19 ديسمبر، 2024 1:14 ص

وماذا عن ” الدفّان ” موفق الربيعي؟!

وماذا عن ” الدفّان ” موفق الربيعي؟!

كنت أنوي الحديث عن الممثل ليوناردو دي كابريو ومعه الجميلة ساندرا بولوك وكيف قرّرا أن يبيتا في العراء مع بعض المشاهير تضامناً مع الذين لا يزالون متأثرين بحرائق كاليفورنيا، وإضافة لبهذلة النوم مع المشرّدين، قرّرا أن يتبرّعا بمليون دولار لمساعدة المتضرّرين ، حتى عثرت على فديو أطار النوم من عينيّ والأفكار من رأسي، وأطاح فكرة دي كابريو وبولوك ومعهما بالتأكيد مشهد حنان الفتلاوي وهي تتضامن مع مهجّري الموصل.
المشهد، يا سادة يا كرام، الذي صوّره النائب الطريف واللطيف ” موفق الربيعي ” وهو بالمناسبة سياسي حكيم ومحنّك وعارف بالأثر الذي يمكن أن تحدثه فيديواته الشهيرة، خصوصاً عندما يحذّرنا فيها من العواقب الوخيمة لو أننا تحدثنا بسوء عن الأحزاب الإسلامية، وإصراره “حفظه الله ” على أن نردِّد معه الجملة الأثيرة التي قالتها له يوماً والدته : ” إنّ حزب الدعوة يشوّر بكلّ مَن يعاديه”!
يصوّر المشهد الذي يظهر فيه الربيعي وهو يبتسم وعن يمينه شيخ وعن يساره شيخ والكلّ في صمت ينتظرون الحكمة من فم عالم جليل، فإذا به يقول :” أرجوكم اتصلوا بي حال استشهاد أيّ شاب، لأساعد في دفنه، أما إذا أصيب أحد الشباب فأنا مستعدّ لأن أحصل له على عربة للمعوّقين ” بعدها يصمت قليلا وتبدأ علامات التأثّر على وجهه وهو يقول :” هذه أعملها لآخرتي وليس لدنياي “!
الشيوخ في حال هرج ومرج، يصرخون: ” بارك الله بك ” هذا المشهد لا تراه في أيّ بلد من بلدان العالم، لأنّ معظم بلاد الله الواسعة تَحترم عقل الإنسان وآدميته وتتمنّى له الحياة السعيدة في الدنيا.
في مرّات كثيرة كتبت عن الربيعي وقلتُ إنّ هذا رجل مولع بالحركات السينمائية ولقطات الأكشن، وفي كلّ تصريح نجد ذلك الإصرار في البحث عن لقطة مثيرة يستدرّ من خلالها آهات الإعجاب، وتتذكرون عروض “الشو” المثيرة التي يقدّمها بين الحين والآخر ابتداءً بحبل صدام، وليس انتهاءً بالدعوى القضائية التي يريد أن يرفعها ضدّ بوش،لأنه احتلّ العراق، وهو الذي كان لا يذهب إلى النوم قبل تقبيل وجنتَي المستر بريمر!
في زمن تتدفّق فيه شلّالات الانتهازية، وتستبدل دولة المؤسسات بالعشائر، يجب علينا أن نُفكّر في ظاهرة موفق الربيعي التي جعلت من دجّالين، يتسلّمون أخطر مناصب في دولة تكالب عليها السرّاق والفاشلون!