعد بوسع هذا النظام الضحك على الذقون و إختلاق و إفتعال الاکاذيب و المبررات المفضوحة، خصوصا وان ماقد فعله هذا النظام خلال ولايتين لرئيس الوزراء السابق نوري المالکي، قد تجاوز کل الحدود و المقاييس و المستويات ليس العادية وانما حتى الاستثنائية أيضا.
کذب و دجل النظام الايراني والذي يبدو من خلال السياق و العرف المتبع بهذا النظام بأن أکبر المسؤولين و أرفعهم مسؤولية هو أکذبهم و أکثرهم ممارسة للدجل و التحريف و تزييف الحقائق، وان خامنئي عندما يزعم بأن”وزير الخارجية الأميركي وجه أيضا طلبا إلى (نظيره الإيراني) محمد جواد ظريف الذي رفض كذلك”، فإنه يعلم بأن الولايات المتحدة و الدول الغربية قد صرفت النظر عن توجيه دعوة لنظامه للمشارکة في الحرب ضد داعش لأن معلوماتهم الکثيرة عن تورطه في أعمال و مخططات إرهابية بشأنه، کثيرة جدا، وان ظريف اساسا لم توجه له دعوة کي يرفضها وانما کان يتحرق الى ذلك کي يقوم کدأب هذا النظام بالمساومة على الدور الموکول لنظامه في مقابل الامتيازات و المکاسب التي سيحصل عليها من وراء ذلك کما جرى في الحالات السابقة في أفغانستان و العراق، لأن واشنطن و الدول الغربية الاخرى قد أدرکت بأن هذا النظام قد حصل على أکثر مما يجب في مقابل أقل مايمکن من خدمات قدمها لهم بالاضافة الى أنه يقوم بإستخدام و توظيف ضد المکاسب التي حصل عليهم منهم ضدهم و ضد الامن و الاستقرار في المنطقة.
خامنئي وهو يتحدث عن يدي أمريکا الملطختين بالدماء العراقية کما يقول، فإنه يتصور بأن العراقيين و العالم بأسره سذج ولايعلمون بالدور الدموي المشبوه لنظامه ليس في العراق لوحده فحسب وانما في سوريا و لبنان و اليمن أيضا، وان ماتفعله الميليشيات التابعة لهم في العراق في ديالى و البصرة و بغداد و غيرها من هجمات دموية على المصلين في المساجد او تعليق الجثث على الاعمدة و تهجير أحياء سنية بکاملها و خفض نسبة السنة في بغداد بفعل التهديدات و التفجيرات و عمليات القتل و الاغتيال من أکثر من 45% الى أقل من 20%، و
کذلك الهجمات الدموية على المعارضين الايرانيين في معسکر أشرف و ليبرتي، ولهذا فإن على خامنئي أن لايحدث قطعيا عن الايادي الملطخة بالدماء للآخرين لأنه ليس هناك أيادي أخرى کأيادي نظامه ملطخة بدماء العراقيين.